كنز الصحافة القديمة.. يجذب زوار سور الأزبكية بمعرض الكتاب
أدب وثقافة

كنز الصحافة القديمة.. يجذب زوار سور الأزبكية بمعرض الكتاب

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


تحوَّل جناح سور الأزبكية في معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى منطقة جذب استثنائية للزوار، حيث احتشد عشاق الكتب والصحافة النادرة أمام الأكشاك التي تعرض كنوزًا صحفية ومجلات قديمة يعود بعضها لأكثر من قرن. وفي مشهد يعكس الحنين إلى الماضي، استوقفت الصحف القديمة أعين الزوار، الذين أقبلوا بشغف على تصفح صفحاتها الصفراء، محاولين استرجاع حقب تاريخية شكلت وجدان مصر.


صحف تروي تاريخ مصر.. من الملكية إلى الجمهورية


داخل الجناح، تكدست الصحف والمجلات التي كانت شاهدة على تحولات كبرى في تاريخ مصر، بدايةً من الحقبة الملكية التي وثقتها الصحف بتفاصيل دقيقة عن حياة القصر الملكي، والأحداث السياسية التي سبقت ثورة 23 يوليو، وصولًا إلى صحف كانت تنقل أخبار الرئيس محمد نجيب في فترة حكمه القصيرة. أما الفترة الناصرية، فقد حضرت بقوة بين صفحات الصحف القديمة التي وثَّقت قرارات التأميم، وتأميم قناة السويس، وأحداث الوحدة بين مصر وسوريا، وغيرها من المحطات التي شكَّلت وجه البلاد في الخمسينيات والستينيات.


ولم تغب مرحلة الرئيس أنور السادات عن هذه الصحف، حيث تصدرت صفحات الجرائد أخبار حرب أكتوبر، ومعاهدة السلام، والتحولات الاقتصادية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة. الصحف كانت تحمل العناوين البارزة بخطوطها العريضة، مانحة القارئ إحساسًا وكأنه يعيش تلك الفترات مجددًا، وليس مجرد متصفح لأرشيف قديم.


إصدارات نادرة ومقتنيات لا تقدر بثمن


ومن بين المعروضات الأكثر جذبًا للزوار، أعداد نادرة من مجلة “المصور”، التي كانت تُعتبر من أهم المجلات التي وثقت الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى نسخ قديمة من جريدتي “الأهرام” و”الجمهورية”، اللتين كان لهما دور كبير في تشكيل الوعي العام خلال العقود الماضية.


أما المفاجأة الأكبر، فكانت ظهور أعداد نادرة من جريدة “المصري الوفدية”، التي كانت واحدة من أكثر الصحف تأثيرًا في تاريخ الصحافة المصرية، قبل أن تتوقف عن الصدور منذ سنوات. وجود هذه الجريدة بين مقتنيات سور الأزبكية أعاد تسليط الضوء على الصحافة الحزبية في مصر، وكيف كانت هذه الصحف جزءًا من الحراك السياسي والوطني.


اهتمام واسع بين الباحثين وهواة جمع المقتنيات


لم يكن الزوار العاديون وحدهم من اهتموا بجناح سور الأزبكية، بل توافد الباحثون والمؤرخون وهواة جمع الوثائق التاريخية، الذين وجدوا في هذه الصحف والمجلات كنزًا ثمينًا يساعدهم على دراسة تطورات الصحافة والسياسة في مصر. بعضهم كان يبحث عن أعداد معينة تحتوي على مقالات نادرة أو تغطيات لأحداث مفصلية، بينما سعى آخرون إلى شراء الصحف كمقتنيات شخصية نادرة تعكس عظمة الماضي الصحفي لمصر.


سور الأزبكية.. أرشيف مفتوح لزمن الصحافة الورقية


بهذا الإقبال الكبير، يثبت سور الأزبكية أنه ليس مجرد جناح لبيع الكتب والصحف القديمة، بل هو أشبه بأرشيف مفتوح يعيد إحياء الصحافة المصرية التقليدية، ويقدم للزوار فرصة نادرة لملامسة صفحات الماضي بكل تفاصيله. وبين أعداد قديمة وصور نادرة، يعود الزمن إلى الوراء، ليكشف كيف كانت الصحافة تنقل نبض الشارع، وتؤرخ للأحداث التي صنعت تاريخ مصر الحديث.


 


الفكاهة


 

دستور  الشعب
دستور الشعب


 

سور الأزبكية
سور الأزبكية


 



اقرأ على الموقع الرسمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *