نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “تصاعد الخطر النووي الإيراني.. طهران قد تغير حساباتها”
في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات بين إسرائيل وإيران، تتنامى المخاوف من تسارع وتيرة البرنامج النووي الإيراني لتعزيز قوة الردع لطهران في مواجهة إسرائيل التي تدعمها العديد من الدول التي تمتلك أسلحة نووية.
ورغم تأكيداتها المستمرة أن برنامج النووي سلمي ويستخدم لإنتاج الطاقة، إلا أن طهران باتت تمتلك ما يكفي من المواد لصنع أكثر من ثلاث قنابل ذرية، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويتخوف أن تعزز النكسات التي منيت بها طهران بعد أن تلقت ضربات كبيرة باستهداف قادة جماعات مسلحة تدعمها أكان في لبنان أو غزة، وحتى فشل الهجمات التي كانت تشنها على إسرائيل، في أن تتجه لتعزيز ترسانتها العسكرية بصواريخ نووية.
محمد الباشا، محلل أمني متخصص في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن يرجح أن “تسارع طهران في تطوير وتجربة القنبلة النووية”، وذلك بهدف “إيجاد مستوى جديد من الردع وتفادي حرب إقليمية مدمرة مع إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
ويضيف في حديث لموقع “الحرة” أن “العلاقات بين إيران وإسرائيل تشهد تصعيدا غير مسبوقا، يختلف عن الصراع السابق الذي كان يدار عبر الوكلاء والعمليات السيبرانية والاغتيالات”.
“حسابات معقدة”
وأصبح “التراشق الصاروخي بين البلدين، كجزء من سياسة الرد والرد المضاد، سمة أساسية في معادلة الصراع الإيراني الإسرائيلي” بحسب الباشا، إذ تدرك طهران أن إسرائيل بعد 7 أكتوبر أصبحت أكثر “جرأة وصلابة”.
وتابع أن “إسرائيل أيضا تعلم أن إيران باتت أكثر شجاعة، حيث قصفت ولأول مرة العمق الإسرائيلي بمئات الصواريخ”.
وأشار الباشا إلى أن حسابات معقدة تجريها إسرائيل وإيران، “إذ تؤمن إسرائيل أنها تخوض معركة وجودية، حيث تسعى بجد لحماية نفسها من التهديدات المحيطة. في المقابل، تكافح طهران للحفاظ على دعمها لوكلائها ومشروعها في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الصراع ويعكس الطبيعة المتعددة الأبعاد لهذه المواجهة”.
إيران النووية أصبحت “أكثر خطورة”.. تحليل يحذر من “نوايا” خامنئي
تثير التوترات والاشتباكات بين إسرائيل وإيران ووكلائها مخاوف من اندلاع “حريق إقليمي” إذا ما استخدمت فيها أسلحة نووية، فبعد أن كانت تعتمد على اشتباكات غير مباشرة واغتيالات في نطاق ضيق، وصلت لحد الضربات المباشرة.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الاثنين، إن إيران تسعى إلى صنع قنابل نووية لتدمير إسرائيل ويمكنها بعد ذلك تهديد العالم بأسره.
وأعلن خلال الجلسة الافتتاحية للكنيست أن “إيران تسعى لبناء مخزون من القنابل النووية من أجل تدمير إسرائيل، تحملها صواريخ بعيدة المدى” مشيرا إلى أنها “قد تهدد العالم بأسره في أي مكان”.
وأضاف نتانياهو أن “وقف البرنامج النووي الإيراني يتصدر أفكارنا، ولأسباب واضحة، لا يمكنني أن أشارككم كل خططنا وتحركاتنا في هذا الصدد”.
والدول التي تمتلك السلاح النووي حاليا هي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل.
ويعتقد على نطاق واسع ان إسرائيل تمتلك ترسانة أسلحة نووية، ولو أنها لم تقر بتاتا بذلك على نحو رسمي.
“العقيدة النووية”
وفي مطلع أكتوبر، دعا نواب إيرانيون المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي إلى إعادة النظر في العقيدة النووية، السلمية رسميا، وذلك لمواجهة التهديدات الإسرائيلية لطهران.
وللمرشد الأعلى الإيراني، القول الفصل في “برنامج طهران النووي” الذي يشتبه الغرب في أن له أغراضا عسكرية.
وفي عام 2021، قال وزير الاستخبارات الإيراني آنذاك إن الضغط الغربي قد يدفع طهران إلى السعي للحصول على “أسلحة نووية”، وهو أمر أصدر خامنئي فتوى بتحريمه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي عام 2019، أكد خامنئي مرة أخرى “بناء وتخزين القنابل النووية أمر خاطئ واستخدامها حراما… على الرغم من أن لدينا التكنولوجيا النووية، فقد تحاشت إيران ذلك تماما”.
وهذا ما قد يعني أن امتلاك إيران لسلاح نووي قد يتطلب بداية تغيير العقيدة النووية بفتوى أو أمر من خامنئي.
ماذا يعني تلويح إيران بـ “تغيير العقيدة النووية”؟
“إعلان غير مباشر بامتلاك السلاح النووي، وتغيير استراتيجي قد يغير شكل منطقة الشرق الأوسط بأكملها”، هكذا يرصد عددا من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين “الرسائل الخفية” في تلويح أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بـ”تغيير العقيدة النووية”، في حال استمرار التهديدات الإسرائيلية لإيران.
وقال مستشار خامنئي، كمال خرازي في تصريحات سابقة، إن إيران “يمكن أن تعيد النظر في عقيدتها النووية إذا تجرأت إسرائيل على تهديد إيران بسلاح نووي”.
ودعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر إلى “عالم خالٍ من الأسلحة النووية وشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل”.
كما أكد بزشكيان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن “إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية”.
ويسعى بزشكيان الذي يتولى السلطة منذ يوليو الماضي إلى إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 وذلك بهدف تخفيف العقوبات الأميركية التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني.
“الظروف الراهنة”
إريك بروير، خبير منع الانتشار في مبادرة التهديد النووي يرى أنه في ظل البيئة الحالية في المنطقة وامتلاك طهران لقدرات تصنيع سلاح نووي هناك “خطر بأن يقرر خامنئي أنه في هذه الظروف على إيران تحتاج إلى أسلحة نووية”، بحسب تحليل نشرته مجلة “ذا أتلانتيك“.
وحدد التحليل أن المنظومة الدفاعية الإيرانية تعتمد على ثلاثية: شبكة وكلائها في المنطقة، وترسانتها من الصواريخ والمسيرات، والبرنامج النووي.
ولفت إلى أنها تعاني من ارتباكات في جزأين من هذه المنظومة، وهو ما قد يتركها أمام خيار تسريع البرنامج النووي.
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في يوليو الماضي أن إيران قادرة على إنتاج مواد انشطارية بهدف صنع قنبلة نووية “خلال أسبوع أو اثنين”، مكررا التزام الولايات المتحدة منع طهران من تحقيق ذلك.
وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران زادت بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم المخصب عند مستوى 60 في المئة القريب من نسبة 90 في المئة الضرورية لتطوير سلاح نووي.
تطورات البرنامج النووي الإيراني.. “وضع غير مرضٍ على الإطلاق”
اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، لدى عودته من إيران، الثلاثاء، أن التعاون مع طهران بشأن برنامجها النووي “غير مرضٍ على الإطلاق”، داعيا إلى الحصول على “نتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن”.
ويتطلب صنع سلاح ذري نسبة تخصيب تصل إلى 90 في المئة، والتي بلغت كمياتها في إيران في أغسطس 165 كلغ، مقابل 142 كلغ في مايو.
ويبلغ إجمالي مخزون اليورانيوم المخصب الآن 5752 كلغ مقابل 6201 كلغ في مايو أو 28 ضعف الحد المسموح به.
وتحررت طهران من الالتزامات التي تعهدتها في إطار الاتفاقية الدولية لعام 2015 المبرمة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وبالإضافة إلى توسيع أنشطتها النووية، خفضت إيران بشكل كبير عمليات تفتيش المواقع من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتم فصل كاميرات المراقبة وسحب اعتماد مجموعة خبراء.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.