نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “فقط 20%.. إسرائيل تقدر ما تبقى من صواريخ وقذائف حزب الله”
لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران مجرد “مفرقعات”، كما يراها مراقبون، كما لم تكن بقدر التهديدات واسعة النطاق التي أطلقت في الفترة التي سبقتها، لكنها في المقابل دفعت أصواتا من طهران للتحذير من سيناريو قد يحاول المسؤولون الإسرائيليون تطبيقه، بناء على سلوك التصعيد المتدرج، الذي اتبعوه مع حزب الله في لبنان.
وكان نمط سلوك إسرائيل مع حزب الله في لبنان، خلال الأشهر الأولى من إطلاق النار عبر الحدود، في سياق دعم الجماعة المدعومة من إيران لحركة حماس بقطاع غزة، أنها أبدت أولا عدم استعدادها لصراع واسع النطاق لمدة عام، ثم تجاوزت الخطوط الحمراء ببطء.
ومؤخرا، وخلال فترة زمنية معينة، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف الضربات بفعالية كبيرة على جنوبي لبنان، مما أسفر عن مقتل زعيم حزب الله وخليفته وقادة الصف الأول والثاني والثالث، فضلا عن تدمير مقار ومستودعات ذخيرة وقطع أوصال وطرق إمداد.
وتستبعد غالبية التحليلات التي صدرت خلال اليومين الماضيين أن تنفذ إيران ردا جديدا ضد إسرائيل في المدى القريب. وفي حين أن ذلك يستند على الشكل الذي كانت عليه الضربة الأخيرة التي تلقتها، وأصداؤها، وردود الفعل، تسود حالة من الغموض بشأن الصورة العامة التي ستكون عليها حالة التصعيد بين الجانبين في مراحل لاحقة.
وهذه المرة الثانية التي تضرب فيها إسرائيل إيران منذ حرب غزة، وكذلك الأمر بالنسبة لطهران التي شنت هجوما مرتين، الأول بالطائرات المسيّرة الانتحارية، والثاني بالصواريخ البالستية.
مقتل إسرائيلي إثر قصف شنه حزب الله.. وغارات مستمرة على لبنان
أعلنت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء، مقتل شخص في بلدة معالوت شمالي البلاد إثر قصف صاروخي لحزب الله اللبناني، في وقت أعلنت فيه بيروت ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على بعلبك والبقاع إلى 65 قتيلا.
ويعتبر الرد والرد الانتقامي المقابل بمثابة غطاء أوسع لحرب وحالة تصعيد لا تزال قائمة حتى الآن على جبهتين، الأولى ضد حماس بقطاع غزة، والثانية تواصلها إسرائيل في لبنان، بهدف تقليص قدرة حزب الله على القتال والهجوم.
ما احتمالات “نموذج حزب الله”؟
وبعد يومين على الرد الإسرائيلي الذي استهدف مواقع خاصة بأنظمة الدفاعات الإيرانية، هدد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وألمحت كلماته أيضا إلى أن التصعيد وحالة العداء مع إيران لن تتوقف، مجددا حديثه عما وصفه بـ”محور الشر”، في إشارة إلى إيران وحلفائها في المنطقة.
وبالتوازي، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن “على المسؤولين الإيرانيين أن يحددوا أفضل السبل لإظهار قوة إيران بعد الضربات الإسرائيلية”، فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، أن “بلاده لن تحيد عن حقها في الرد على اعتداءات الكيان الصهيوني”، على حد تعبيره.
ويعتقد كبير الخبراء الأميركيين في “المجلس الأطلسي”، ريتش أوتزن، أن الاستراتيجية التي تتبعها إسرائيل مع إيران تختلف عن النهج المتبع مع حزب الله في لبنان.
ويوضح لموقع “الحرة” أن إسرائيل كانت أجلت التعامل بشكل حاسم مع حزب الله، حتى انتهت من التعامل مع حماس بذلك الشكل، أما في حالة إيران، فقد ضربت بشكل أقوى قبل أن تهزم حزب الله في لبنان بشكل حاسم.
ومن المحتمل أن يكون السبب أن “إيران هي المصدر الرئيسي لكل من حزب الله وحماس، لكن إسرائيل لا تستطيع الانتظار إلى الأبد للضغط على المصدر بدلا من الوكيل”، حسب أوتزن.
ويضيف أنه وحتى الآن “لا تزال إسرائيل ترغب في إنهاك إيران سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا من خلال استنزاف وكلائها، فيما تعمل على فرض تكاليف قريبة من المصدر، دون انتظار أن يعيد المصدر بناء قوته”.
