تحية المياه لا تقتصر على الرحلات الافتتاحية.. متى تقام وإلى ماذا ترمز؟
سياحة وترفيه

تحية المياه لا تقتصر على الرحلات الافتتاحية.. متى تقام وإلى ماذا ترمز؟



إعداد: هشام مدخنة

كثيراً ما نرى منصتي إطفاء حرائق ترشان المياه كأقواس النصر على رحلة قادمة أو مغادرة أثناء وجودها في المطار، أو على سفينة داخل الميناء. فلماذا يتم الاحتفال بصيغة الفرح العظيمة هذه، وإلى ماذا ترمز؟

تُعد «تحية المياه» نوعاً من أنواع الاحتفالات الشائعة والمثيرة داخل المطارات وفي الموانئ، للتهنئة أو الترحيب بطائرة أو سفينة معينة، أو لتكريم المحاربين القدامى أو الطيارين الكبار في رحلتهم الأخيرة قبل التقاعد، وكذلك لتوديع طائرات وشركات تغادر للمرة الأخيرة، وغير ذلك من الأسباب.

ويُرمز إلى هذه العملية ب«دش المودة»، وهي لحظة مثيرة وعاطفية بالنسبة للمعنيين، تسلط الضوء على إنجازات صناعة الطيران، وهي وسيلة لإبراز دور العمل الجاد والتفاني للأفراد العاملين في هذا المجال.

وتعد أيضاً تكريماً للركاب الذين يأتمنون شركات الطيران والطائرات على حياتهم، وللطاقم الذي يضمن سفرهم الآمن. لكنها لا تزال بالنسبة لبعضهم ظاهرة نادرة جداً، فالكثيرون يعتقدون أنها مجرد طائرة يتم غسلها. فما هي جذور هذه الممارسة؟

يُقال: إن هذا التقليد نشأ بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين خلال العصر الذهبي للشحن عبر الأطلسي. فعندما كانت السفن الضخمة تصل إلى الموانئ، يتم الترحيب بها بأقواس مائية من قوارب الإطفاء للإشارة إلى رسوها المبهج والآمن.

ورغم أنه ليس من الواضح بدقة من ومتى بدأ هذا التقليد، فمن المتوقع أنه عُرف بعد وقت قصير من اختراع قوارب الإطفاء التي تحتوي على مضخات مائية قوية. وفي وقت لاحق، امتد هذا الاحتفال إلى المطارات لتكريم الطيارين المخضرمين، وكذلك أول وآخر رحلة لشركة طيران، وغير ذلك من الأسباب.

في المطارات، تحتاج شركات الطيران إلى شاحنات إطفاء قوية، وممرات واسعة ومناسبة لنجاح الحدث. وتعتبر شاحنات «أوشكوش سترايكر» واحدة من أقوى مجموعات الإطفاء التي تستخدم في الأغلب لهذا الغرض.

وأثناء تحية المياه، يتم رش 3000 غالون من الماء في دقيقتين، ولا بد من إبلاغ مراقبة الحركة الجوية وإدارة إطفاء المطار قبل أدائها.

ومن وجهة نظر أخرى، تساعد هذه الممارسة رجال الإطفاء على التحقق من مهاراتهم، وجودة الشاحنات، للحفاظ عليها والبقاء على أهبة الاستعداد في حالة حدوث أي طارئ، نظراً لندرة استخدامها في المطارات.

  • موجبات تحية المياه

جرت العادة على استخدام هذا التقليد عندما يُجري طيار، آخر رحلاته، هو أو ضابط مراقبة الحركة الجوية، قبل التقاعد. أو عند وصول طراز حديث من الطائرات إلى أسطول الشركة. وكذلك إذا سجلت الطائرة أي رقم قياسي جديد أثناء رحلتها. ويستخدم أيضاً عند (أول أو آخر) وصول لشركة طيران إلى مطار ما، بالإضافة إلى الترحيب بآخر رحلة قبل إغلاق مسار جوي معين، ولتكريم المحاربين القدامى.

تشير التقارير إلى أن شركة «دلتا أيرلاينز» الأمريكية كانت أول من اتبع هذا التقليد في تسعينيات القرن الماضي، عندما كرمت أحد قادتها المتقاعدين في مطار سولت ليك سيتي الدولي، في يوتا.

وفي آخر رحلة لها من نيويورك عام 2003، تم تكريم طائرة الكونكورد الشهيرة بأعمدة من الماء باللون الأزرق والأبيض والأحمر أطلقتها سيارات الإطفاء.

ومن الأمثلة البارزة أيضاً، التحية المائية لسفينة «إتش إم إس هيرميس» (R12) عندما عادت إلى ساوثمبتون بعد دورها في انتصار حرب فوكلاند.

فإذا كنت في المطار ورأيت طائرة تمر تحت قوس من الماء، فلا داعي للذعر! إنه مجرد دش مائي ودود.


اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading