نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “اليونان تلقي القبض على إسرائيلي بموجب "إشعار أحمر"”
ذكرت صحيفة “هآرتس” أن الشعب الإسرائيلي يأخذ على محمل الجد تهديدات إيران وحزب الله بإطلاق هجوم بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، ردا على الاغتيالين الأخيرين في بيروت وطهران.
ودللت الصحيفة على ذلك بأن الطرق المؤدية إلى تل أبيب كانت خاوية على نحو متزايد خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أن عدد الإسرائيليين الذين يسافرون إلى الخارج في أغسطس هذا العام أصبح أقل في ظل الحرب.
وأوضحت الصحيفة أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وحتى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أطلقا تهديدات مفصلة للغاية. ومن المتوقع أن يرد المحور الإيراني على مقتل فؤاد شكر من حزب الله في بيروت وإسماعيل هنية من حماس في طهران.
ووفقا للصحيفة، سوف يستهدف الرد أيضا أهدافا عميقة داخل إسرائيل، في وسط وشمال البلاد. ومن الممكن أن تؤدي التحذيرات المضادة الإسرائيلية، إلى جانب الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتهدئة الوضع، إلى دفع إيران وحزب الله والحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق إلى محاولة تخفيف الضربة إلى حد ما على الأهداف المدنية.
ومن المرجح، بحسب الصحيفة، أن يستهدف الجزء الأكبر من الهجوم أهدافا عسكرية وأمنية، لكن تلك التي تقع بالقرب من المراكز السكانية، بطريقة ترسل في الوقت نفسه رسالة تهديد وتزيد من خطر تعرض المدنيين للأذى.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن أي عمل عدواني مفرط، وخاصة العمل الذي يتسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين، من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل قاس من جانب إسرائيل ويدفع الشرق الأوسط إلى موقف قريب للغاية من الحرب الشاملة.
والتقييم الحالي، بحسب الصحيفة، هو أن هذا ليس هدف الإيرانيين أو حزب الله، كما يقولون صراحة في خطاباتهم العامة. ويشير خامنئي ونصر الله وغيرهما بوضوح إلى أنهم لا يخشون المواجهة العامة، لكنهم في الوقت نفسه يوضحون أنهم لا يريدون مثل هذه المواجهة.
والمنطق الإيراني واضح للغاية، بحسب الصحيفة، موضحة أنه حتى لو كان النظام في طهران يعتقد أنه قادر على التسبب في انهيار إسرائيل، فإن هذه عملية تدريجية، محسوبة لتستمر لسنوات، كنوع من حرب الاستنزاف. ولا يزال من المهم بالنسبة للإيرانيين الحفاظ على قناة الحوار مع واشنطن، من أجل حماية مشروعهم النووي وإتاحة نقطة انطلاق لتحقيق القدرة العسكرية النووية الكاملة.
وعلى الجانب الآخر، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يتمنى منذ سنوات تصعيدًا من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة إلى التعامل مع ما يعتبره مشكلة إسرائيل الأولى وهي المشروع النووي الإيراني.
وذكرت الصحيفة أن زعيم حماس، يحيى السنوار، يود أن يرى اندلاع حرب بين المحور الإيراني وإسرائيل، وهو الهدف الذي لم ينجح في تحقيقه في الهجوم على بلدات النقب الغربي، لأن شركاءه في المحور فوجئوا وترددوا وقرروا في النهاية عدم المشاركة.
ويعتمد نجاح المحور الإيراني أيضا على جودة الجهود الدفاعية الإسرائيلية. ووفقا لبيانات قوات الدفاع الإسرائيلية، تم إطلاق نحو 21500 صاروخ وقذيفة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية منذ بدء الحرب، نحو ثلثها من لبنان وسوريا، وثلثيها من قطاع غزة، وأطلق عدد قليل من الصواريخ من العراق، وفقا للصحيفة.
وذكرت أنه قُتل حوالي 40 إسرائيليًا في هذه الهجمات، وهو ما يمثل نسبة قتيل واحد لكل 500 صاروخ وقذيفة. في القصف السابق من إيران في أبريل الماضي، أُطلق أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل، وأصيبت فتاة بدوية في النقب بجروح خطيرة بشظايا.
لكن التحدي هذه المرة أكثر دقة، كما تراه الصحيفة، مشيرة إلى أن ترسانة حزب الله أثقل وأكثر دقة وأكثر فتكًا من ترسانة حماس. وهي أيضًا أقرب إلى العمق الإسرائيلي من الصواريخ الإيرانية، ما يترك فترة تحذير قصيرة نسبيًا.
وأوضحت أن أحد الحلول التي يتم التفكير فيها هو نوع من الوضع المؤقت على الجبهة الداخلية، يتمثل في إصدار تعليمات عامة للسكان للاستعداد لاحتمال الصواريخ والإنذارات في غضون فترة زمنية قصيرة.
