يولو.. فتى مانيلا الخجول.. صنعه اليابانيون ولمع في باريس
الرياضية

يولو.. فتى مانيلا الخجول.. صنعه اليابانيون ولمع في باريس


لاحقته الإصابات لكنه لم يستسلم.. يؤمن بأن أعظم خصم للإنسان هو نفسه.. ثقته في نفسه كانت أكبر من أي خيبات أمل تعرض لها، لأنه يعلم إن لم يركز فيما سيفعله فسينتهي به المطاف إلى الفشل.
بهذه العقلية منح يولو بلاده أول ميدالية أولمبية على الإطلاق في مسابقات الجمباز، والثانية في كل الألعاب، عندما توِّج بذهبية منافسات الحركات الأرضية للرجال ضمن أولمبياد باريس 2024.
نهار السبت، وبينما كانت صالة بيرسي آرينا المغلقة في باريس مكتظة بالجمهور، والمتسابقون يجرون عمليات الإحماء والتحضيرات النهائية، كان يولو يشعر بثقل المهمة.. فلحظة الحقيقة باتت على مسافة قريبة.. إنه حلم أكثر من 115 مليون فلبيني.. إنه حلم وطن.
ولد كارلوس إدرييل بوكويز يولو في 16 فبراير 2000 بإحدى ضواحي مانيلا العاصمة.. والده كان يعمل وكيلًا للسفريات.. نشأ وسط عائلة رياضية، فأخته الكبرى جوريل كانت عضوًا بفرقة التشجيع بالجامعة الوطنية، بينما كان شقيقيه الأصغر كارل وإليزا يمارسان الجمباز أيضًا.
في مجمع ريزال الرياضي كانت البداية.. كان يسترق النظر إلى تدريبات لاعبي الجمباز.. فأخذه جده وهو السابعة من عمره إلى إحدى الجمعيات المعنية بهذه الرياضة، فلربما يصبح حفيده بطلًا تاريخيًا تفخر به الفلبين في يوم ما.. كان الأمر مجرد خاطرة.. مجرد حلم.
يولو، وبعد وقت ليس ببعيد، أصبح عضوًا بفريق الجمباز في العاصمة، ويشارك في دورات الألعاب المدرسية الوطنية. في 2014 حصل على أول ذهبية دولية ضمن دورة ألعاب مدارس رابطة دول جنوب شرق آسيا.. لكن التحول العظيم في مشواره كان في منحة اللجنة الأولمبية اليابانية التي وضعت تحت يديه أفضل المدربين في العالم.. وكانت النتيجة مبهرة.. 36 ميدالية ذهبية و23 فضية و16 برونزية.
في 2017 حزم الفتى اليافع حقائبه وتوجه إلى طوكيو.. يقول في مقابلة نشرت عام 2019 على موقع اللجنة الأولمبية الدولية: «أخبرتني والدتي أنه من الأفضل أن أذهب إلى اليابان.. كنت فتى خجولًا آنذاك، وكانت هناك مشكلة في التواصل معهم.. بدا الأمر صعبًا بعض الشيء لأنني كنت وحدي. الآن أشعر أنني في بيتي هنا.. الناس طيبون». لكن يولو لم يعد غريبًا هناك فقد اتخذ منها موطنًا وأكمل فيها دراسته وحصل على إجازة الأدب في جامعة تيكيو.. وبالطبع لم ينسَ مهمته الأساسية.. أن يصبح بطلًا.
ظهر يولو للمرة الأولى دوليًا في كأس العالم بملبورن 2018، وحقق نجاحًا كبيرًا كنجم صاعد في عالم الجمباز. في مايو 2024، أصبح أول لاعب من جنوب شرق آسيا يفوز بميدالية ببطولة العالم للجمباز الفني في قطر.
كان بريق الذهب يداعب يولو عندما شارك بأولمبياد طوكيو 2020، لكنه اكتفى بالمركز الرابع.. كان ذلك درسًا مفيدًا ساعده ليتألق في العديد من المسابقات اللاحقة، وحافزًا له ليهدي الفلبين الميدالية الأولمبية الثانية بعد ذهبية الرباعة هيديلين دياز. يقول في مقابلة نشرت يوم 20 يونيو 2023: «لا أعتقد أنني كنت لأحرز نفس التقدم دون تلك الأخطاء التي ارتكبتها في طوكيو. كان هذا درسًا سيبقى معي إلى الأبد».
السبت، وبعد أن أعلنت لوحة النتائج فوزه، جلس يولو على الأرض، واستسلم للبكاء كطفل صغير.. أنهمرت دموعه سخية.. لم تتوقف حتى وهو على منصة التتويج.. وأخيرًا أصبح حلم جده حقيقة.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading