نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “شرط أممي لعودة أفغانستان إلى المجتمع الدولي”
يحمل حمزة شهادة البكالوريوس في التجارة والاقتصاد، وقبل أن ينخرط بقوة في الحراك السلمي ضد النظام السوري، أغسطس عام 2023، كان رئيسا لـ”المنظمة العربية لحقوق الإنسان” في سوريا.
وعلى هذا الأساس واستنادا للخلفية الحقوقية التي اكتسبها على مدى سنوات رأى أن عليه “واجبا” يقوم على فكرة مختصرة بحسب حديثه لموقع “الحرة”، وهي: “رفع الحيف عن المضطهدين، والوقوف بجانب الفئات المسحوقة في ظل نظام لا يرى إلا مصالحه!”.
حمزة هو واحد من بين آلاف المتظاهرين الذين يواصلون التظاهر السلمي بشكل يومي وأسبوعي وسط المدينة الواقعة جنوبي سوريا، وذات الغالبية الدرزية.
ورغم أن مطالبهم لم تلق أي صدى حتى الآن يؤكدون على المضي بما بدأوه العام الماضي، ويعتبرون من جانب آخر أنهم “حققوا الكثير”، حسب حديث عدد منهم لموقع “الحرة”.
وبحلول أغسطس المقبل يكون الحراك وحالة التظاهر “الاستثنائية” من ناحية الشعارات والزخم والمشاركة في السويداء قد أتم عامه الأول.
وما يزال المتظاهرون ينادون بشعارات إسقاط النظام السوري ورحيل رئيسه، بشار الأسد، عن السلطة وتطبيق قرار مجلس الأمن الخاص بالحل السياسي في البلاد، والمعروف برقم 2254.
ومع ذلك، لم يستجب النظام السوري على مدى الأشهر الماضية لتلك الأصوات، وعلى العكس اتبع سياسة عدم إبداء أي موقف وترك الأمور تجري كما هي وكأن شيئا لم يحصل في السويداء الخاضعة لسيطرته الأمنية والعسكرية اسميا جنوبي البلاد.
كيف يبدو الحراك الآن؟
وحتى الآن لم تنقطع الوقفات والمظاهرات في “ساحة الكرامة” وسط السويداء، كما يقول الناشط حمزة، وبالإضافة إلى ذلك أصبح الجمعة يوما مميزا و”طقسا احتفاليا يشارك فيه المحتجون من كافة القرى والبلدات”.
لكن وعند قياس نسبة المشاركة في الأسابيع الأولى وما هي عليه الآن يتضح وجود فارق على صعيد أعداد المتظاهرين، الذين ينادون بإسقاط النظام ويرفعون اللافتات المناهضة للأسد.
ويوضح مدير تحرير شبكة “السويداء 24″، ريان معروف أن الحراك أفرز كتلة كبيرة أو شريحة عريضة من الناس تمسكت بالتظاهر اليومي والأسبوعي، مع “الاستمرار بالكفاح اللاعنفي عبر تكتيكات مختلفة”.
من بين تلك التكتيكات: حملات مقاطعة انتخابات “مجلس الشعب” أو تنفيذ الإضرابات الجزئية والضغط على المؤسسات الخدمية للقيام بواجباتها، مع ثبات واضح على المطالب الرئيسية والخطوط العريضة للحراك.
ويقول الصحفي لموقع “الحرة” إن تلك الخطوط ما يزال القائمون والمشاركون متمسكون بها، وهي: إسقاط النظام، التغيير السياسي عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، إطلاق سراح المعتقلين وخروج القوى الأجنبية من البلاد.
وفي اليوم الأول للحراك السلمي تجاوزت أعداد المشاركين حاجز 7 آلاف متظاهر.
واليوم ووفقا لذات الصحفي يشارك في كل جمعة حوالي 500 إلى 1000 متظاهر.
ويضيف أن أسباب التراجع ليست تغييرا في مواقف الناس الرافضة للنظام السوري، وإنما ترتبط بعوامل عديدة ومختلفة معيشية واقتصادية.
وتتعلق أيضا بـ”شعور جزء من الناس بانسداد آفاق الحل وعدم جدوى التظاهر، خلافا لرأي الشريحة التي أفرزها الحراك والمستمرة في التظاهر.. دون يأس”، وفق معروف.
ويتفق بذلك الناشط الحقوقي حمزة، إذ يشير إلى وجود انخفاض في أعداد المشاركين ويربط السبب بظروف اقتصادية، وانشغال الناس هناك بمواسم الحصاد.
ويتابع بالقول: “النظام لم يترك شيء لنا. كيف يمكن للموظف أن يؤمن خبزه براتب شهري لا يزيد عن 15 دولار؟!.. لن نتراجع عن الساحات وسنواصل التظاهر حتى تحقيق المطالب”.
“زخم أقل.. نفس أطول”
وتعتبر السويداء واحدة من بين المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري منذ سنوات، وسبق وأن شهدت مظاهرات سلمية ضد الأسد لكنها لم تصل إلى النقطة التي عليها الآن.
وحتى الآن لا تعرف النقطة التي سيصل إليها الحراك الشعبي فيها، ولاسيما في ظل غياب أي تعليق أو تعاطي جدي من جانب النظام، إن كان بالسلب أو الإيجاب.
ورغم غياب الأفق من جانب السلطة في دمشق مع غياب أي بارقة أمل لتحقيق المطالب يرى الكاتب والناشط السياسي، حافظ قرقوط أن ما يجري الآن في السويداء “تجذّر على نحو كبير”.
ويقصد بذلك حالة القطيعة بين أهالي المحافظة ونظام الأسد و”نقطة اللاعودة” التي وصلوا إليها، بعدما أسقطوا رموز الأخير بشكل كامل وأزالوا المتعلقة بحزبه (البعث).
ويقول قرقوط لموقع “الحرة”: “يمكن القول إن الحراك يسير قدما نحو خلق آليات استمراره لفترة أطول وأطول”.
وأشار إلى حديث شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، بقوله قبل أشهر: “نفسنا طويل. يعتقد النظام أننا سنمل لكن الطريق طويل وسنصمد”.
ويحظى الحراك السلمي منذ أشهر وحتى الآن بدعم من الشيخ المذكور والشيخ “أبو وائل الحناوي”.
ويشارك فيه إلى جانب الشبان شريحة واسعة من النساء، وفئات مختلفة من السكان، من فلاحين وموظفين ومدرسين وغيرهم.
ويعتبر قرقوط أن الشيء الأهم مع اقتراب إتمام الحراك السلمي عامه الأول هو “الصوت المدني الواضح الذي قضى على الماضي الأسود الذي حكم سوريا”، وبأنه لا يمكن العودة إليه نهائيا.
وهناك “مكاسب أخرى”، بينها “معرفة شرائح المجتمع كافة طعم الحرية الجديد”، مع كف يد أجهزة أمن النظام وفرق”حزب البعث” عن مسارات الحياة اليومية.
ومن جهته يرى الصحفي ريان معروف أن “الحراك أدى الحراك لتشكيل صوت قوي جدا للمعارضة في السويداء”.
وساهم أيضا حسب قوله “في تكثيف النشاط والعمل المدني، وتوسيع آفاق العمل الإعلامي، وشعور الناس أكثر بالحرية والقدرة على التغيير عندما تتاح ظروفه”.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.