هذا التاريخ المعنون به هذا المقال قد يثير لدى كثيرين ذكريات رائعة، وقد يثير ذكريات غير سعيدة للبعض، وقد لا يثير شيئًا للأغلبية العظمى من شعب مصر اليوم، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن أكثر من 35% من شعب مصر لا يعلم شيىء عن حرب أكتوبر 1973.
ولكن سيظل يوم 23 يوليو 1952 يومًا محفورًا فى تاريخ مصر المعاصر بكل المقاييس والمعايير مهما إختلفنا حول تقييم الأداء فى تلك الحقبة الزمنية الهامة والرائعة فى حياة الوطن.
ومع كل الإحترام لتاريخ مصر المعاصر ومنذ عام 1805م، حينما ولى شعب مصر وعلمائه واليًا على البلاد أجنبى، وقيام هذا الوالى العظيم محمد على باشا الكبير، بتأسيس مصر الحديثة، والتى يعود الفضل حقيقة له ولاولاده من بعده فى وضع مصر على خريطة العالم، وإنشاء البنية التحتية من فروع لنهر النيل، وسدود وخزانات، وشوارع وميادين ومدن حديثة أهمها “القاهرة الخديوية” فى عهد الخديوى إسماعيل، وشق قناة السويس وإنشاء أول دار أوبرا فى الشرق الأوسط، وأول جامعة (جامعة فؤاد الأول) وكل مؤسسات مصر الحديثة وغيرهم من إنجازات تم ذلك فى عهد محمد على وأولاده حتى فاروق الأول الذى إنتهى حكمه عام 1952م بقيام ثورة يوليو، من مجموعة ضباط شباب أخذوا على عاتقهم نقل مصر من تبعية لإستعمار عثمانى أو إنجليزى ومهما كانت السلبيات التى نرصدها اليوم أو الأمس على فترة حكم ثورة يوليو لمصر إلا أن هناك المناخ الدولى الذى عاصرته هذه الدولة والدور الإيجابى الذى قامت به مصر نحو دول شرق أوسطية وأفريقية، فى التحرر من الإستعمار، ووضعنا اللبنات الأولى لمجموعة الحياد الإيجابى وعدم الإنحياز، ولكن هذا المقال لايتحدث عن عظمة ثورة يوليو، وجمال عيون “جمال عبد الناصر”، ولكن هذا المقال يتحدث عن شعب مصر قبل ثوره يوليو، حالة الشعب المصرى.
والذى كان يعيش حياة قاسية، وكان مجتمع النصف فى المائة هو المتحكم فى ثروة البلد وهم ما أطلقوا عليهم ثوار يوليو ( الإقطاع ).
“مجتمع النصف فى المائة” هم الساده وهم رجال المال وأصحاب الأراضى الزراعية الشاسعة، وهم أيضًا رجال الأعمال والصناعة، وإن كان هناك من إستصرخ المصريون بوطنية شديدة لإستقلال الإقتصاد الوطنى وهو (محمد طلعت باشا حرب) وإنشاءه لبنك مصر وشركاته المتعدده ،بإكتتاب ومساهمة من المصريين إلا أن ذلك تم مقابلته من المحتل الأجنبى والسرايا بالمواجهة وإرغام “طلعت حرب ” على الإستقالة من منصبه كعضو منتدب لبنك مصر سنة 1928م.
جاءت ثوره يوليو 1952 وكان أغلب شعب مصر يمشى (حفاه)، لقد كان فى مصر أكثر من سبعه عشر مليون فقير وكان تعداد شعب مصر لا يزيد عن سبعه عشر مليون وخمسمائه ألف نسمه.
كانت هناك مهن معروفة فى مصر ،مثل (جامعى السبارس)( والسبارس ) هى أعقاب وبقايا السجائر من الشوارع لكى يعيدون بيعها (دخان ) للغلابه المدخنين !!
كان يوجد مهنه (السقاه ) وهم حمله “القَرب الجلد” بالمياه لتوزيعها على المنازل المحرومه من مياه الشرب والصرف الصحى، كان للبعض مهنه (سحبها) من الخزانات أمام المنازل أيضًا فى شوارع القاهرة وضواحيها !!
كانت الديمقراطية فى مصر قبل ثورة يوليو 1952م هى ديمقراطية الطبقة الحاكمة للبلد، وأتباعها من الإقطاع والرجعيون وأصحاب الأراضى والأملاك، هكذا كانت الديمقراطية فى مصر.
ولعل من وصل إلى سدة الإدارة فى مصر من أحزاب سياسية وأشهرهم حزب “الوفد” وهو الحزب الذى جاء نتيجه ثورة الشعب المصرى عام 1919م ،بقيادة “سعد زعلول، ومصطفى النحاس ومكرم عبيد”، وأيضًا كانوا من كبار الملاك فى البلاد.
فلنقرأ التاريخ جيدًا حتى لا نصيب ثوره يوليو وشبابها بكل ما نسمع عنهم اليوم وأن صح كثير من بعض مايقال، إلا أن النوايا الوطنية والرغبة الشديدة فى وطن مصرى عظيم يتولى فيه أبنائه حكم بلادهم كان هدفهم !!
[email protected]
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.