حذّر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إسرائيل من أن تصبح دولة فصل عنصري تتبنى الأيديولوجية الفاشية وتتقارب مع اليمين الفاشي الأوروبي من أجل إيجاد حل نهائي لصراعها مع الفلسطينيين.
وقال إن إسرائيل إذا فعلت ذلك ستواجه لحظة وجودية في وقت أقرب مما يعتقد كثيرون.
وفي مقال له بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، تحدث هيرست عن ظاهرة تقارب إسرائيل واليمين الأوروبي المتطرف رغم العداء المفرط بين الطرفين خلال الحرب العالمية الثانية وحتى تاريخ قريب.
وسرد الكاتب تفاصيل عن التقارب المذكور، مثل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في باريس مؤخرا والتي وصف فيها الحرب بغزة مخاطبا الأوروبيين: “انتصارنا هو انتصاركم! إنه انتصار الحضارة اليهودية المسيحية على البربرية. إنه انتصار فرنسا! إذا انتصرنا نحن هنا، فأنتم تنتصرون هناك”.
وتحدث هيرست عما أسماه شماتة الإسرائيليين بسبب نجاح اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة، فقد اعتبروه ردا على اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية.
هتلر أصبح قدوة
ولفت الكاتب إلى أن أدولف هتلر أصبح قدوة لإسرائيل هذه الأيام؛ فقد استشهد به موشيه فيغلين، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، عندما قال الأسبوع الماضي على شاشة تلفزيونية “كما قال هتلر، لا يمكنني العيش إذا بقي يهودي واحد حيا؛ فلا يمكننا العيش هنا إذا بقي إسلامي نازي واحد في غزة”، على حد وصفه.
واعتبر الكاتب أن هذه هي الفاشية بكل وضوح وبساطة؛ وأنها قد أصبحت -على نحو متزايد- عملة شائعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية، فلقد اختفت جميع المحرمات القديمة، ولهذا السبب يتم قبول الفاشيين الأوروبيين بسهولة باعتبارهم رفقاء الروح للفاشيين الإسرائيليين.
وأشار هيرست إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل وصربيا، وزيادة الأخيرة تصدير السلاح لإسرائيل أثناء عدوانها على غزة، وتعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن امتنانه للرئيس الصربي.
مصلحة مشتركة
وقال إن هذا التقارب ليس من قبيل المصادفة، بل قام على مصلحة مشتركة للطرفين، فإسرائيل لديها نية صريحة لإجبار أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الخروج من الأراضي التي تحتلها، والمتطرفون اليمينيون في أوروبا يريدون طرد أكبر عدد ممكن من المسلمين من القارة العجوز.
وأضاف أن الجيل الجديد من السياسيين الأوروبيين واضحون فيما يفكرون فيه؛ فهم يعتقدون أن “الحضارة الغربية” مهددة من قِبَل الإسلام، وأن “سكان أوروبا الأصليين” مهددون من قبل المهاجرين، وهم يؤيدون نظرية صدام الحضارات ونظرية الاستبدال الكبرى، ويؤيدون إسرائيل بشكل قوي في تصريحاتهم، إن لم يكن بأفعالهم.
وبيّن الكاتب أن التحالف مع الأحزاب السياسية الأوروبية التي تشوه صورة المسلمين، بنفس الطريقة التي تغذي بها الجماعات اليمينية المتطرفة كراهية اليهود، أصبح أكثر من مجرد مغازلة؛ فقد تم ترسيخه بسرعة ليصبح تحالفا أكثر اتساعا بكثير بين إسرائيل واليمين الأوروبي المتطرف، وبالأفعال كما بالأقوال.
التهديد الأكبر لإسرائيل
وقال هيرست إنه لا يوجد اليوم تهديد لإسرائيل أكبر من أقوال وأفعال قادتها، وأكبر من الفاشيين الأوروبيين الذين يجدون قضية مشتركة مع إسرائيل، ويعودون للسلطة في أوروبا مرة أخرى.
وأضاف أن ما يقوله لا يتعلق بالتاريخ؛ بل إنه يتعلق بإسرائيل اليوم. فلا يهم إسرائيل ملايين اليهود الذين وقعوا ضحايا للفاشية في أوروبا، ولا يهم أن المعادين للسامية الحقيقيين هم حلفاؤهم اليوم؛ كل ما يهم هو أنهم وجدوا قضية مشتركة ضد عدو مشترك. وبالنسبة لليمين المتطرف الفاشي الأوروبي؛ أصبحت إسرائيل نموذجا يُحتذى به في كيفية التعامل مع الأقلية المسلمة المتمردة.
وبيّن الكاتب أنه بالنسبة لإسرائيل؛ هناك مخاطر واضحة في اتباع هذا المسار، لأنها ليست في أرض يمثل فيها المسلمون أقلية، بل إن اليهود أقلية حتى في إسرائيل نفسها، علاوة على ذلك؛ فإن “الدولة اليهودية” ليست على هامش العالم الإسلامي، بل إنها تقع مباشرة في مركزه.
كما أن ما يحدث ليس تكرارا لما حدث في عام 1948، على الأقل ليس بالنسبة للفلسطينيين؛ فإذا حاولت إسرائيل القيام بعملية تطهير عرقي كبرى في الضفة الغربية، فسوف يثور الأردن ويصبح قاعدة لحركة مقاومة نشطة على طول الحدود البرية الأطول لإسرائيل، ولن تنعم إسرائيل بحدود هادئة مرة أخرى.
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.