غزة- بدأت بركة بهار مشروعها في الخياطة عام 2018، معتمدة على نفسها وعلى ماكينتي خياطة وبعض المعدات البسيطة، وتوسع عملها شيئا فشيئا وتطورت خبراتها، وزاد عدد الماكينات التي تعمل عليها، حتى وصلت إلى عرض شقتها للبيع لتوسيع عملها.
ومع نجاح مشروعها الصغير، ارتفع طموح بركة وزوجها، الذي تعلم بدوره أيضا مهنة الخياطة بعد عدم إيجاد فرصة عمل بتخصصه في التمريض، وبدأ الزوجان يخططان لتأسيس مشغل على أرض يشترونها، لكن جاءت الحرب على غزة ودمرت ممتلكاتهما وأحلامهما.
تعرض البيت للقصف، ولم تستطع بركة إخراج ماكينات الخياطة من تحت الركام، لكنها ومع مرور الوقت تجاوزت مرحلة اليأس بتشجيع من أقاربها، واستطاعت استصلاح ماكينتي خياطة، وكلفها تشغيل إحداها 400 شيكل، وهو ما يعادل سعر ماكينة خياطة جديدة قبل الحرب.
وبمساعدة زوجها، بدأت من جديد، حيث أصبح زبائنها هم النازحون، سواء من المدرسة التي نزحت إليها أو من مناطق أخرى بعيدة، فعملت على استصلاح ملابسهم الممزقة، أو إعادة تكييفها بعد أن خسر أصحابها أوزانهم في الحرب، نتيجة سوء التغذية.
لم تكن أيام النزوح سهلة على عائلة بهار المكونة من 6 أطفال، حيث ولدت بركة ابنتها الأخيرة (6 أشهر) في الحرب، واضطرت للنزوح عدة مرات أخرى بعد اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة، وتنقلت بين حي الرمال ومستشفى الرنتيسي ومدارس إيواء أخرى، وكانت فيها شاهدة على العديد من الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين.
ومع توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في بعض المناطق، استطاعت بركة العودة مرة أخرى إلى المدرسة التي نزحت إليها في المرة الأولى، لتجد أن ماكينات الخياطة قد تضررت مرة أخرى، فعملت على إصلاحها مجددا، مصرة على إكمال مشروعها، “حتى لو بدأت من الصفر مرة أخرى”.
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.