ولأن رصيد علاقتي بأي إنسان هو التعامل الإنساني متجرداً من أي مصلحة أو وجاهة، فقد أسدلت الستارة على علاقتي به منذ ظهرت بوادر تغير شخصيته، فلا شيء يجبرني على قبوله أو تحمله أو الحاجة له، المسكين يظن أنه مخلد في منصبه أو أن لقب المعالي سيؤمن له وجاهة أبدية، وغاب عنه أن ما يحفظ للإنسان مكانته في المجالس وقيمته في النفوس هو التواضع وحسن الخلق وطيب المعاملة، أما من تغيرهم رياح المناصب فستعلق مراكبهم في المياه الراكدة ما أن تتوقف الرياح عن تحريك أشرعة مناصبهم!
اليوم تجد مسؤولين سابقين ما زالوا في ذاكرة المجتمع، يقابلون بالحفاوة والإكرام أينما حلوا لأنهم صنعوا لأنفسهم سيراً عطرة في الوفاء بمسؤولياتهم والإخلاص في أعمالهم والتواضع في معاملاتهم، فتستقبلهم الوجوه ببشاشة وتعبر لهم الألسن عن مشاعر محبة وتقدير صادقة!
قد يكون المعالي للبعض لقباً يمنحه المنصب، لكن المعالي التي تبلغ المعالي في نفوس الآخرين لا تصنعها المناصب بقدر الأخلاق الرفيعة والسجايا الحميدة والتواضع في المعاملة والوفاء في العلاقات الإنسانية، فمن نقصه من ذلك شيء لن يعوضه منه منصب عابر يعبره الزمن ذات يوم طال أو قصر أو لقب ساحر يطفئ سحره زوال الكرسي، إلا عند المنافقين الذين تأسرهم العبودية لأهل الجاه والمال ويستمتعون بالتمرغ في وحل الوضاعة، ورأس مالهم مقعد في طرف مجلس أو سفرة طعام!
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.