محمد فؤاد يكتب: معرض الكتاب 2025 توقعات “مستحقة”

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق المحفل الثقافي الأهم على مستوى العالم العربي، حيث تبدأ فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 المقرر لها أن تنطلق خلال الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 نوفمبر المقبل، معلنة عن انطلاق عرس ثقافي كبير غير مسبوق والذي يحمل عنوان ” أقرأ.. في البدء كان الكلمة” موجهًا كل الأنظار والمسامع إلى أهمية الكلمة والقراءة.

نحن اليوم أمام واحد من أهم الأحداث الثقافية التي ينتظرها العالم من مختلف الأنحاء، فحسب ما أعلن الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025، يشهد المعرض هذا العام وجود 6150 عارض بفارق 900 عارض عن الدورة السابقة، كما يشارك في المعرض 1345 ناشرا من 80 دولة، وذلك بدلًا من 1200 ناشر من 70 دولة حسب إحصائيات معرض الكتاب في النسخة الماضية، وهو ما يؤكد على أهمية المحفل الثقافي الكبير الذي سيتشهده مصر في الفترة المقبلة.

وبتلك المؤشرات المبدأية يبدو أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 سيشهد حشد جمهوري كبير جدًا، ورغم أنه استقبل في العام الماضي ما يقرب من 5 ملايين زائر إلا أن هذا العام سيكون مختلفًا بالتأكيد، ومن المتوقع أن تصل تتخطى أعداد الزائرين حاجز الـ 6 ملايين زائر، وذلك بفضل الفعاليات الجديدة المستحدثة والمحاور الثقافية المختلفة.

كما أن وجود قاعة كاملة للكتب المخفضة هو ما سيعيد الشغف لدى القراء ورغبتهم في شراء الكتب والقراءة مرة أخرى، بدلًا من أسعار دور النشر التي يصفها الكثيرون أنها “مبالغ فيها” فنحن الآن أمام قاعة كاملة تضم آلاف الإصدارات بأسعار مخفضة تتناسب الجميع، وهو ما سيساعد على حركة البيع من ناحية، وعلى انتشار الوعي والثقافة من ناحية أخرى.

كما نشاهد في الدورة الجديدة من معرض الكتاب وجود قوي وكبير للذكاء الاصطناعي والرقمنة، التي ستوفر بدورها الكثير من العناء على رواد المعرض الذين يبحثون عن المعلومات المختلفة، فبدلًا من حاجتك للحصول على الإجابة من أشخاص تبحث عنهم في أجنحة المعرض المتنوعة، يمكنكم الحصول على كافة المعلومات بكل سهولة من خلال المنصات الرقمية والمساعد الذكي التي تقدمهم وزارة الثقافة كـ “هدية” لكل رواد معرض الكتاب.

وتأكيدًا لأهمية التبادل الثقافي بين الدول العربية والأجنبية تحل سلطنة عمان ضيف شرط الدورة الـ 56 من المعرض وهو ما يعكس عمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين، ولأول مرة يتم الإعلان عن ضيوف شرف الدورتين المقبلتين حيث جاءت دولة رومانيا ضيف شرف الدورة الـ 57 على أن تكون دولة قطر ضيف شرف الدورة الـ 58.

ولا تقتصر أنشطة المعرض على عرض وبيع الكتب والندوات الثقافية المحدودة فقط، حيث تم الإعلان عن وجود أكثر من 600 فعالية ثقافية وفنية سيشهدها المعرض هذا العام، وذلك بالإضافة إلى المحاور الثقافية الجديدة التي استحدثتها وزارة الثقافة لتكون موجودة داخل أروقة معرض الكتاب لعام 2025، وذلك بالإضافة إلى مبادرة المليون كتاب التي أعلن عنها وزير الثقافة والتي تهدف إلى نشر الوعي والثقافة لدى مواطني الجمهورية أجمع، حيث تُسلم وزارة الثقافة من خلال قطاعاتها المختلفة ومنها: “المركز القومي للترجمة،  والهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية،  والهيئة المصرية العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية، والمجلس الأعلى للثقافة” مليون كتاب سيتم توزيعهم على الوزارات والمؤسسات التي تُعنى ببناء الإنسان ونشر الوعي، ومنها:  «وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة التضامن الاجتماعي»، بالإضافة إلى جامعة الأزهر، الكنيسة المصرية، ونقابة الصحفيين.

كل ذلك يؤكد على حرص الدولة المصرية على نشر الوعي والثقافة والمعرفة لدى مواطنيها، وهو ما سنشهد تأثيره على المجتمع المصري في القريب العاجل