اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
تمر اليوم ذكرى وفاة إبراهيم باشا، الابن الأكبر لوالى مصر محمد على باشا، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 10 نوفمبر عام 1848، وكان قد نصب كقائم على العرش نيابة عن أبيه من 2 مارس حتى 10 نوفمبر 1848م، وذلك بعدما قاد حملة عسكرية ضخمة على وسط الجزيرة العربية، ثم عين قائدًا للجيش ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على الدولة العثمانية للظفر بالاستقلال، ولكن السؤال الدائم هل كان إبراهيم باشا يتكلم العربية على عكس والده الذي لم ينطق بها أبدًا؟
ووفقا للمؤرخ الكبير الدكتور محمد عفيفى، فى مقال سابق له بعنوان “إبراهيم باشا.. البطل الفاتح” يعتبر إبراهيم باشا- وبمساعدة سليمان باشا الفرنساوى- هو المؤسس الحقيقى للجيش المصرى الحديث؛ جاء إبراهيم باشا إلى مصر صغيرًا، وسرعان ما أحب مصر وتعلم اللغة العربية وكان يتحدث بها- على عكس محمد على الذى كان يُفضِّل التركية العثمانية- عشق إبراهيم مصر وأحب أهلها، وبينما كان محمد على متحفظًا من مسألة توسيع دور المصريين فى الجيش المصرى، كان إبراهيم باشا متحمسًا ومشجعًا لهذا الأمر.
ويضيف محمد عفيفي: ويذكر التاريخ أن القائد إبراهيم باشا كان يُفَضِّل النوم فى وسط جنوده، وفى أوقات الحروب كان ينام معهم، ويفترش الأرض، لأنه يرى أنه القائد، والقائد مكانه مع جنوده.
كان الأسلوب العسكرى لإبراهيم باشا يتسم بالجدية، أو بلغة الجيوش «عسكرية ناشفة»، لكنه فى الوقت نفسه مُحِب لجنوده، وكثيرًا ما طلب من أبيه حقوق الجند. ويرى البعض أن إبراهيم باشا هو أول من فكر فى تأسيس إمبراطورية عربية، وانفصالها عن الدولة العثمانية، وأنه كانت لديه نوازع عربية نتيجة إجادته اللغة العربية وتواصله مع أهلها.
وعندما تجدد القتال بين المصريين والأتراك عام 1839 هزمهم هزيمة ساحقة فى موقعة (نزيب) الفاصلة وغنم منهم أسلحة كثيرة، كذلك حارب وانتصر فى السودان، وحين سأله (البارون دوبوا لوكومت): كيف تطعن فى الأتراك وأنت منهم؟!، فأجاب: أنا لست تركيًا فقد جئت إلى مصر صبياً ومنذ ذلك الحين مصرتنى شمسها وغيرت من دمى فجعلته دماً عربياً، ورحل عن عالمنا عام 1848 عن عمر ناهز 60 عاماً فى حياة والده محمد على باشا.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.