أوجين أونيل.. كاتب أمريكي حصد نوبل في الأدب.. ماذا قدم؟

فى مثل هذه الأيام رحل عن عالمنا الكاتب الأمريكي أوجين أونيل عام 1953، كاتبًا مسرحيًا أمريكيًا بارزًا وحائزًا على جائزة نوبل في الأدب عام 1936، ومن أهم أعماله “رحلة النهار الطويلة إلى الليل” -أنتجتها بعد وفاته عام 1956- وهي قمة سلسلة طويلة من المسرحيات العظيمة.

وُلِد أوجين أونيل في عالم المسرح، فكان والده، جيمس أونيل، ممثلًا ناجحًا في الجولات السياحية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وكان أشهر أدواره هو دور كونت مونت كريستو في مسرحية مقتبسة من رواية ألكسندر دوماس الأب، رافقت والدته إيلا زوجها ذهابًا وإيابًا عبر البلاد، ولم تستقر إلا لفترة وجيزة عند ولادة ابنها الأول، جيمس جونيور، ويوجين.

كان أول ظهور لأونيل ككاتب مسرحي في صيف عام 1916، حيث أطلقت مجموعة من الكتاب والرسامين الشباب مسرحًا تجريبيًا، وفي مسرحهم الصغير المتهالك على رصيف الميناء، أنتجوا مسرحيته البحرية المكونة من فصل واحد متجهين شرقًا إلى كارديف، كانت الموهبة الكامنة في المسرحية واضحة على الفور للمجموعة، والتي شكلت في ذلك الخريف مسرح الكتاب المسرحيين في قرية جرينتش.

 وعلى الرغم من أنه كان واحدًا فقط من بين العديد من الكتاب الذين أنتجت مسرحياتهم بواسطة مسرح الكتاب المسرحيين، إلا أن مساهمته في غضون السنوات القليلة التالية جعلت المجموعة مشهورة، بين عامي 1916 و1920، أنتجت المجموعة جميع مسرحيات أونيل البحرية المكونة من فصل واحد، إلى جانب عدد من جهوده الأقل، وبحلول الوقت الذى تم فيه إنتاج أول مسرحية كاملة له، “ما وراء الأفق”، على برودواي ، في 2 فبراير 1920، في مسرح موروسكو، كان للكاتب المسرحي الشاب بالفعل سمعة صغيرة.

كانت قدرة أونيل على العمل والتزامه به مذهلين، ففي الفترة ما بين عامي 1920 و1943، أكمل 20 مسرحية طويلة -عدة منها بطول مزدوج وثلاثي- وعدد من المسرحيات القصيرة، وكتب وأعاد كتابة العديد من مخطوطاته ست مرات قبل أن يقتنع بها، وملأ أرفف الدفاتر بملاحظات بحثية ومخططات وأفكار مسرحية ومذكرات أخرى، وتشمل مسرحياته القصيرة الأكثر تميزًا المسرحيات البحرية الأربع المبكرة، متجهًا شرقًا إلى كارديف، وفي المنطقة، والرحلة الطويلة إلى الوطن، وقمر الكاريبي، والتي كتبت بين عامي 1913 و1917 وأنتجتها عام 1924 تحت العنوان العام SS Glencairn؛ الإمبراطور جونز؛ والقرد المشعر.

وأشاد النقاد بأعمال أونيل  المسرحية، كما أنه حصل  بخلاف نوبل على جائزة بوليتز، وحصل على الجائزة نفسها ثلاث مرات أخرى عن مسرحياته آنا كريستى، وفاصل غريب، ورحلة يوم طويل في الليل “التي كتبها في الأربعينيات”، كما ترجمت أعماله وحولت إلى عروض مسرحية للجمهور، وأصبحت أعماله من أكثر الأعمال الأدبية ترجمة وإخراجاً.