مع وصول كأس أمم أوروبا لكرة القدم إلى مرحلة خروج المغلوب، يجب على أي شخص يجرؤ على إلصاق كلمة «الحظ» بركلات الترجيح أن يتوجّه إلى أقرب مكتبة ويقرأ أحدث أبحاث النرويجي جير جورديت، الخبير العالمي، عن هذا الموضوع.
أمضى جورديت، الأكاديمي وباحث علم نفس كرة القدم، ما يقرب من عقدين من الزمن في ملاحظة هذه الركلات وتحليلها ومناقشتها، بما في ذلك أربع مباريات حُسِمت بالترجيحيات خلال نسخة «اليورو» السابقة، واستخلص هذه المعرفة في كتاب جديد بعنوان «الضغط.. دروس من علم نفس ركلات الترجيح».
وكانت أبحاث النرويجي مؤثرةً لدرجة أن لاعبين بدأوا التمهّل في التنفيذ بعد نشر النتائج الأوّلية التي توصَّل لها، ومفادها أن من ينفذون الترجيحيات فورًا بعد إطلاق صفارة الحكم أكثرُ عرضةً لإهدار الركلات من أولئك الذين يستغرقون وقتًا قبل التسديد. وهذه النتائج لا تشمل الجناح الإنجليزي ماركوس راشفورد، الغائب عن «اليورو الألماني».
وللانتهاء من كتابه الجديد، درس الخبير كل بيانات ركلات الترجيح في بطولات كأس العالم وكأس أمم أوروبا ودوري أبطال أوروبا من عام 1970 وحتى مونديال 2022.
ووصل عدد المباريات التي انتهت بركلات الترجيح، في تلك المناسبات، إلى 100، كما شَمِلت الدراسة مبارياتٍ في كرة القدم للسيدات.
بذلك، بدا جورديت رائدًا في جانبٍ من اللعبة مهمل منذ فترة طويلة بوصفه شيئًا لا يمكن دراسته، وهو أمر يدعو للسخرية من وجة نظره.
ويركّز أحد أبرز أقسام الكتاب على إهدار راشفورد ركلة ترجيح حين خسر منتخب بلاده من إيطاليا في نهائي «اليورو» السابق.
ولاحظ الخبير أن 11 ثانية فصلت بين صافرة الحكم ولحظة التسديد، وهي الفترة الأطول في منافسات الرجال على الإطلاق بين 718 ركلة خلال البطولات التي فُحِصَت بياناتها على مدى 50 عامًا.
وأبلغ جورديت «رويترز» قائلًا: «لا يسعني إلا أن أتكهن لماذا فعل راشفورد ذلك، لقد أوضحت في الكتاب أن اللاعبين الذين يقفون وينتظرون عادةً ما يفعلون شيئًا ما للحصول على السيطرة على حارس المرمى، وهو أمر مفيد عادةً، لكن ربما كانت حالة راشفورد إفراطًا في التفكير، بدا وكأنه كان يعيش حلمًا مزعجًا».
يذكر النرويجي أن اهتمامه بالحالات يتلاشى بمجرد تسديد اللاعب للكرة، لكنه يشبه الإسفنجة التي تمتص كل ما يحدث قبل ذلك في إشارة منه لتدوين كل ما يحدث قبل لحظة التسديد.
ويوضّح «أنت تتعامل مع وضعية الجسم ولغة الجسد وتعبيرات الوجه، لا أحب أن أرى اللاعبين يبتسمون، أتابع كيف يضع اللاعب الكرة، هل سيبتعد عن الحارس أم سيواجهه».
ويُقدّر جورديت حراس المرمى الذين يمارسون أفعالًا لتشتيت اللاعبين إلى أقصى درجة، في محاولة لزيادة احتمالية إهدار الركلة.
وكان الباحث مندهشًا حين شاهد ركلات الترجيح التي حسمت نهائي كأس العالم 2022 لصالح الأرجنتين أمام فرنسا، وزاد اندهاشه بشكل أكبر بسبب الطريقة التي استعد بها كلا المدربين لها.
وظَهَر أن الأرجنتيني ليونيل سكالوني كانت لديه خطة بعدما تحدث إلى لاعبيه مع إبقاء مساعديه في الخلفية.
على العكس، بدا الفرنسي ديدييه ديشامب، وهو ممن يعتقدون أن الترجيحيات لا يمكن التدرّب عليها، يخترع العجلة إذ دخل لاعبوه في مناقشات فردية.
وقال جورديت «أمام كلا المدربين دقيقتان سحريتان للتأثير على اللاعبين قبل أن يكونوا على وشك اتخاذ الخطوة الأكثر أهمية في مسيرتهم على الإطلاق».
وأبان «خلال كأس العالم في قطر، لاحظت أن جميع الفرق كانت رائعة قبل ركلات الترجيح حين يتعلق الأمر بتقديم المياه وتدليك اللاعبين وكل ما يحتاجونه للتعافي بدنيًا، لكن عندما يتعلق الأمر بتقديم أنواع الدعم النفسي التي وصفتها في الكتاب، فإن البعض لم يتفهم ذلك بعد».
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.