مصيف الغلابة بالبحيرة يحصد أرواح المواطنين في بحيرة سليمان
منوعات

مصيف الغلابة بالبحيرة يحصد أرواح المواطنين في بحيرة سليمان


عندما يهل الصيف كل عام يتجه الكبار وصفوة القوم إلي القري السياحية الشهيرة في الساحل الشمالي لقضاء عدة شهور، وسط توافر جميع وسائل الترويح والأمان، والسهرات الليلية حتي الصباح بوجود كبار المطربين ،والإنفاق ببذخ دون أي حساب.

وعندما تأتي شهور الصيف، يحاول الغلابة قضاء عدة أيام في مصايف شعبية، ويتم الإعداد لهذا اليوم طول شهور السنة.

أما المعدمين فكل أحلامهم هي قضاء يوما واحدا لغسل هموم الحياة، التي يعيشوها طوال أيام السنة من إرتفاع الأسعار والمرتبات القليلة التي لا تكفي قوت يومهم، ويتجة المعدين إلي أقل الأماكن تكلفة لقضاء يوم للترفية عن أنفسهم، لكنهم يذهبون إلي الموت بسبب عدم توافر وسائل الامان حيث تنتهي أعمارهم .

ومن ضمن مصايف المعدمين التي تفتقر إلي جميع شروط الأمان ، ظهورمايسمي بحيرة سليمان غرب الطريق الصحراوي الأسكندرية القاهرة، وتبعد عن مدينة النوبارية بحوالي 15كيلو متر ، وتبلغ مساحتها حوالي 8كيلو متر مربع ، وظهرت تلك البحيرة منذ عدة سنوات.

 ويقول البعض إن السبب هوإنخفاض مساحة كبية من الأراضي وظهور المياة الجوفية ، بينما يشير البعض إلي أنها كانت مساحة من الأراضي مكان لتجمع مياة الصرف الزراعي ، وهناك أقاويل تقول أن البحيرة عبارة عن مياة الناتجة عن الصرف الصحي للقري القريبة .

إنتقلت “الوفد”،  إلي بحيرة سليمان أو مصيف المعدين كما أسماها الأهالي، حيث إلتقينا بعدد من المواطنين، أكد جابر رشيدي  من أبناء المنطقة، أن بحيرة سليمان ظهرت منذ عام 2009، وهي عبارة عن (غراقات) ومركز لتخزين مياة حميع المصارف الزراعية ، تسمي بركة العبد ،وأنها ليست مياة جوفية.

 ويشير إلي حضور لجنة من القاهرة وقامت بتحليل المياة حيث إتضح أنها مياة مالحة ، ونسبة 90 منها مياة صرف زاعي وتسببت في ملوحة التربة المحيطة.

 ويؤكد رشيدي، أن مكان بحيرة سليمان قبل تزايد المياة كانت أرض زراعية وبها شبكة من المصارف الزراعية، بدأت تتجمع من المصارف الزراعية حتي تحولت إلي بحيرة في مساحات شاسعة ، ويضيف أن مساحة البحيرة تتزايد كل فترة .

ويتدخل أحمد جابر، قائلا في السنوات الأخيرة بدات بحيرة سليمان في التحول إلي مصيف بدون أي تكاليف أو زيادة أعباء المواطنين من محدودي الدخل ، حيث تتجمع العديد من الأسر والذين يحضرون من القري والمراكز المجاورة ومعهم إحتياجاتهم من المؤكولات والمشروبات ، عبر سيارات نقل أو تروسيكلات لقضاء اليوم أمام البحيرة والإستحمام واللعب في المياة طول اليوم ، دون توافر وسائل الأمان.

وأكد أن هنا تكون الكارثة حيث تنتهي دائما بحالات غرق ووفيات للعديد من الأشخاص ، وهو مايحدث بشكل دائم حيث لايمر أسبوع دون وجود ضحايا ، غرق 5أشخاص خلال عيد الأضحي الماضي.

ويضيف قائلا  بعد تزايد أعداد الغرقي قامت الأجهزة المحلية بغلق الطريق المؤدي إلي البحيرة  ، من خلال سد رملي ضخم لمنع المواطنين من الوصول إلي البحيرة ، لكن يقوم المواطنين المتجهين إلي بحيرة سليمان بعمل فتحات جانبية لمرور السيارات والتروسيكلات لقضا اليوم داخل مياة البحيرة ، والذي ينتهي بكارثة غرق بعض الأشخاص الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة لعدم إجادتهم للسباحة ، بالإضافة إلي عدم وجود وسائل الأمان .

ويقول علي سمير من أبناء المنطقة أن أهم أسباب وجود أعداد كبيرة من الغرقي  في بحيرة سليمان ، هو وجود مناطق تتزايد فيها عمق المياة والتي تصل إلي أكثر من 12 متر وهي الاماكن التي كانت توجد بها مصارف قديمة قبل ظهور البحيرة منذ سنوات عديدة .

 




اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading