قمة آسيان والخليج والصين.. مساعٍ لبناء نظام متعدد الأقطاب
عاجل الآن

قمة آسيان والخليج والصين.. مساعٍ لبناء نظام متعدد الأقطاب

اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:

نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “قمة آسيان والخليج والصين.. مساعٍ لبناء نظام متعدد الأقطاب”

كوالالمبورـ تستضيف العاصمة الماليزية كوالالمبور، غدا الثلاثاء، قمة ثلاثية غير مسبوقة تجمع قادة من دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مشاركة فاعلة من الصين، في مشهد يعكس التوجه المتصاعد نحو تعزيز الشراكات الإقليمية وبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب.

ووصف رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم هذه القمة المرتقبة بأنها “فرصة تاريخية” لتوثيق الروابط الاقتصادية بين الشرق والغرب، وبناء علاقات مستقرة ومزدهرة قادرة على مواجهة التحديات العالمية المتصاعدة، مشددا على أهمية أن يكون هذا اللقاء نقطة انطلاق نحو شراكة إستراتيجية مستدامة بين المكونات الثلاثة.

في كلمته خلال افتتاح أعمال قمة آسيان الـ46، التي تسبق القمة الثلاثية بيوم واحد، دعا أنور إبراهيم إلى تحويل هذه المبادرة إلى نموذج للتعاون في عالم بات يتشكل على أساس التعددية القطبية، وقال “أمامنا فرصة غير مسبوقة لرسم مسار جديد للتعاون الاقتصادي والسياسي بين منطقتين حيويتين من العالم”.

قمة آسيان الـ46 تسبق القمة الثلاثية بيوم واحد (رويترز)

شراكات متعددة

وتأتي القمة الثلاثية في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية عالمية متسارعة، دفعت قوى إقليمية، مثل آسيان ومجلس التعاون الخليجي، إلى البحث عن شراكات متعددة بعيدا عن الاستقطاب الدولي التقليدي.

وبحسب تصريحات نقلها المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الماليزي، فإن القمة المقررة ستشهد مشاركة قادة ورؤساء حكومات من الجانبين، إلى جانب رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في أول مشاركة مباشرة له في قمة ثلاثية تضم الكتل الثلاث.

وأوضح نشرول عبيدة، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الماليزي، أن القمة تهدف إلى “تعزيز العلاقات الاقتصادية وضمان استدامة النمو في الإقليم”، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين مجلس التعاون وآسيان يبلغ نحو 130 مليار دولار سنويا، وهو ما يعد قاعدة واعدة للتوسع المستقبلي في مجالات التجارة والاستثمار.

وأشار عبيدة إلى أن مجالات التعاون المرتقبة تشمل البنية التحتية، والتجارة الإلكترونية، وسلاسل الإمداد، خاصة في ظل بلوغ الناتج المحلي لمجموعة آسيان نحو 3.8 تريليونات دولار، فضلا عن الشراكة الحيوية مع الصين، القوة الاقتصادية الثانية عالميا.

الصين على الخط

مشاركة الصين في القمة تأتي في وقت تسعى فيه بكين إلى توطيد علاقاتها مع كل من دول آسيان والخليج، في ظل تصاعد التوترات مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون أن الحضور الصيني يعزز التوجه الآسيوي نحو شراكة توازن بين القوى الدولية، خصوصا في ظل اهتمام الصين المتزايد بالطاقة الخليجية وبالأسواق الآسيوية الناشئة.

ورغم الطابع الاقتصادي للقمة، لم تغب القضايا السياسية عن مداولات قادة آسيان، وعلى رأسها الأزمة المستعصية في ميانمار.

وأعرب أنور إبراهيم عن أمله في أن تتوج جهوده بوقف شامل لأعمال العنف في هذه البلاد، والدفع نحو حوار وطني يضع حدا للأزمة المستمرة منذ انقلاب 2021، وذلك عقب سلسلة لقاءات أجراها هذا الشهر في بانكوك مع ممثلين عن النظام العسكري والمعارضة السياسية.

غير أن رئيس الوزراء الماليزي بدا متحفظا حيال توقع نتائج فورية، قائلا “ربما تكون خطواتنا صغيرة، وقد لا تكون الجسور ثابتة، لكنها موجودة ومفيدة، فالجسور المتشققة للسلام، خير من اتساع رقعة العنف”.

رسائل إلى المجتمع الدولي

وفي ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، ينظر محللون إلى قمة كوالالمبور بوصفها محاولة آسيوية لتعزيز “الدبلوماسية المتوازنة”، خصوصا أن الشراكات التي ستُبحث لا تقتصر على التبادل التجاري، بل تشمل الأمن الغذائي، وتغير المناخ، والتحول الرقمي، وهي قضايا تزداد مركزيتها في النظام العالمي الجديد.

ويجمع خبراء في شؤون جنوب شرق آسيا على أن ماليزيا تسعى إلى استثمار رئاستها الدورية لآسيان هذا العام، للعب دور الوسيط النشط في تعزيز التواصل بين الكتل الاقتصادية الكبرى، لا سيما في ظل الروابط التاريخية والثقافية التي تجمعها بدول الخليج، وعلاقاتها الإستراتيجية بالصين.

وفي حين تتجه الأنظار إلى مخرجات القمة، يرى مراقبون أن الحدث سيفتح الباب أمام خارطة جديدة للتعاون الثلاثي في آسيا، قد تضع اللّبنات الأولى لتحالفات سياسية واقتصادية أكثر توازنا وفعالية، في مواجهة نظام عالمي يتجه نحو إعادة التشكل بعيدا عن الأحادية القطبية.




الجدير بالذكر أن خبر “قمة آسيان والخليج والصين.. مساعٍ لبناء نظام متعدد الأقطاب” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم

اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading