اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
تمر اليوم، ذكرى، قيام الملك شارل السادس حاكم فرنسا، بطرد اليهود من جميع أنحاء البلاد، وذلك 3 نوفمبر من عام 1394، وهو القرار الذى استمرت فعاليته طوال العهود الوسطى، وجاء بعد نحو قرن من الزمان من قرار الملك إدوارد الأول ملك بريطانيا بطرد كل اليهود من إنجلترا، فى 31 أغسطس من عام 1290، ليكون قرار الملك الفرنسى استكمالا لمسلسل شتات اليهود فى أوروبا خلال فترة القرون الوسطى.
وكان قرار طرد اليهود في عدد من المجتمعات الأوروبية في العصور الوسطي، بسبب فسادهم في التجارة، فالدور المالي وانعكاسه على الدور الاجتماعي لعب دوراً كبيراً في كراهية اليهود، حيث ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻼﻫﻰ ﻭﺍﻟﺨﻤﺎﺭﺍﺕ التي يمتلكها اليهود، اتهم اليهود بإلقاء ﻣﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ﻓﻰ ﺁﺑﺎﺭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﻓﻰ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻋﺎﻡ 1350ﻡ ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ﺿﺪﻫﻢ ﻭﻓﺘﻜﻮﺍ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣنهم وفر ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻰ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
وبعد طرد اليهود من بريطانيا ﺗﻤﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺣﺪﺛﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺼﺎﺩﻣﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌﺾ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، وعندما صار شارل السادس ملكا على البلاد الفرنسية ضاق بهم ذرعا ما حمله على أخذ أموالهم، قبل أن يطردهم من مملكته.
طرد اليهود المتكرر من ملوك أوروبا جعلهم يلجأون إلى مقاطعة فرنسية تدعى بيزانسون، هي مدينة امبريالية لا تخضع لهذه القياسات الصارمة، فأصبحت ملجأ لليهود المطرودين من الدول المجاورة فترتب على ذلك نمو عدد السكان.
اُتهم اليهود باقترافهم اضطرابات وكوارث بالمدينة خاصة مرض الطاعون الأسود وبناءً على ذلك تم طردهم من المدينة، قام اليهود بتطوير مؤسساتِهم تطويراً ملحوظاً.
وتخصص بعض أفراد الجالية بالإقتصاد والسياسة المحلية على الرغم من وجود بعض المشاعر المعادية لليهود التي تطفو على السطح من وقت لآخر بين السكان، حقق عدد كبير من اليهود نجاحاً كبيراً على صعيد الحياة الاجتماعية والأقتصادية والصناعية، وبدا الأمر أمام اليهود بأنهم نجحوا في تكوين وطن جديد، فبدأت أطماع التوسع لديهم فاحتلت الجالية اليهودية مساحات عُمرانية جديدة تركزت في الحي الشعبي وتقاطع “دو باتونت” و”لا بوكل” مركز المدينة خاصة بشارعيّ “لا جراند” و”دو جرانج” وفي نهاية القرن التاسع عشر، بعد احتلال ألمانيا لمدينة ألزاس، استقر اليهود في منطقة جديدة تسمى الساحة، وهو حي يضُم عدد كبير من التجار والباعة المتجولين.
ويبدو أن استمرار هجرات الجاليات اليهودية إلى فرنسا ضاق بحكام الدولة، فكانوا من أوائل الداعمين لإقامة “وطن قومي” للجماعات الصهيونية المتشرذمة بشتى أنحاء العالم وتجميعهم في فلسطين، خاصة أن تلك الجماعات كانت معضلة مستمرة للدول الأوروبية التي كانت تسعي دائما للتخلص منها.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.