صعود اليمين المتطرف في أوروبا.. ما سر الارتياح الروسي؟
أخبار العالم

صعود اليمين المتطرف في أوروبا.. ما سر الارتياح الروسي؟

نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “صعود اليمين المتطرف في أوروبا.. ما سر الارتياح الروسي؟”

لم تكشف نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، تصاعد حصة أحزاب اليمين المتطرف فحسب، بل أظهرت كذلك الاهتمام الذي تحظى به تلك الأحزاب من لدن روسيا.

والاثنين، أشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى أن موسكو تتابع “بانتباه” نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي التي حققت فيها الأحزاب المنتمية إلى اليمين المتطرف والمتشككة في الاتحاد الأوروبي مكاسب كبيرة.

فلماذا الاهتمام الروسي؟

ردا على السؤال، قال المحلل الروسي، فيتشيسلاف موتازوف، إن صعود اليمين المتطرف في دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا “هو نتيجة سياسة الولايات المتحدة تجاه ما يجري بين روسيا وأوكرانيا”.

تقدم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية.. الأسباب والتداعيات

شهدت انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة تحقيق الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف مكاسب تاريخية في دول رئيسية بالقارة العجوز، مما أثار تساؤلات  بشأن أسباب صعودها وتداعيات ذلك على التوجهات السياسية للاتحاد الأوروبي.

“القرب الإيديولوجي”

في اتصال مع موقع “الحرة”، شدد موتازوف، على أن تقدم تلك الأحزاب “ليس صنيع موسكو بقدر ما هو نتيجة لسياسات الدولة الأقوى في العالم حيال الأزمة الجارية في أوكرانيا”.

في المقابل، يرى المحلل الأميركي، كبير زملاء مركز التحليل السياسي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، أن روسيا مهتمة بما يجري في أوروبا وتتمنى فوز اليمين المتطرف “لاستمالة موقف الدول هناك لسرديتها بخصوص غزوها لأوكرانيا”.

وفي حديث مع موقع “الحرة”، شدد وايتز على أن موسكو “لطالما دعمت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا سواء بالتمويل المباشر أو بالدعاية”.

وأوضح أن “القرب الإيديولوجي”، وفق وصفه، بين تلك الأحزاب وروسيا، جعل موسكو تؤيد صعودها في أغلب الدول الأوروبية.

وقال “تجتمع موسكو وتلك الأحزاب في نبذ الحريات، وقمع حقوق المثليين، والأقليات، لذلك، تسعى لدعمها في أوروبا”.

وشهدت انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة تحقيق الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف مكاسب تاريخية في دول رئيسية في القارة العجوز (مثل فرنسا، وإيطاليا)، ما أثار تساؤلات  بشأن تداعيات ذلك، على التوجهات السياسية للاتحاد الأوروبي.

ورغم أن التوقعات تشير إلى استمرار سيطرة أحزاب الوسط والأحزاب الليبرالية على غالبية المقاعد في المؤسسة التشريعية الأوروبية، يُنذر التقدم الذي حققته أحزاب اليمين، وفقا لمحللين، بـ”تحولات جوهرية ” في مقاربة التكتل الأوروبي لعدد من الملفات داخليا وخارجيا.

وخلال تعليقه في هذا الشأن، قال بيسكوف، إن الغالبية في البرلمان الأوروبي ستكون مؤيدة لأوروبا ومؤيدة لأوكرانيا “لكن يمكننا أن نرى ديناميكية الأحزاب اليمينية التي تزداد شعبية”.

وتابع “يبدو أنه مع الوقت، ستقترب أحزاب اليمين كثيرا من الأحزاب المؤيدة لأوروبا” ومضى “نحن نتابع هذا المنحى بانتباه”.

المحلل الروسي، موتازوف فند المخاوف من ميل البرلمان الأوروبي لطروحات روسيا قائلا “أذكرك بأن جورجا ميلوني، زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” رئيسة الوزراء الإيطالية، ليست مؤيدة لموسكو على الإطلاق، وحتى مارين لوبان زعيمة اليمين الفرنسي”.

ثم عاد بعد ذلك للقول “ربما لديهما مقاربة أقرب لموسكو منه للولايات المتحدة، لأن روسيا تحاول مواجهة النفوذ الأميركي في المنطقة”.

ويبرر الكرملين دائما غزوه لأوكرانيا بأنه يواجه التمدد الغربي على حدوده ممثلا في حلف شمال الأطلسي وأميركا.

وقال الكرملين الاثنين، إنه سيتابع عن كثب أيضا الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة التي دعا إليها الرئيس، إيمانويل ماكرون، وأضاف أن ذلك يأتي نظرا لما وصفه بالموقف “العدائي الصريح” للقيادة الفرنسية تجاه روسيا.

وتواجه زعيمة التجمع الوطني الفرنسي انتقادات بسبب مواقفها التي توصف بأنها داعمة لروسيا، ويتشارك مغردون تصريحات سابقة لها تكذب الأنباء عن قرب غزو روسيا لأوكرانيا.

في التغريدة أدناه كتب هذا الناشط “آخر مرة قامت فيها مارين لوبان بتحليل جيوسياسي أوضحت أن غزو روسيا لأوكرانيا أمر مستحيل، وأن فلاديمير بوتين لم يكن لديه هذا المشروع، كان ذلك في يناير 2022”.

مصالح

الأحد، أعلن الرئيس الفرنسي حلّ الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، وقال في كلمة متلفزة “سأوقع بعد قليل مرسوم إجراء الانتخابات التشريعية للدورة الأولى في 30 يونيو، والدورة الثانية في 7 يوليو”.

في هذا الصدد، قال رئيس المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي، فرانسوا جيري، إن روسيا تطمح لفوز ساحق لحزب اليمين المتطرف الممثل في التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا) بقيادة مارين لوبان، في الانتخابات المبكرة لأنها تطمح في وضع عراقيل أمام أي تشريع يمكن أن يسعى لتمريره ماكرون “لا يخدم مصالحها”.

وفي حديث مع موقع “الحرة”، شدد جيري على أن موسكو دعمت بالتمويل والدعاية حزب لوبان منذ عدة أعوام “حتى يصل إلى ما وصل إليه اليوم”، وفق تعبيره.

وأضاف “موسكو دعمت لوبان خلال كل الاستحقاقات الانتخابية، لا سيما تلك التي شاركت فيها ضد ماكرون”.

وسبق للوبان أن ترشحت للانتخاابت الرئاسية ضد ماكرون في 2017 و2022، بعدما ترشحت لأول مرة في انتخابات 2012 التي فاز بها الرئيس السابق، فرانسوا هولاند.

ويتصدّر حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة مع 34 بالمئة، أي بزيادة قدرها 15 نقطة عن نتائجه قبل عامين، وفق استطلاع لمعهد “آريس إنتراكتيف-تولونا” لحساب وسائل الإعلام الفرنسية “شالنج” و”أم6″ و”آر تي ال”، نشر، الاثنين، غداة إعلان حل الجمعية الوطنية.

يرى جيري أن هذه النتائج “تثلج صدر الروس” الذين يعتقدون أنها ستؤثر في سياسات باريس تجاه ما يجري في أوكرانيا.

وقال إن علاقات بوتين والحزب اليميني الفرنسي، تدعمت منذ بدء حرب موسكو على أوكرانيا، بينما تراجعت علاقاته مع نظيره الفرنسي، ماكرون. 

وتابع “تعتقد روسيا أن تراجع ماكرون وتقوية لوبان أو اليمين ستغير مواقف باريس عموما في الحرب على أوكرانيا لصالحها، لكن ذلك غير وارد”.

وبعدما اعتُبر لوقت طويل مؤيدا لروسيا، أخذ التجمع الوطني بقيادة لوبان، مسافة عن موسكو منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022 لكنه ينتقد في المقابل حجم الدعم الذي يطالب ماكرون بتقديمه لكييف.

وقال بيسكوف، متحدثا عن الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة، إنه لا يود “التدخل في الشؤون الداخلية” لهذا البلد، لكنه أشار إلى أن موسكو تتابع الوضع عن كثب، لا سيما وأن ماكرون بات من أشد منتقدي الكرملين بسبب اجتياح أوكرانيا.

وقال “سنتابع كل ذلك بانتباه، خصوصا أننا نواجه موقفا غير ودي إطلاقا لا بل معاديا من القادة الفرنسيين تجاه بلادنا”.

تعليقا على ذلك، قال ريتشارد وايتز إن نية موسكو هي تقسيم أوروبا وإبعادها قدر المستطاع عن أوكرانيا، والولايات المتحدة الأميركية.

ومعروف أن باريس من أشد الدول الأوروبية دفاعا عن أوكرانيا التي تتعرض للغزو الروسي.

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الأسبوع الماضي إن مدرّبين عسكريين فرنسيين سيصلون قريبا إلى البلاد، لكن وزارة الدفاع في كييف نفت لاحقا الإعلان.

وأفاد وزير الدفاع الأوكراني الاثنين بأنه ما زال يجري محادثات مع باريس وحلفاء آخرين بشأن مسألة المدرّبين.

ورفض ماكرون استبعاد نشر قوات في أوكرانيا، رغم تردد دول أخرى في حلف شمال الأطلسي حيال ذلك والتحذيرات الغاضبة الصادرة عن موسكو.

وحذّرت روسيا من خطوة من هذا النوع وتعهّدت في وقت سابق تدمير أي معدات عسكرية غربية تُرسل إلى البلاد.

وأفاد بيسكوف الصحفيين قبل أيام بأن “أي مدرّبين منخرطين في تدريب النظام الأوكراني لن يتمتعوا بأي حصانة، لا يهم إن كانوا فرنسيين أم لا”.





اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading