نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “رئيس وزراء بريطانيا يطالب باتخاذ "خطوات فورية" نحو وقف إطلاق النار في غزة”
يصوت الفنزويليون، الأحد، في انتخابات رئاسية يسودها توتر شديد بين خصمين يعد كلاهما بالنصر: الرئيس المنتهية ولايته، نيكولاس مادورو، المرشح لولاية ثالثة، والدبلوماسي المعارض، إدموندو غونزاليس أوروتيا.
وأفاد صحفيون من رويترز في سبعة مواقع في أنحاء البلاد بوجود طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع، من بينها بعض المراكز التي فتحت متأخرة أو حيث كان التصويت يتحرك ببطء.
ويخوض السباق 10 مرشحين، لكن المنافسة تنحصر في الواقع بين مادورو (61 عاما) وأوروتيا (74 عاما) الذي حل بصورة مفاجئة محل زعيمة المعارضة، ماريا كورينا ماتشادو، ذات الشعبية الواسعة بعد إعلان السلطات عدم أهليتها للترشح.
ما موقف مادورو؟
مادورو هو وريث الرئيس السابق، هوغو تشافيز، الذي حكم من عام 1999 وحتى وفاته في 2013، واختاره ليكون خليفته.
ويسعى مادورو، وهو سائق حافلة سابق تحول إلى زعيم نقابي، إلى الفوز بولاية ثالثة مدتها ست سنوات، بعدما فاز في انتخابات عام 2013 بهامش ضئيل، وفي 2018 في عملية شهدت اتهامات بالتزوير.
وخلال عهده، شهدت البلاد انهيارا اقتصاديا، وهجرة نحو ثلث السكان، وتدهورا حادا في العلاقات الدبلوماسية، انتهى بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وآخرون على نظامه.
وسعت حملة مادورو الانتخابية إلى تصوير المعارضة باعتبارها حركة يمينية متطرفة من شأنها أن تجلب عدم الاستقرار إلى البلاد، ووعد مواطنيه بمستقبل اقتصادي أفضل.
من هي المعارضة؟
تمكنت المعارضة من الاصطفاف خلف مرشح واحد بعد سنوات من الانقسامات ومقاطعة الانتخابات.
وتخلت زعيمة المعارضة، ماتشادو، عن حملتها بعد أن منعتها المحكمة العليا التي يسيطر عليها مادورو من الترشح، ما أجبرها على تسليم الشعلة لغونزاليس أوروتيا، المعروف بسلوكه الهادئ، بينما تعرف هي بخطاباتها النارية.
وتقول واشنطن بوست إن الدبلوماسي السابق الذي خدم في سفارات بلجيكا والأرجنتين والولايات المتحدة، قال إنه سيكون على استعداد للتفاوض على نقل السلطة من مادورو، ولن يضطهد خصومه.
وحصل أوروتيا على دعم كبير حتى من بعض المؤيدين السابقين للحزب الحاكم.
وقال أوروتيا وماتشادو إنهما يتوقعان من الجيش أن يؤيد نتائج التصويت.
هل ستكون الانتخابات حرة ونزيهة؟
وعد مادورو المعارضة باحترام التصويت، لكن الفترة التي سبقت الانتخابات لم تكن واعدة.
وتقول واشنطن بوست إن الحكومة “قمعت موظفي الحملات الانتخابية واعتقلتهم، ومنعت بعض المراقبين الدوليين من مراقبة الانتخابات”.
وأشار غونزالو هيميوب، نائب رئيس منظمة حقوق الإنسان “فورو بينال” إلى اعتقال 22 شخصا منذ الجمعة “في سياق العملية الانتخابية”، وفق فرانس برس.
ومُنعت ماتشادو، التي فازت في الانتخابات التمهيدية للمعارضة العام الماضي بنسبة 92 في المئة من الأصوات، ليس فقط من التصويت بل وأيضا من مغادرة البلاد.
وقامت قوات الأمن بإغلاق الطرق السريعة والطرق المؤدية إلى تجمعاتها الانتخابية، واعتقلت أفراد حملتها، وأغلقت المطاعم والفنادق التي استضافتهم.
ولا تتمتع المعارضة بالوصول إلى التلفزيون أو الراديو الحكوميين. ويظهر وجه مادورو على لوحات الإعلانات في جميع أنحاء كاراكاس، أما المعارضة فلا تحصل على هذه الميزات.
ماذا تقول الاستطلاعات؟
تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المعارضة بفارق كبير، وتتوقع ألا يتخطى مادورو 30 في المئة من الأصوات وأن تحصل المعارضة على ما بين 50 و70 في المئة.
لكن النظام الحاكم يستند إلى أرقام أخرى ويؤكد ثقته في النصر.
ويمكن أن تتلاعب الحكومة بنتائج التصويت مثلما حدث في الانتخابات السابقة، رغم أن المعارضة جندت آلاف المتطوعين لمراقبة مراكز الاقتراع، وفق واشنطن بوست.
