تحتمس الثانى.. حياة الملك المصرى

تمكنت البعثة الأثرية المصرية الإنجليزية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة من الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثانى آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشر في مصر، حيث تم العثور على أدلة تشير بوضوح إلى أنها تخص الملك تحتمس الثاني، وفى ضوء ذلك نستعرض حياة الملك المصري.

وحسب ما جاء في كتاب “أسرار الملوك والملكات فى مصر القديمة” من تأليف حسين عبد البصير: تحتمس الثاني هو ابن تحتمس الأول من زوجته الثانوية “موت نفرت” وهو الابن الوحيد الذي عاش لأبيه، وتزوج من أخته الملكة الأشهر حتشبسوت.

نشأ الخلاف بينه وبين زوجته القوية حتشبسوت؛ نظرًا للفارق الكبير بينهما ولسوء حالته الصحية ولضعف شخصيته، ولقوة شخصية حتشبسوت وطموحها الكبير نحو تولي حكم البلاد منفردة؛ فجعلت من وجوده رمزيًا.

نتيجة ذلك الخلاف بينهما، انقسمت البلاد إلى حزبين، وسادت الدسائس والمؤامرات، وتحيّن النوبيون الفرصة وخرجوا عن السيطرة المصرية من العام الأول من حكمه، وكانت هذه هي عادتهم في إشعال الثورة واستغلال فرصة انتقال الحكم من ملك لآخر، واختبار قدرة الفرعون الجديد على السيطرة عليهم.

على الفور أرسل تحتمس الثاني جيشًا إلى النوبة ليس بقيادته، فهزم الثوار، وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي، وتم تسجيل هذا الحدث على لوحة تذكارية تمت إقامتها بين أسوان وفيلة، وجاء عليها ما يلي..

– لما علم جلالته بذلك، ثار الفهد، وأقسم أنه لن يترك أيّ رجل من أولئك حيًا.

أغلب الظن أن نشاطات تحتمس الثاني امتدت إلى منطقة الجندل الرابع في بلاد النوبة بسبب وجود اسمه مسجّلاً على صخرة في منطقة جبل برقل هناك، وربما لا يعني هذا قيامه بحدث عسكري في تلك المنطقة.

ذكرَ الموظف الشهير أحمس ابن نخبت في سيرته الذاتية المعروفة أنه خاض حربًا في عهد تحتمس الثاني، وقام فيها بضرب البدو الشاسو الذين كانوا يعيشون على حدود فلسطين، وكذلك ليس بقيادة الملك، وتم العثور في منطقة الدير البحري على نقوش من عهد تحتمس الثاني تشير إلى إشارات غامضة لحملات قام مها في بعض الأماكن في سوريا، وربما استغلت بعض القبائل المقيمة في صحراء مصر الغربية فرصة الخلاف بين الملك والملكة على عرش البلاد، فقامت بالثورة وشق عصا الطاعة، مما دفع الملك إلى إرسال حملة حربية للسيطرة عليهم وذلك وفقَا لنص تم تسجيل اسم الفرعون عليه في واحة الفرافرة في مواجهة أسيوط في مصر الوسطى، وفي المجمل الأعم، لم تكن جهود تحتمس الثاني الحربية بنفس القوة والعظمة كسابقيه من ملوك مصر المحاربين العظام الذين قاموا بذلك قبله.

لا نعرف إن كان تحتمس الثاني مات ميتة طبيعية أم لا، وبفحص مومياء ذلك الملك، تبيّن أنه كان طويلاً، غير قوي البنية، وكان أصلع الرأس، ووسيمًا، ومتأنقًا.

أنجبت له زوجته الأساسية حتشبسوت الأميرتين نفرو رع وميريت رع حتشبسوت، وتزوج أيضًا تحتمس الثاني من زوجات ثانوية مثل إيزيس التي أنجبت له، ابه فرعون الحرب والتوسعات الملك الأعظم تحتمس الثالث سيد المحاربين وأعظم ملوك مصر والشرق الأدنى القديم.

تحتمس الثاني حلقة وصل مهمّة بين والده تحتمس الأول وولده تحتمس الثالث، هدية مصر للعالم، والذي أعاد لمصر مجدها الذهبي، والذي أنشأ أعظم وأقوى إمبراطورية في العالم القديم.