من جهته لا يعتقد، آرمان محموديان، وهو زميل باحث في معهد الأمن العالمي والقومي ومحاضر في جامعة جنوب فلوريدا أن “نهج إسرائيل تجاه إيران يعكس سياساتها تجاه غزة ولبنان”.
ففي غزة ولبنان، ركزت إسرائيل على تعظيم تحييد التهديدات، وأما مع إيران، فيبدو أن إسرائيل تتبع “استراتيجية الضغط المتصاعد لفرض الردع”، بدلا من توجيه مواردها نحو تحييد قدرات إيران التهديدية بالكامل، وهي برنامجها النووي، كما يقول محموديان لموقع “الحرة”.
ترجيحات لرد إيراني جديد على إسرائيل
بعد يومين على الرد الإسرائيلي الذي استهدف مواقع خاصة بأنظمة الدفاعات الإيرانية، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، فيما جدد الحديث عن “محور الشر”.
ويضيف الباحث أن ما فعلته إسرائيل بضربتها الأخيرة كان بمثابة “رسالة قوية”، ومن خلال تفكيك أجزاء من الدفاع الجوي الإيراني وزيادة إضعافها، حاولت كبح تدخل إيران وإثنائها عن المزيد من التدخل في الصراع، وفقا لذات المتحدث.
ولا توجد طريقة حقيقية لتحديد التشابه في التعامل مع إيران مقارنة بحزب الله، وهو ما يؤكده أيضا الخبير الأمني الذي يركز على إيران والشرق الأوسط، داستن فورست.
ويشرح فورست لموقع “الحرة” أن الفرق الرئيسي (بين الجبهتين) أن إسرائيل لم تستهدف الدولة اللبنانية وقواتها المسلحة، بل استهدفت حزب الله تحديدا.
وأما بالنسبة للهجوم على إيران فيختلف الأمر من هذه الناحية، إذ لم يكن هجوما فقط ضد، على سبيل المثال، “الحرس الثوري” الإيراني، بل شمل أيضا مهاجمة مواقع تابعة للجيش الإيراني، لأنها تشكل جزءا من قدرات الدفاع الجوي في إيران.
إذا.. لماذا التحذيرات؟
في تغريدة على “إكس” كتب الناشط الإعلامي الإيراني، محسن مقصودي، إن “التجربة أثبتت أنه إذا لم يكن هناك رد حاسم فإن إسرائيل ستصبح أكثر غطرسة خطوة بخطوة”، على حد تعبيره.
كما رجح نشطاء وباحثون إيرانيون آخرون خلال اليومين الماضيين أن إسرائيل ربما تحاول تطبيق “نموذج لبنان” (نموذج حزب الله) في تعاملها مع إيران.
ويتسم هذا “النموذج” بإجراءات محدودة وتدريجية تتجنب الحرب الشاملة، لكنها تعمل تدريجيا على تدهور القدرة وخلق الفرصة لشن هجوم أكبر في وقت لاحق.
وغالبية الأصوات التي تحذّر من النموذج المذكور تعتمد في الأساس على فكرة ما حصل في غزة ولبنان، منذ السابع من أكتوبر.
وفي الأشهر الأولى من حربها ركّزت إسرائيل على ضرب حماس في غزة والتفرغ لها عسكريا في القطاع.
إيران وأذرعها.. جذور “تصدير الثورة” وحسابات الواقع الجديد
حين يتردد اسم إيران في المنطقة، على صعيد ما يجري بـ4 دول عربية، دائما ما يرتسم في الأذهان شكل علاقة “استثنائية” تقوم على معادلة خاصة بالتعاطي بين دولة من جهة، ووكيل أو ذراع وميليشيا من جهة أخرى، بعيدا عن الإطار العام الذي تتعامل بموجبه الدول لتسيير العلاقات ضمن آلية دولة مقابل دولة.
ورغم أنها كانت تتعرض لهجمات وضربات صاروخية من جانب حزب الله بالتزامن، لم تحوّل تركيزها الأساسي عليه إلا بعد 9 أشهر، محدثة ضربة كانت الأكبر والأولى من نوعها عندما فجّرت أجهزة “البيجر” بأيدي مسلحي الجماعة اللبنانية المدعومة من طهران.
ويمكن لإسرائيل أن تحارب في غزة ولبنان ومع إيران مباشرةً في نفس الوقت، لكنها تفضل العمل بشكل متدرج بدلا من أن تقوم بكل ذلك دفعة واحد، كما يشرح الخبير الأميركي، ريتش أوتزن.
ويقول إن خيارات إسرائيل تعتمد على الردع الفعّال على المدى القصير والمرونة الدبلوماسية على المدى الطويل، مضيفا: “وقد يفتح نجاح العمليات الأخيرة المجال لإفساح المزيد من التركيز على تلك المرونة”.
ويرى الخبير الأمني، فورست أن فكرة تركيز الجيش الإسرائيلي على عزل كل ساحة عن الأخرى، أي الانتقال من إنهاء التهديد في منطقة إلى أخرى تبدو “تقييما واقعيا”.
ويوضح أن “جميع الجهات التي تواجهها إسرائيل كيانات منفصلة. هي متحالفة بسبب معارضتها لإسرائيل وأن إيران تدعمهم جميعا، ولكن هنا تنتهي معظم أوجه التشابه”.
كل خصم موجود ضمن خلفية سياسية وتاريخية واجتماعية منفصلة، وفق الخبير الأمني، ويمكن لإسرائيل التعامل مع هذه العوامل بشكل منفصل، بحيث تكون معزولة عن بعضها البعض.
ومع ذلك، يضيف الخبير الأمني أن “التهديدات الملموسة، مثل تزويد هذه الجهات بصواريخ باليستية فرط صوتية وطائرات مسيّرة متقدمة قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات لإسرائيل، تشكل عاملا مشتركا”.
ويرتبط السياق السابق بين جميع هذه التهديدات، ويمكن معالجته من خلال نقطة مشتركة، وهي مواقع التصنيع ومراكز اللوجستيات الإيرانية، حسب فورست.
ما المتوقع إيرانيا؟
ومنذ الساعات الأولى من صباح 26 أكتوبر، حين أطلقت إسرائيل هجومها، أقر التلفزيون الحكومي الإيراني بسماع انفجارات قوية في محيط طهران، لكن وسائل الإعلام الرسمية سارعت إلى التقليل من حجمه.
وذهبت بعض القنوات المؤيدة للحرس الثوري الإيراني على تطبيق”تليغرام” إلى حد القول إن وسائل الإعلام الإسرائيلية انتقدت رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لشنه هجوما “مخيبا للآمال” على إيران.
في المقابل قال نتانياهو “لقد ألحقنا أضرارا جسيمة بأنظمة الدفاع الإيرانية وقدراتها على إنتاج الصواريخ. هاجمنا مصانع الموت وضربناها بشدة”.
دبلوماسي أميركي سابق: إسرائيل وإيران لا تريدان حربا إقليمية أوسع
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن كبير المفاوضين الإسرائيليين قدم عرضاً جديداً لأعضاء حماس بشأن وقف إطلاق النار يتمثل في إمكانية منحهم ممرًا آمنًا إلى دولة أخرى إذا ألقوا أسلحتهم وأطلقوا سراح الرهائن.
واعتبر أن إسرائيل “العقبة الحقيقية أمام إيران وتُحبط نواياها”، مؤكدا “إستراتيجيتنا على المدى الطويل العمل لاجتثاث محور الشر، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي”.
وبالشكل التقليدي قد يكون رد إيران على الانتقام الإسرائيلي هو تسريع برنامجها النووي، وفقا للباحث، آرمان محموديان.
ومع ذلك ومع الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي أضعفت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وخلقت ثغرات في مجالها الجوي يبدو من غير المحتمل أن تخاطر إيران بتصعيد أنشطتها النووية، إذ قد يؤدي ذلك إلى المزيد من الضربات الإسرائيلية.
ونظرا للتحديات في استعادة قدرات الدفاع هذه بسرعة، قد يكون الخيار الأكثر واقعية لإيران الآن هو الدفع نحو وقف إطلاق النار – ولكن ليس من خلال الدبلوماسية أو التنازل.
وبدلا من ذلك يعتقد محموديان أن “إيران ربما تفكر في توجيه حزب الله لتصعيد الصراع في لبنان، على أمل أن يتجاوز هذا التصعيد قدرة التحمل لدى الجمهور الإسرائيلي تجاه الصراع المطول”.
وإذا نجح ذلك، فقد تضغط إيران على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار، مما يمنحها الوقت لإعادة تنظيم نفسها وإعادة بناء شبكات وكلائها في المنطقة، بحسب الباحث في معهد الأمن العالمي والقومي.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.