وقال فلاديمير فيليغاس، الذي أدار التلفزيون الحكومي في عهد شافيز: “لا أرى مادورو يفوز، ولكنني لا أراه أيضا يسلم السلطة. ما ينتظرنا هو موقف صعب للغاية”.
وأعلن مادورو بعد الإدلاء بصوته، صباح الأحد، في كراكاس، أنه “سيضمن احترام” نتائج الانتخابات، لكنه توعد من قبل بعدم التنازل عن السلطة، متوقعا الفوضى من دونه، وهو يستند إلى الجيش وإلى حملة مضايقات تقوم بها الشرطة بحق المعارضة، وفق فرانس برس.
وقال مادورو إن “مستقبل فنزويلا للسنوات الخمسين المقبلة يتقرر في 28 يوليو، ما بين فنزويلا السلام أو العنف. السلام أو الحرب”، بعدما حذر من احتمال “حمام دم في حرب أهلية بين الاشقاء يثيرها الفاشيون”.
وقال الرئيس الفنزويلي إنه سيضمن السلام والنمو الاقتصادي، ما يجعل فنزويلا أقل اعتمادا على دخل النفط.
ويتحدث العديد من أنصار مادورو بحماس عن معلمه الراحل، تشافيز، ويرون أن مادورو، يمثل استمرارا لإرثه في مساعدة الفقراء.
وقال آخرون لرويترز إنهم يرون سجل مادورو مختلطا لكنهم سيدعمونه.
من جانبه، أعلن غونزاليس أوروتيا، السبت، أن يوم الأحد سيشهد “بلا شك تعبير الشعب الديمقراطي الأهم في السنوات الأخيرة” داعيا “المواطنين إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في نهاية النهار والتثبت من وضوح النتائج التي تحققت”.
وقال لويس سالامانكا، الأستاذ في الجامعة المركزية في فنزويلا لرويترز: “هناك حركة من أجل التغيير”، مضيفا أنه في ظروف تصويت “طبيعية… سيكون هناك انتصار كبير جدا للمعارضة”.
هل يمكن أن يتنحى مادورو؟ وماذا سيفعل الجيش؟
وتقول واشنطن بوست إنه بعد أكثر من عقد من الزمان في السلطة، يواجه مادورو، الرجل القوي في فنزويلا، أكبر تهديد حتى الآن لحكمه.
وتأمل المعارضة في تحقيق فوز ساحق يجبره على التفاوض وتسليم السلطة بشكل سلمي، والانتقال بعيدا عن الحكومة الاشتراكية التي أسسها شافيز قبل ربع قرن.
وتلعب المؤسسة العسكرية في البلاد دورا رئيسيا في تحديد مستقبل البلاد.
وتقول رويترز إن الجيش الفنزويلي لطالما دعم مادورو، ولم تكن هناك أي إشارات على انفصال القوات المسلحة عن الحكومة.
وفي تصريحات علنية أدلى بها هذا الأسبوع، انتقد وزير الدفاع، فلاديمير بادرينو لوبيز، استطلاعات الرأي التي أظهرت تقدم المعارضة بفارق كبير، لكنه تعهد بالتمسك بالقانون.
وتقول واشنطن بوست إن حلفاء فنزويلا في مختلف أنحاء المنطقة، والولايات المتحدة، على استعداد للمساعدة في التفاوض على الخروج السلمي لمادورو، ولكن من غير المرجح أن يتخلى الرجل القوي عن السلطة طوعا.
وقال جيف رامزي، وهو زميل بارز في المجلس الأطلسي يركز على فنزويلا: “مادورو ودائرته الداخلية لديهم كل الحوافز للتشبث بالسلطة، ولكن كلما اقتربنا من يوم الانتخابات، كلما أصبح من الصعب عليهم سرقة الانتخابات بشكل مباشر”.
وفي حالة الهزيمة الواضحة، من غير الواضح ما إذا كان حلفاء مادورو السياسيون أو الجيش سيقفون إلى جانبه، وقد تجبره الانشقاقات في ائتلافه على التفاوض، وفق الصحيفة.
ولن يتنازل مادورو عن السلطة طواعية دون ضمانات من الولايات المتحدة والمعارضة وآخرين، وفق واشنطن بوست، فمادورو الذي وجهت إليه اتهامات في الولايات المتحدة، سيرغب في التأكد من أن خروجه من الرئاسة لن يؤدي به إلى السجن.
وقد يطالب مادورو وحلفاؤه الذين اتهمتهم الولايات المتحدة بغسل الأموال والاتجار بالمخدرات والفساد، بنوع من الحصانة ضد الملاحقات القضائية.
ويمكن لواشنطن أن تلعب دورا رئيسيا في خروجه من السلطة، من خلال رفع العقوبات عنه.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، شريطة عدم الكشف عن هويته لواشنطن بوست: “في سيناريو لا يفوز فيه مادورو بالانتخابات، تقف الولايات المتحدة على استعداد لدعم فترة ما بعد الانتخابات السلمية والمتفاوض عليها والنظر في التدابير التي من شأنها تسهيل انتقال سلمي للسلطة”.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.