نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “مشرعون أميركيون يطالبون بمعاقبة مسؤولين في بنغلادش”
نددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بمزاعم “مروعة” تخص انتهاكات جنسية نفذت بحق معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى التوصل لاتفاق لوقف النار في غزة والإفراج عن الرهائن وبالتزامن مع توترات يشهدها الشرق الأوسط تنذر باتساع رقعة الحرب.
ورد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الأسبوع الماضي، على سؤال بشأن مقطع فيديو عرض على القناة 12 الإسرائيلية، المحطة التجارية الأكثر مشاهدة في إسرائيل، زعم إظهار إساءة معاملة رجل فلسطيني في سدي تيمان، وهي منشأة عسكرية حيث يُحتجز الآلاف من الفلسطينيين منذ أكتوبر.
وقال ميلر، الأربعاء: “لقد شاهدنا الفيديو، والتقارير عن الاعتداء الجنسي على المعتقلين مروعة”، مضيفا أن التقارير “يجب أن تحقق فيها الحكومة الإسرائيلية بشكل كامل”.
وأشار إلى أنه “يجب ألا يكون هناك أي تسامح إطلاقا مع الاعتداء الجنسي واغتصاب أي معتقل، نقطة”، داعيا إلى أن التحقيق بالمزاعم بشكل كامل من قبل الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي.
كما وصف البيت الأبيض التقارير عن “الاغتصاب والتعذيب والإساءة” بأنها “مقلقة للغاية”.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير: “لقد كنا واضحين وملتزمين مع إسرائيل بأنه يجب عليها أن تعامل كافة المعتقلين بإنسانية وكرامة وبالتوافق مع القانون الإنساني، وأنه يتوجب عليها احترام حقوق المعتقلين الإنسانية، والحرص على محاسبة أي معتدين أو انتهاكات”.
وكانت تلك المرة الأولى التي تطرق فيها مسؤولون أميركيون للفيديو الذي يزعم أنه أظهر مقاطع جنسية.
الاتحاد الأوروبي
كما عبر الاتحاد الأوروبي عن “قلق عميق” إزاء التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات واعتداءات جنسية بحق معتقلين فلسطينيين.
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، لصحيفة بوليتيكو في بيان: “يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ إزاء مزاعم انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والاعتداء الجنسي على المعتقلين الفلسطينيين في منشأة سدي تيمان العسكرية في إسرائيل وأماكن أخرى”.
ودعت بروكسيل إسرائيل إلى فتح سجونها لمراقبين حقوقيين بعد انتشار فيديو أظهر الاعتداء جنسيا على معتقل في حين كان غيره جاثمين على بطونهم وقد قُيِّدت أياديهم خلف رؤوسهم.
وأضاف ستانو أن الاتحاد الأوروبي “دعا إسرائيل مرارا إلى ضمان معاملة جميع المعتقلين أو المحتجزين بما يتماشى مع حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي والمعايير الدولية … بغض النظر عن خطورة الجرائم التي يتهم المعتقلون بارتكابها”.
كما حث إسرائيل بالسماح للعاملين في المجال الإنساني التابعين للصليب الأحمر بزيارة السجون التي يحتجز فيها الفلسطينيون.
والخميس، أكد الجيش الإسرائيلي أن خمسة جنود ما زالوا قيد الاعتقال بتهمة ارتكاب “انتهاكات خطيرة”، وأن التحقيق مستمر.
وقالت المحكمة العسكرية في بيان مكتوب: “لقد قبلت المحكمة طلب النيابة العسكرية بالكامل وذكرت في قرارها أن الأدلة تظهر اشتباها معقولا بارتكاب هذه الأفعال”.
تقارير توثق “الجحيم”
وظهر الفيديو الأخير بعد أن داهمت قوات إسرائيلية معتقلا، في يوليو، وفتحت تحقيقا بحق تسعة جنود بشأن مزاعم تخص إساءة معاملة معتقل فلسطيني.
وفي حديث لصحيفة “هآرتس” قال طبيب يعمل في سدي تيمان، يوئيل دونشين، إنه رأى المعتقل من غزة بعد تعرضه لانتهاكات مزعومة على يد تسعة جنود احتياطيين، وعبر عن صدمته.
وحصلت “هآرتس” على معلومات أظهرت أن المعتقل الغزاوي كان يعاني من تمزق في الأحشاء وإصابة حادة في فتحة الشرج بالإضافة إلى ضرر في رئتيه وضلوع مكسورة.
التصريحات الأخيرة أتت أيضا بعد ضجة واسعة أحدثها تقرير نشرته منظمة “بتسليم” الإسرائيلية تحت عنوان “مرحبا بكم في الجحيم: السجون الإسرائيلية شبكة من مخيمات التعذيب”.
وزعم التقرير أن “الجنود أو حراس السجون استخدموا العنف الجنسي بشكل متكرر، بدرجات متفاوتة من الشدة، ضد المعتقلين الفلسطينيين كإجراء عقابي إضافي”، مستشهدين بشهود وصفوا “ضربات على الأعضاء التناسلية”، و”استخدام أدوات معدنية وهراوات لإحداث آلام في الأعضاء التناسلية”، و”حالات عنف جنسي واعتداء جماعي ارتكبتها مجموعة من حراس السجون أو الجنود”.
ووصف أحد المعتقلين الذي استشهدت به منظمة بتسيلم محاولة من قبل أحد أفراد قوة الرد الأولي التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية لاغتصابه بجزرة، بينما سجل آخرون الفعل على هواتفهم المحمولة، مشيرا إلى أن الواقعة دامت ثلاث دقائق.
وقال المعتقل، الذي تم اعتقاله في عام 2022، إن الحادث وقع في 29 أكتوبر عام 2023، وفق ما نقلته شبكة “إن بي سي“.
وأظهر تقرير آخر نشرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “الأونروا”، في أبريل، تفاصيل قضايا تتعلق باعتداءات جنسية ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد معتقلين من بينها اغتصابهم “بغرض مثل عصا معدنية ساخنة”.
وفي مايو، طالبت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، أليس جيل إدواردز، إسرائيل بالتحقيق في قضايا تعذيب وغيرها من الانتهاكات، من بينها الاعتداءات الجنسية، بحق معتقلين فلسطينيين.
وقالت إداوردز: “كيفية معاملتنا للآخرين في أوقات الأزمات تعد دليلا على مدى إيماننا بحقوق الإنسان”، مشددة على أنه “لا ظروف، مهما كانت استثنائية، يمكنها تبرير التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية”.
وقد ارتفعت وتيرة الاعتقالات منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وخطف 240 آخرين، ويعتقد أن بعضهم تعرضوا لاعتداءات جنسية. ومنذ بداية الحرب في غزة التي اندلعت بسبب توغل حماس، قُتل نحو 40 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، وأصيب آلاف آخرون بجروح، وطُردت الغالبية العظمى من سكان القطاع من منازلهم.
وبحسب الأمم المتحدة، اعتقلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، وتوفي ما لا يقل عن 53 شخصا. وقدرت هيئة الأسرى الفلسطينيين، وهي منظمة تابعة للسلطة الفلسطينية ومقرها رام الله في الضفة الغربية المحتلة، أن هناك نحو 9900 فلسطيني في السجون الإسرائيلية اعتباراً من بداية أغسطس.
وتقول بيانات مصلحة السجون الإسرائيلية التي استشهدت بها منظمة بتسيلم إن هناك 3615 فلسطينيا رهن الاعتقال الإداري اعتبارا من مارس. وبالإضافة إلى مصلحة السجون الإسرائيلية، يحتجز الجيش الإسرائيلي أيضا معتقلين، وعندما سئل عن عدد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم منذ 7 أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي لشبكة إن بي سي نيوز إنه “ليس لديه تعليق”.
وفي طلب تعليق لبوليتيكو بشأن بيان الاتحاد الأوروبي قال الجيش الإسرائيلي إنه “لا يعلق على البيانات الأجنبية”. وكان الجيش الإسرائيلي، قد نفى في مايو الماضي، مزاعم مماثلة بشأن وقوع انتهكات في سدي تيمان.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.