زعماء الخليج يدعون إلى الوقف الفوري لجرائم الحرب في غزة

مدينة الكويت — دعا زعماء ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الأحد، إلى الوقف الفوري لجرائم الحرب في غزة وتهجير السكان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وأكدت القمة الخليجية دعمها الثابت لحق الشعب الفلسطيني في السيادة على كافة الأراضي المحتلة منذ يونيو 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي إعلان الكويت الصادر في ختام الدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي استضافتها الكويت، أشاد القادة بالدور المتنامي لدول المجلس في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية الإقليمية والعالمية. وسلطوا الضوء على مساهمات المجلس في حل القضايا التي تهدد السلام والأمن والاستقرار، فضلا عن تعزيز الحوار والتعاون الدوليين.

وحث الإعلان الدول الأعضاء على تكثيف الجهود لتعزيز مكانة المنطقة كمركز عالمي للأعمال والاقتصاد مع مواصلة التنويع الاقتصادي المستدام والتحول الرقمي واستقرار سوق الطاقة والعمل المناخي.

وأدان القادة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان والضفة الغربية، وكذلك الانتهاكات في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية. وطالبوا بوضع حد للمجازر التي ترتكب ضد المدنيين، والعقاب الجماعي، وتدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس ودور العبادة. ودعا المجلس إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وإنهاء الحرب وتسهيل المفاوضات الجادة للتوصل إلى حلول مستدامة.

وأكد مجلس التعاون موقفه الداعم للسيادة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين وضمان حقوق اللاجئين بما يتماشى مع مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية. ورحب الزعماء بنتائج القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، والتي هدفت إلى حشد العمل الدولي من أجل التوصل إلى سلام دائم في غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

كما أشاد الإعلان بجهود الوساطة القطرية لتأمين وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فيما أدان العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. وأيد المجلس وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان وأعرب عن أمله في تحقيق سلام أوسع وانسحاب إسرائيلي وعودة النازحين اللبنانيين بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

ورحب القادة بالجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية في اليمن، مؤكدين على الحوار والدبلوماسية باعتبارهما النهج الأساسي لدول مجلس التعاون الخليجي لحل النزاعات. وأكدوا من جديد الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودعوا إلى احترام السيادة والسلامة الإقليمية وعدم الاعتداء.

وشدد الإعلان على الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الرقمي في دفع التنمية والتكامل الإقليميين. وسلط قادة دول مجلس التعاون الخليجي الضوء على البنية التحتية الرقمية المتقدمة في المنطقة، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات وأطر الأمن السيبراني، مما يجعلها مركزًا عالميًا للاقتصاد الرقمي.

ودعا المجلس إلى تعزيز التعاون في التقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والأمن السيبراني، لتسريع الابتكار الرقمي في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والتعليم والنقل والتمويل. كما حث القادة على إحراز تقدم سريع في إنشاء أسواق رقمية موحدة لتعزيز التكامل الاقتصادي والقدرة التنافسية على نطاق عالمي.

وتعهد مجلس التعاون الخليجي بمواصلة مساهماته في النمو الاقتصادي العالمي والابتكار مع التصدي للتحديات الملحة مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة. وشدد القادة على تحقيق التوازن بين التقدم الاقتصادي والتكنولوجي والاستدامة البيئية والاجتماعية.

وأكد القادة مجددًا التزامهم بتعزيز التنويع الاقتصادي، وتمكين المرأة الخليجية، وتعزيز مشاركة الشباب، والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة. وشددوا على أن رؤيتهم المشتركة لمستقبل رقمي ومستدام تؤكد التزام دول مجلس التعاون الخليجي بتحقيق الرخاء لشعبها والعالم.