نقص الأنسولين.. يهدد حياة 200 ألف طفل
منوعات

نقص الأنسولين.. يهدد حياة 200 ألف طفل


اختفى من الصيدليات منذ شهور.. وليس له بديل

” منى”: فشلت فى العثور على زجاجة دواء واحدة منذ أكثر من 3 شهور..و” محمود”: ابنى فى خطر..أروح فين علشان انقذه 

رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية: البعض يستخدمه فى التخسيس وليس العلاج!

النائبة إيرين سعيد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب:

السوق السوداء ظهرت فى أبهى صورها بسبب نواقص الأدوية

استشارى أطفال وحديثى الولادة: الرضاعة الطبيعية تقلل الإصابة به.

 

 

أنسولين الأطفال، ليس مجرد دواء ولكنه وسيلة إنقاذ حياة كل طفل يعانى من مرض السكري، وعددهم فى مصر يتجاوز 200 ألف طفل.. 

 والكارثة تكمن فى أن نقص الانسولين يزيد من تفاقم حالات السكرى ومضاعفاتها، فيؤدى إلى أمراض القلب والأعصاب والعيون، وتكون النهاية الحتمية قصف عمر المصابين به.

 ووهناك أكثر من سبب لنقص الأنسولين، منها التحديات المالية فى تصنيعه وتوزيعه، ويتطلب حل هذه المشكلة جهود كثيرة، تشمل تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية، وتحسين الإمكانيات التصنيعية، وتعزيز التثقيف الصحى والوعى بأهمية الرعاية المستمرة للأطفال المصابين بالسكري. 

ووفقا لاحصائية دولية، 8فإن باكستان لديها أعلى معدل انتشار لمرض السكرى فى العالم وتحتل المرتبة الأولى عالميا، فيما تأتى مصر فى المرتبة رقم 10 على مستوى العالم فى الإصابة بمرض السكرى بنسبة تصل إلى 21%.

وقالت الصيدلانية هديل هشام : فى ظل أزمة نقص الأدوية البعض إرتضى شراء البدائل، ولكن هناك أدوية تاقصة وليس لها بدائل مثل أنسولين الأطفال، وهذه أزمة خطيرة”.

 وبصوت ممزوج بالحسرة والألم يقول محمود عبده -اب لطفل 5 سنوات مريض سكر :” مش لاقى الانسولين لابنى، وحالته تتدهور.. أروح فين علشان أنقذ إبنى المريض؟”.

وقالت منى رضا أم لطفلة مريضة سكرى : ” منذ أكثر من 3 شهور بنلف عشان نعرف نجيب زجاجة الانسولين حتى مستشفيات التامين الصحى بقى ناقص فيها.. احنا فى كارثة تهدد حياة اولادنا “

 وتابعت : حرام ما يحدث لنا ولأولادنا..الموضوع يعتبر مسألة حياة أو موت، وه هذه المشكلة تعانى منها كثيرًا من الأمهات، لدرجة أن هناك جروب على واتس آب من مختلف المناطق والمحافظات يضم 160 أم يعانون من نفس المشكلة ويريدون توفير الدواء لأبنائهم فى أسرع وقت ممكن”.

ومن جانبه قال الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن هناك نوعان من الإنسولين وهناك الإنسولين المصرى وهذا النوع من الإنسولين متوفر ويغطى القطاع الصحى الحكومى والتأمين الصحى ونوع من الإنسولين مستورد وكان به أزمة، لأن البعض فى التخسيس وليس علاج السكر.

وتابع رئيس شعبة الأدوية: “استخدام الإنسولين فى أمر آخر غير علاج السكر أمر خاطئ وبالتالى يجب استشارة طبيب قبل الحصول عليه” مؤكدا أن هناك ضخ لكميات كبيرة من الأدوية فى الصيدليات على مستوى الجمهورية ستؤدى لانفراجة فى أزمة نقص الدواء بداية من الأسبوع المقبل.

واشار رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية إلى وجود خط ساخن لصيدليات الإسعاف على مستوى الجمهورية وهو 16682 للتعرف على أقرب صيدلية من محل إقامة المواطن”.

وأكدت النائبة إيرين سعيد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن ملف الأدوية من أبرز الملفات التى تحظى بعناية بالغة تحت قبة البرلمان، وقالت إن مشكلة نقص الأدوية والانسولين ترجع إلى عدة أسباب، أبرزها نقص المادة الخام، وقلة الاستيراد، وأن قطاع الأدوية مملوك بشكل عام للقطاع الخاص والدولة تملك أقل من ١٠ ٪ من احتياجات السوق، مشددة على ضرورة الحصول على رد سريع وعاجل من هيئة الدواء، إلى أن يتم توطين صناعة الدواء لسد العجز، لاسيما خلال هذه المرحلة الانتقالية، مشيرة إلى أن السوق السوداء ظهرت فى أبهى صورها بسبب نواقص الأدوية، وليس لدى المريض سوى شراء الدواء حتى لو كان مصنع تحت بير السلم.

وطالبت ” سعيد” هيئة الدواء المصرية بإجراء حصر عاجل للأدوية الناقصة فى السوق، ولا سيما الأصناف التى ليس لها بدائل، وذلك كخطوة أولى لاحتواء أزمة نقص الدواء، ودعم خطوط إنتاج المصانع المحلية من خلال منحها حوافز ومعالجة المشكلات التى تواجهها، منها توفير المواد الخام من خلال التنسيق مع هيئة الجمارك لتسهيل إجراءات الاستيراد، وحل أزمة اختفاء بعض الأصناف من الأدوية، وغلق الباب أمام دخول عبوات من الأدوية المقلدة والمغشوشة ومجهولة المصدر والتى يتم تداولها فى السوق الموازية بأسعار مبالغ فيها، ويضطر البعض إلى شرائها خاصة مرضى الأمراض المزمنة، ووضع شركات الأدوية ضمن أولويات توفير العملة الصعبة، مع ضرورة إعادة النظر فى سياسة التسعير الموجودة حاليا.

 وقالت: : «نطالب هيئة الشراء الموحد بمعرفة آليات توريد الأدوية إلى المستشفيات، فالعجز الحالى لا يقتصر فقط على الصيدليات بل يمتد إلى المستشفيات الحكومية ومستشفيات التأمين الصحي.

وشددت أن الأزمة تتطلب تعاونًا بين جميع الجهات المعنية، منها هيئة الدواء، ووزارة الصحة، وشركات الأدوية، ونقابة الصيادلة. 

وأشارت سعيد إلى مطالبتها للحكومة، على هامش مناقشات برنامجها الجديد، بوضع استراتيجية وطنية لتوطين صناعة الدواء فى مصر والتقليل من الاعتماد على الاستيراد كحل جذرى طويل المدى لعلاج مشكلة العجز الراهنة التى أدت إلى توقف خطوط الإنتاج فى العديد من المصانع.

وأوضح الدكتور وجدى جرجس استشارى الاطفال وحديثى الولادة أن الإصابة بالسكرى من النوع الأول يحدث عندما ينتج البنكرياس كميات تتراوح بين الضئيلة والمعدومة من الأنسولين، والنوع الأول من داء السكرى هو الأكثر شيوعًا،حيث يُشكل حوالى ثلثى حالات السكرى الإجمالية، ويُعد مرض السكرى واحدًا من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا فى سن الطفولة، إذا تشير الإحصائيات إلى أن واحدًا كل 350 طفلًا دون سن الثامنة عشرة يكون مصابًا بالسكرى من النوع الأول،كما إن أعداد الأطفال المصابين بالسكرى قد ازداد فى الآونة الأخيرة، وخاصةً بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

وأوضح وجدى جرجس أن السكرى من النوع الثانى يحدث بشكل رئيسى عند المراهقين، إلا أنه ينتشر بشكل متزايد بين الأطفال الأصغر سنًا الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حتى العام الماضي، كان أكثر من 95% من الأطفال المصابين بالسكرى يعانون من النوع الأول منه، أما اليوم فتشير الإحصائيات إلى أن حوالى ثلث الأطفال الذين جرى تشخيص إصابتهم بالسكرى حديثًا يعانون من النوع الثانى منه، وذلك عائد إلى زيادة أعداد الأطفال المصابين بزيادة الوزن، بالمقارنة مع الأطفال المصابين بالنمط الأول من داء السكري، يزداد احتمال أن يكون لدى الأطفال المصابين بالسكرى من النوع الثانى قريب من الدرجة الأولى مصاب بالسكرى من النوع الثانى (أحد الأبوين، أحد الأشقاء، أحد الأعمام أو العمات أو الأخوال أو الخالات، أحد الأجداد).

 

وأشار جرجس إلى ارتفاع نسب الإصابة بغيبوبة السكرى عند الأطفال نتيجة ارتفاع السكر خاصة فى فصل الشتاء بسبب الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا فمقاومة الأنسولين تزداد بفصل الشتاء ولهذا يحتاج الأطفال لزيادة جرعاتهم، وفى حال عدم تلقى علاج لمرض السكري، يمكن أن يؤدى ارتفاع مستويات السكر فى الدم إلى حدوث مشكلات صحية بمرور الوقت، ومنها:النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وأمراض الكلى التى تؤدى إلى الإصابة بالفشل الكلوي، بخلاف مشكلات العين، ومنها فقدان البصر، مع تلف الأعصاب مصحوبًا بألم أو تخَدَير فى الأعصاب، ويُطلق عليه الاعتلال العصبى السكرى كما يسبب مشكلات فى القدم قد تصل إلى إجراء جراحة لبترها، ويسبب أيضا مشكلات الأسنان.

وأكد استشارى الاطفال وحديث الولادة أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورا مهما فى تقليل فرص الإصابة بمرض السكر، بينما على العكس يؤدى إدخال التغذية بألبان البقر للرضع فى وقت مبكر – قبل سن عامين – لزيادة فرص الإصابة بالمرض.

وقدم استشارى الاطفال وحديثى الولادة – روشتة غذائية مبسطة لأطفال سكر النوع الأول تعتمد على تناول الخضراوات والفواكه ذات النسب المنخفضة من السكر كالتفاح والجوافة والكمثرى والبرتقال والتقليل من تناول النشويات كالبطاطس والبطاطا والأرز وتناول الدهون الصحية كالتى توجد بالأسماك وزيت الزيتون والمكسرات والابتعاد عن المشروبات الغازية وشرب 8 أكواب من الماء يوميا ووضع ملعقة سكر واحدة بأى مشروب وإذا شعر بالحاجة لتناول سكريات ننصح بأكل الفاكهة مع ضرورة تناول وجبة صغيرة بين الوجبات كتفاحة أو بسكوت بالشوفان أو كوب زبادى.

 




اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading