يرى محللان سياسيان تحدثا لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟” أن إسرائيل تواجه معضلة حقيقية، بعد استهداف الحوثيين لتل أبيب بطائرة مسيّرة، ورجحا أن تزداد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الحرب في قطاع غزة.
وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين يحيى سريع أعلن صباح اليوم الجمعة -في بيان متلفز- أن سلاح الجو المسيّر التابع للجماعة نفذ ما وصفها بعملية نوعية في تل أبيب التي قال إنها ستكون هدفا رئيسيا.
وذكر الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن الهجوم على تل أبيب يؤكد تآكل الردع الإسرائيلي وفشل الحكومة والمؤسسة العسكرية وحتى جهاز الاستخبارات، مشيرا إلى أن ضرب تل أبيب أعاد إلى أذهان الإسرائيليين عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة ضد الاحتلال.
وأشار إلى أن ضرب تل أبيب يكرّس معادلة مختلفة بالنسبة للإسرائيليين، لأنها تمثل العصب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وتسكنها شرائح تعودت على الرفاهية والعيش في أمن واستقرار.
ولذلك هناك نقاش يجري داخل إسرائيل -يضيف مصطفى- حول كيفية التعامل مع هجوم الحوثيين، وقال إن هناك من يرى بضرورة الرد المباشر على الضربة هذه المرة وعدم ترك الأمر للأميركيين.
مخاوف إسرائيلية
غير أن بعض الإسرائيليين يتخوفون من أن يؤدي الرد على الحوثيين بشكل مباشر إلى دفعهم أكثر لتكثيف هجماتهم، بالإضافة إلى إشعال جبهات أخرى، وخاصة مع حزب الله اللبناني، لا يكون بمقدور إسرائيل واستخباراتها وجيشها مواجهتها.
وخلص الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية -في حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد”- إلى أن قادة الاحتلال يواجهون معضلة حقيقية اليوم، فإذا ردوا على الحوثيين سيشعلون المنطقة، وإذا لم يردوا سيكرسون حالة الضعف لديهم.
ورجح مصطفى أن تمارس المؤسسة العسكرية المزيد من الضغوط على نتنياهو من أجل وقف الحرب في غزة والذهاب إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية، لعلمها أن وقف الحرب في غزة سيوقف التصعيد على الجبهات الأخرى.
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، علي حيدر إن ضرب تل أبيب هو عينة لما قد يحصل للاحتلال في حال تطور الصراع مع جبهة جنوب لبنان، إذ ستسقط عليه مئات المسيّرات والصواريخ التي بحوزة المقاومة اللبنانية.
ورجح حيدر أن تبادر إسرائيل بنفسها إلى الرد على هجوم الحوثيين في اليمن حفاظا على صورتها ولاعتبارات داخلية، لكنه أشار إلى أن مثل هذه الخطوة ستحفز الحوثيين لتكثيف ضرباتهم على الاحتلال.
وتحدث ضيف برنامج “غزة.. ماذا بعد؟” عن أهمية الجبهة الداخلية الإسرائيلية في الصراع الحالي، وقال إن هذه الجبهة تحولت إلى جبهة قتال رئيسية، بفعل تطور الوسائل القتالية ومعادلات القوة.
كما أكد وجود تكامل وتنسيق بين جبهات الإسناد، لبنان واليمن والعراق، وهو ما تؤكده طبيعة الأهداف والوسائل القتالية المستخدمة، مبرزا أنه ليس من المصادفة أن ينفذ الحوثيون هجومهم على تل أبيب في ظل التطورات التي تشهدها الحرب في غزة.
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.