وذكرت أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تسعى حاليا إلى إثبات أن إسرائيل لا تستعد للرد فحسب، بل البدء في الهجوم أيضا. وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، نفذت القوات الجوية هجمات في لبنان وغزة وفي بعض الحالات في الضفة الغربية أيضًا.
إلى جانب تعزيز الدفاعات، أوضحت الصحيفة أن هناك أيضًا مستوى عالٍ من الاستعداد لهجوم مضاد، منذ لحظة إطلاق الصواريخ الأولى. لذلك فإن أي خطأ في حسابات إيران أو حزب الله، أو ضربة صاروخية تسفر عن خسائر بشرية فادحة، من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل شديد، مع استعراض للقوة التدميرية التي لم نشهدها حتى الآن إلا في قصف قطاع غزة.
وأشارت “هآرتس” إلى أن إسرائيل لا تقدم الآن تفاصيل عن التعاون مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، وهي كذلك تلتزم الصمت فيما يتصل بالتنسيق الدفاعي مع الدول العربية.
لكن من الواضح، من وجه نظر الصحيفة، أن الانتشار الحالي قادر على مواكبة شيء مشابه لما حدث قبل الهجوم في أبريل، وأن الاستعدادات هذه المرة هي لهجوم أشد وطأة. ورغم ذلك فمن الواضح أن الإعداد الدفاعي ليس محكماً وأن عدد الضحايا يعتمد إلى حد كبير على كيفية رد فعل السكان المدنيين على تعليمات الجيش الإسرائيلي.
لكن الصحيفة ترى أنه في خضم كل هذا، أصبح الحديث عن صفقة لوقف إطلاق النار واستعادة الرهائن أمرًا مستبعدا بشكل أكبر، لاسيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو غير مستعد لتقديم التنازلات المطلوبة للتوصل إلى اتفاق، ما دامت هذه التنازلات تعرض استقرار الائتلاف للخطر.
ولا يظهر شركاء نتانياهو من أقصى اليمين (حزبا أوتزما يهوديت والصهيونية الدينية)، أي علامات على المرونة، خاصة عندما يتضح لهم أن المرحلة الأولى من صفقة الرهائن سوف تتضمن إطلاق سراح العشرات من السجناء الفلسطينيين، وكثير منهم من القتلة المدانين، في مقابل كل محتجز إسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن القوى التي تنوي تقويض الديمقراطية الإسرائيلية تواجه عقبات ومعارضة شديدة، إذ فشلت هذا الأسبوع في محاولتها للإطاحة برئيس قناة 13 الإخبارية، لكن الاتجاه والطموحات واضحة بشكل صارخ.
وأوضحت أنه في كل الأحوال توجد العديد من المؤشرات التي تدل بوضوح على أن نتانياهو ورفاقه يواصلون المضي قدماً بقوة في تحقيق أهدافهم، أبرزها السيطرة على شرطة إسرائيل، والمعركة ضد القضاء.
وترى الصحيفة أن الرؤية الكابوسية التي تجمع بين حرب استنزاف أبدية ونظام استبدادي يقيد نشاط المعارضة ويقلل تدريجيا من الحقوق المدنية لا تزال تلوح في الأفق. وربما يكون من الأسهل تعزيزها عندما يكون الجمهور قلقا للغاية بشأن الوضع الأمني للبلاد.
ووفقا للصحيفة، فاجأت حماس الكثيرين في المنطقة عندما أعلنت هذا الأسبوع أن يحيى السنوار سيحل محل هنية. ويبدو أن أهمية تعيين السنوار رمزية إلى حد كبير، وتعني رغبة الحركة في تركيز نشاطها على المقاومة العسكرية لإسرائيل، وليس على الحلول السياسية.
أمر آخر يثبته هذا القرار، كما ترى الصحيفة، وهو أنه لسنوات، خُدع معظم أفراد الاستخبارات الإسرائيلية باعتدال حماس الظاهري.
وكان مجتمع الاستخبارات، بحسب الصحيفة، يميل إلى وصف حماس بأنها منظمة تتقلب بين هويتين، الجانب الجهادي، الذي كان يقاتل إسرائيل، والجانب السياسي الإداري، الذي كان ملتزمًا بتوفير سبل العيش والاحتياجات اليومية لـ 2.2 مليون من سكان غزة.
وحتى في الأيام التي سبقت السابع من أكتوبر، خدع نتانياهو وحكومته أنفسهما بالاعتقاد بأن المزيد من التسوية مع حماس، والمزيد من الأموال القطرية التي تدخل القطاع، من شأنها أن تضمن الهدوء على طول السياج الحدودي.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.