ارتفعت القيمة السوقية لنادي تشيلسي الإنجليزي بمقدار 500 مليون جنيه إسترليني، على المبلغ المدفوع للاستحواذ على النادي في عام 2022 بواسطة صندوق «كليرليك كابيتال» وتود بوهلي من المالك السابق رومان أبراموفيتش، التي تمت تحت إشراف الحكومة البريطانية، بحسب شبكة The Athletic.
وبلغ السعر النهائي المدفوع للاستحواذ، الذي يصادف الصيف الجاري الذكرى السنوية الثانية، نحو 2.3 مليار جنيه إسترليني «3 مليارات دولار»، مع تعهد المالكين الجدد باستثمار 1.75 مليار أخرى في النادي.
ومنذ ذلك الحين، أنفق النادي نحو 1.2 مليار فقط على رسوم انتقالات اللاعبين الجدد، على الرغم من أن ذلك تم تعويضه جزئيًا من خلال تحقيق أكثر من 350 مليونًا من خلال مبيعات اللاعبين.
أما على أرض الملعب، فقد كان للتغيير الهائل تكلفة كبيرة، حيث احتل تشيلسي المركزين الـ12 والسادس في موسمين في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة الملاك الجدد. ومن المتوقع أن يقود المدرب الجديد إنزو ماريسكا، وهو ثالث مدرب دائم يتعاقد معه الملاك الجدد، الفريق للعودة إلى المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وعلى الرغم من المعاناة داخل الملعب، فإن قيمة تشيلسي في عام 2024 تزيد بنحو 500 مليون عما دفع للاستحواذ على النادي في 2022، وفقًا لأحدث تقرير لتقييم أندية النخبة الأوروبية الذي نُشر في وقت سابق من يونيو الجاري من قبل «بنشمارك فوتبول»، منصة تحليل بيانات أعمال كرة القدم التي أنشأتها شركة المحاسبة الرائدة «كي بي إم جي» منذ تسعة أعوام. ويستند حساب «القيمة المؤسسية» لنخبة الأندية الأوروبية إلى خوارزمية تعتمد نهج مضاعف الإيرادات، الذي يقيس قيمة الشركة بالنسبة إلى الإيرادات التي تحققها.
وقال أندريا سارتوري، الشريك السابق في «كي بي إم جي» المؤسس والرئيس التنفيذي لـ «بنشمارك فوتبول»، لشبكة The Athletic: «إن المضاعف الأساسي هو تحليل للمعاملات السابقة، مع إعطاء وزن أكبر للمعاملات الأحدث»، ثم يضع مضاعف كل نادٍ على حدة في الحسبان خمسة معايير، وهي:
*الربحية التي تعني الوضع في الحسبان نسبة تكاليف الموظفين إلى الإيرادات في السنتين الماليتين السابقتين، بالإضافة إلى خسائر أرباح النادي قبل صفقات اللاعبين، والشعبية الخاصة بعدد المتابعين ومستوى المشاركة عبر منصات التواصل الاجتماعي الرئيسة للنادي، والإمكانات الرياضية التي تذهب إلى تقييم «بنشمارك فوتبول» الخاص بالسوق لفريق النادي، نظرًا لوجود علاقة قوية بين ارتفاع قيمة الفريق والنجاح على أرض الملعب، وحقوق البث، حيث تأثير صفقات حقوق البث التلفزيوني على مستوى الدوري المحلي، وكذلك طريقة توزيع تلك الحقوق، وملكية الملعب للنادي من عدمه.
وزادت قيمة مؤسسة تشيلسي وفقًا لتصنيف «بنشمارك فوتبول» لأندية النخبة الأكثر قيمة في أوروبا بنسبة 9 في المئة من عام 2023 إلى 2024، على الرغم من أن قيمة تشيلسي ارتفعت من المركز السابع إلى التاسع، ويرجع ذلك إلى أن، مع بعض الاستثناءات القليلة، قوى السوق الأكبر تدفع قيمة أكبر للأندية الرياضية في جميع المجالات إلى الأعلى.
وتشيلسي هو أحد الأندية المرشحة للمشاركة في النسخة الافتتاحية الموسعة من كأس العالم للأندية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي ستنظم في الولايات المتحدة الصيف المقبل. وفي حين أن The Athletic أوضحت بالتفصيل العقبات المالية واللوجستية والقانونية الكبيرة التي لا تزال تواجه الاتحاد، من أجل إطلاق المسابقة، فإن هذا المورد الجديد المربح المحتمل أن يكون له تأثير بالفعل على تقييمات أندية النخبة.
وسوف يستغرق الأمر 12 شهرًا على الأقل قبل أن يتمكن النادي من الاعتماد مرة أخرى على عائدات المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكن الغياب عن البطولة الأوروبية الكبرى للأندية لعامين متتاليين ليس مدمرًا من الناحية المالية بالنسبة له كما هو الحال بالنسبة لنادٍ لديه تطلعات مماثلة في بلد آخر. ويقول سارتوري: «يمكن لنادٍ إنجليزي كبير أن يتحمل الغياب عن دوري الأبطال ويقل تأثيره بسبب الإيرادات الضخمة التي تأتي من الصفقة الإعلامية للدوري الإنجليزي الممتاز».
وأحد الأشياء التي تبرز في قيم المؤسسات التي أعدتها «بنشمارك فوتبول» هو التفاوت المالي الهائل الذي ظهر بين أكبر 10 أندية في أوروبا وبقية الأندية. فأرسنال، الذي يحتل المركز العاشر خلف تشيلسي مباشرةً، تزيد قيمته بمليار جنيه على النادي الـ 11 الأكثر قيمة، وهو بوروسيا دورتموند وصيف دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
ويتساءل سارتوري: «انظر إلى قائمة العشرة الأوائل وماذا تجد؟ الأندية الستة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأربعة أندية عالمية ضخمة، ريال مدريد، بايرن ميونيخ، برشلونة، باريس سان جيرمان. جميع الأندية الأخرى إما أنها تلعب في دوري أصغر، أو أن إيراداتها أقل بكثير، أو أنها لا تتمتع بالجاذبية التجارية التي تتمتع بها الأندية في المراكز العشرة الأولى».
كما أن الصفقات الأخيرة رفيعة المستوى التي أبرزت جاذبية هذه الأندية الكبرى للمستثمرين الأثرياء، ليس أقلها صفقة شراء كليرليك، بوهلي لتشيلسي ودفع شركة «آينوس» 1.3 مليار جنيه مقابل حصة 25 في المئة من أسهم مانشستر يونايتد في فبراير من العام الجاري، قد تم وضعها في الحسبان في الخوارزمية التي تحدد قيم المؤسسات في «بنشمارك فوتبول».
يقول سارتوري: «هناك ميل إلى دفع علاوة على هذه الأندية الكبرى، لذلك يمكن اعتبارها أصولاً تذكارية: الأندية التي نادرًا ما تُطرح في السوق، والتي يكون المستثمرون مستعدين لدفع علاوة عليها، حتى لو لم يكن أداؤها المالي يبرر ذلك بالضرورة».
وعزز زيادة قيمة تشيلسي في عام 2024 بنحو 500 مليون عن قيمة شرائه إلى حد كبير قناعة كل من «كليرليك» وبوهلي بأن استحواذهما على النادي يمثل قيمة جيدة، على الرغم من تشكيك العديد من المحللين الخارجيين في حكمة سعر الشراء الذي بلغ 2.3 مليار والذي كان يساوي خمسة أضعاف إيرادات النادي تقريبًا.
حقيقة أن قيمة تشيلسي تُقدر بـ2.8 مليار جنيه بعد مرور عامين، على الرغم من أن النادي لم يصل إلى مستوى العصر الحديث على أرض الملعب في تلك الفترة، يشير إلى أن منطقهم الأساسي كان سليمًا. ولكن في حين أن المزيد من النمو قد ينتظرنا في المستقبل، يحذّر سارتوري من أن المشهد المالي الأوسع لمستقبل كرة القدم الأوروبية للنخبة أكثر تعقيدًا.
ويوضح: «شخصيًا، لا أعتقد أن لدينا مساحة كبيرة لزيادة الإيرادات الإعلامية في الدوريات المحلية.. لقد وصلنا إلى نوع من الهضبة. لا توجد مساحة في التقويم لإنشاء مسابقات جديدة ولعب المزيد من المباريات. أعتقد أيضًا أنه سيكون هناك عنصر ضغط هبوطي على القيمة السوقية للاعبين والرواتب، بسبب لوائح الاستدامة المالية الجديدة للاتحاد الأوروبي للعبة واللوائح المالية الجديدة القادمة في الدوري الإنجليزي الممتاز».
وأضاف: «لا أرى نموًا في الإيرادات من منظور إعلامي، ولا أتوقع أن ترتفع قيمة اللاعبين كما حدث في الأعوام الأربعة أو الخمسة الماضية ما لم يكن هناك عامل مزعزع في السوق، مثل ما فعل الدوري السعودي الصيف الماضي، أو السوق الصينية قبل بضعة أعوام..لكن ربحية الأندية ستتحسن على الرغم من عدم نمو الإيرادات بشكل كبير، بسبب اللوائح التنظيمية. لذا بشكل عام، يمكن أن ترتفع قيمة الأندية بشكل أكبر».
وهنا يعتقد تشيلسي أن نجاحه في خفض فاتورة الأجور بشكل كبير، والتي تضخمت إلى 404 ملايين في حسابات النادي لموسم 2022ـ23، سيساعده في ذلك. كما أن كلاً من «كليرليك» وبوهلي متفائلان أيضًا بالمواهب التي جمعها المديرون الرياضيون المشاركون لورانس ستيوارت وبول وينستانلي، والتي سيُكلف ماريسكا المعين حديثًا مهمة تعظيمها.
وتمتلك جميع الأندية الأخرى في قائمة أفضل 10 أندية في قائمة «فوتبول بنشمارك» ملاعب أكبر وأحدث من «ستامفورد بريدج»، مع عدم إحراز تقدم كبير في إعادة تطوير ملعب غرب لندن في أول عامين من الاستحواذ. كان النمو التجاري متواضعًا، ولم يتم تأمين أي راعٍ رئيس لقميص الفريق للموسم المقبل. يدخل فريق تشيلسي للسيدات حقبة جديدة مثيرة، ولكن غير مؤكدة تحت قيادة سونيا بومباستور بعد رحيل إيما هايز الصيف الجاري.
كما أن نتائج التزام هذه المجموعة المالكة الجريئة بربط المواهب الشابة المرغوبة بعقود طويلة للغاية لم تظهر نتائجها بالكامل بعد أعوام عدة، ويبقى أن نرى مدى نجاح تشيلسي في التخلص من اللاعبات اللاتي لا تنجح تعاقداتهن. ولكن من الناحية المالية البحتة، فإن استثمار «كليرليك» وبوهلي الكبير يسير في الاتجاه المطلوب.
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.