اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
تمر اليوم ذكرى انطلاق ثورة 1919 التي تعد أحد أبرز الثورات التي شهدتها مصر في العصر الحديث، وكانت نتاجًا عن قرار اعتقال سعد زغلول ونفيه في 8 مارس عام 1919، فثار الشعب المصري وخرج إلى كافة الميادين في اليوم التالي الموافق 9 مارس عام 1919.
ولم يكن تأثير ثورة 1919 سياسي أو اجتماعي فقط، حيث تأثر أيضًا مجال الابداع الفني والأدبي في الثورة وتفاعل معها، كما ساهمت الأعمال الابداعية في الحشد لها والتعبير عنها وإيصال رسالتها للجماهير، كما كانت التغيرات المجتمعية التي أحدثتها الثورة في مصر دافعا لتطور الإبداع الأدبي والفني في مجالات الشعر والموسيقى والغناء والفن التشكيلي.
ظهر من خلال ثورة 1919 مدى العلاقة بين الفن بصفة عامة، والفلكلور (الأدبيات الشعبية) بصفة خاصة والثورة، وخاصة في مجالي الموسيقى والغناء والفن التشكيلي، من خلال أعمال الكثير من المبدعين والفنانين، حيث بدأ سيد درويش في الغناء والتلحين عدة سنوات قبل الثورة، إلا أنه مع قيام الثورة وصل بإبداعاته إلى مستوى غير مسبوق، فجاء فنان الشعب سيّد درويش عبر ألحانه وصوته ليجسد مطالب الثورة، وكان أبرزها نشيد مصر الوطني الحالي “بلادي بلادي” من تأليف الشيخ يونس القاضي والمأخوذ عن خطاب الزعيم مصطفى كامل، إضافة إلى الأغنيتين: “قوم يا مصري” و”أنا المصري كريم العنصرين”، كما غنى “أهو دا اللي صار وآدي اللي كان”، و”هز الهلال يا سيد”، وأيضاً “يا بلح زغلول” عندما منعت سلطات الاحتلال البريطاني ذكر اسم سعد زغلول، والتي غنتها نعيمة المصرية في أول مرة تغنى فيها امرأة أغنية وطنية، وذلك حسب ما جاء على موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
كما يعد تمثال نهضة مصر ثمرة أخرى من ثمار التفتح الفني الذي أطلقته ثورة 1919، فقد بدأ محمود مختار العمل على نسخة مصغرة لتمثال نهضة مصر منذ عام 1917، وعندما رأى سعد زغلول وزملاؤه هذه النسخة المصغرة معروضة في باريس، قرروا دعم صاحبها ودعوته لتحويلها إلى التحفة الفنية الكبيرة الموجودة الآن في ميدان النهضة، وقد عبر سعد زغلول عن إعجابه بالتمثال في رسالة بخط يده بعثها لمختار أشاد فيها بالعمل وبالمعنى الرمزي الذي يحمله.
الفنان محمود سعيد هو أيضا من ثمار ثورة 1919، سافر محمود سعيد لباريس في نفس عام نشوب الثورة، وهناك انشغل بمتابعة أخبار الثورة ومدارس الفن التشكيلي المختلفة، فأنتج لنا أفضل تصوير لوجوه المصريين وحياتهم، في شغف ظاهر بهذا البلد وشعبه، فأنتج لوحات بنات بحري؛ وبائع العرقسوس؛ وبنت البلد؛ والدراويش – التي تعد أغلى لوحة رسمها فنان في الشرق الأوسط.
كما عبر المسرح المصري عن وطنيته بمشاركته ثورة 1919م، من خلال تحريك المشاعر الوطنية لدى الأمـة، فهب محمد تيمور مع سيد دروش لتقديم الأوبـريت المعرب “الزوجة الثانية عشر”، وشارك “يوسف بك وهبي” في تدشين ثورة 1919م من خلال تكوين فرقته الشهيرة، التي عبرت عن طموح الأمة المصرية، والتي ساهمت بشكل كبير في حفظ التراث الفلكلوري، كما وثقت الأعمال الروائية فيما بعد الثورة وأبرزها “عودة الروح” لتوفيق الحكيم، و”ثلاثية القاهرة” التي تضم “السكرية ـ بين القصرين ـ قصر الشوق” وهى أحد أبرز الروايات للكاتب الكبير أديب نوبل نجيب محفوظ والتي تروي حال مصر ما قبل ثورة 1919م، وما بعدها وكيف أثر الاحتلال البريطاني على مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتسجل الحياة في مصر من تطور اجتماعي وحراك سياسي، كما تعد رواية “قنطرة الذى كفر” أول رواية مصرية كتبت كاملة بالعامية المصرية وتدور أحداثها في حقبة إرهاصات ثورة 1919م.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.