تفاعلت المنصات مع إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) تنفيذ عملية عسكرية “نوعية” في مدينة إيلات جنوب إسرائيل بعدة صواريخ باليستية، ردًّا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدينة الحديدة غربي اليمن.
وقال جيش الاحتلال إنه اعترض صاروخًا أرض – أرض أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، وأُسقِط قبل أن يدخل أجواءها، ونشرت القناة 12 الإسرائيلية فيديو للحظة إطلاق صاروخ دفاع جوي لصد الصاروخ الذي أطلقته جماعة أنصار الله.
وجاء هذا الصاروخ الحوثي ردًا على غارات إسرائيلية استهدفت مدينة الحديدة الساحلية، ونُفِّذت بواسطة 20 طائرة حربية من طراز إف-15 وإف-35، انطلقت جميعها من صحراء النقب، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن المسافة الإجمالية التي قطعتها هذه الطائرات ذهابًا وإيابًا بلغت 3400 كلم، ورافقتها طائرة من طراز “رام بوينغ 707” لتزويدها بالوقود.
وأشارت تقارير إلى أن المقاتلات أسقطت 10 أطنان من المتفجرات على 12 هدفًا، أهمها خزانات النفط في ميناء الحديدة، ومكاتب تابعة لشركة النفط اليمنية، والمحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء في الحديدة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة أنصار الله أن الهجوم تسبب في مقتل 3 أشخاص، وإصابة 87 آخرين، معظمهم إصاباتهم شديدة.
استعرضت حلقة 21-7-2024 من برنامج “شبكات” أبرز تعليقات النشطاء، والتي أشار بعضها إلى أن العملية تعكس حرص الاحتلال على استعادة أسطورة “الردع” التي تهاوت منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
بث الرعب
وبحسب المغرد محمد حامد، فإن العملية تهدف إلى بث رسائل محددة، وأن “الاحتلال الإسرائيلي يحاول بقصفه اليمن، وبالتحديد المنشآت النفطية، استعادة الردع وبث الرعب في كل من يحاول أن يقصف الاحتلال أو أن يكون له ندًّا بالمنطقة”.
واتفق الناشط سعيد زياد مع حامد في بعض رأيه وغرد أن “استهداف الحديدة بهذا الشكل الوحشي يدلل على عمق الجرح الذي سببته مسيّرة تل أبيب في وجه إسرائيل، وعلى استماتة إسرائيل لاستعادة الردع المتمزق منذ يوم الطوفان”.
ومن ناحيته، أكد الناشط هاني الدالي على انتهاء حقبة التسامح مع العدوان الأميركي والإسرائيلي، وقال “إن زمن عدم الرد على الاعتداءات الأميركية والإسرائيلية ولَّى، وقوة الردع الإسرائيلية سقطت منذ 7 أكتوبر وإلى الأبد، والدليل على ذلك الضربات التي تحدث من الساحات كافة لأهداف إسرائيلية”.
وأوضح المغرد صلاح قعشة أن الجماعة تتبع خطة معينة في الرد وكتب “إستراتيجية السقف الأعلى هي الإستراتيجية التي تتبعها أنصار الله في هذه الحرب، وهو ما جعل لتدخلها ثقلا كبيرا على الكيان، وهو ما سيجعل ردها على قصف اليوم ذا وطء ثقيل”.
بينما يرى الناشط رياض الدبعي أن جماعة أنصار الله مستعدة لدفع أي ثمن في سبيل تحسين سمعتها وقال “هذه الجماعة تتفنن في جلب الخراب والدمار والمعاناة، ولا تتردد في تحويل مدننا إلى رماد من أجل تلميع صورتها”.
حرب طويلة
وفي كلمة مسجلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال “لدي رسالة لأعداء إسرائيل، لا تخطئوا بشأننا، سنحمي أنفسنا بكل الطرق وعلى كل الجبهات، ومن يلحق بنا الأذى سيدفع ثمنًا باهظًا لعدوانه”.
وأضاف “أن الميناء الذي هاجمناه ليس ميناءً بريئًا، فقد استخدم لأغراض عسكرية، وكان يستخدم مدخلًا للأسلحة الفتاكة التي تزود بها إيران الحوثيين”.
ومن جهتها، كذبت جماعة أنصار الله كلام نتنياهو، وقالت “إن جميع الأهداف التي قصفتها المقاتلات الإسرائيلية هي منشآت مدنية، وإن الجماعة تعد العدة لحرب طويلة مع هذا العدو حتى وقف عدوانه”.
يبدو أن التصعيد العسكري بين الحوثيين وإسرائيل قد فتح بابًا جديدًا للصراع في المنطقة، مع تباين الآراء حول دوافع وتداعيات هذا التطور، وفي ظل التهديدات المتبادلة، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الطرفين على تحمل تبعات هذا التصعيد وتأثيره على المشهد الإقليمي ككل.
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.