المحامي الفرنسي جيل دوفير مهندس مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت

جيل دوفير محام ومحاضر وباحث أكاديمي وكاتب فرنسي ولد عام 1956. حصل على درجة الدكتوراه في القانون، وعمل أستاذا محاضرا في جامعة “ليون 3″، وأشرف على كثير من الأبحاث الأكاديمية في المجال القانوني، وقدّم دراسات حول التحديات التي تواجه المسلمين في فرنسا والعالم.

عُرف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، وخاض معركة قضائية للاعتراف بفلسطين دولة ذات سيادة منذ عام 2009، وقدّم شكاوى عدة ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، أبرزها عام 2023 بتهمة ارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة.

وأسس دوفير لجنة المحامين الدولية التي ساهمت في دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

المولد والدراسة

ولد جيل دوفير في سبتمبر/أيلول 1956 في فرنسا.

حصل دوفير على درجة الدكتوراة في القانون، وسُجِّل محاميا في نقابة المحامين بمدينة ليون عام 1985.

وأهّلته خبرته في العمل ممرضا لفترة زمنية للحصول على شهادة عام 2007 من جامعة “ليون 3″، مما مكنه من الإشراف على البحوث في مجال “القانون الطبي”.

التجربة العملية

بدأ دوفير حياته المهنية ممرضا قبل أن يقرر التحول إلى مجال القانون. وبعد إنهائه دراسته العليا عمل أستاذا محاضرا في جامعة “ليون 3″، وأشرف على كثير من الأبحاث الأكاديمية فيها.

شغل منصب رئيس تحرير مجلة “القانون: الأخلاقيات والرعاية”، وكتب عددا من المؤلفات القانونية، ونشط في 3 مجالات رئيسية هي القطاع الصحي والاجتماعي، والدفاع عن الحريات، والقضايا المتعلقة بالقانون الدولي، لا سيما المتعلقة بفلسطين.

وعمل دوفير أيضا محاميا لمنظمة تسعى لحماية حقوق المسلمين ومكافحة التمييز العنصري ضدهم وضد الإسلاموفوبيا، وقدّم استشارات قانونية ومثّل منظمات إسلامية، منها “المسجد الكبير في ليون” بعد أن صنفته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) “موقعا مفترضا لتجنيد منظمات إرهابية”.

دفاعه عن القضية الفلسطينية

عُرف عن دوفير دفاعه عن القضية الفلسطينية لسنوات، فمنذ عام 2009 خاض معركة قضائية للاعتراف بدولة فلسطين في الهيئات القضائية الدولية.

وأثمرت جهوده حين أقرت المحكمة الجنائية الدولية، في فبراير/شباط 2021، أن فلسطين دولة ذات سيادة كاملة تمتلك صلاحية قانونية على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وكان دوفير المتحدث باسم مجموعة تضم 350 منظمة غير حكومية و40 محاميا تولوا مسؤولية التعامل مع طلب العدالة المقدم بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة بين عامي 2008 و2009.

كما كلفته السلطة الفلسطينية بتقديم شكوى نيابة عنها لدى الجنائية الدولية في يناير/كانون الثاني 2009.

وفي يوليو/تموز 2014، قدّم دوفير شكوى ضد إسرائيل بعد عدوانها على قطاع غزة، وأدى ذلك إلى تحرك إعلامي كبير ضغط على محكمة العدل الدولية، ونتج عنه انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي.

وعقب هجوم طوفان الأقصى الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، قدم دوفير مع 300 محام، شكوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بتهمة ارتكابها إبادة جماعية في غزة.

وصرح دوفير بأن “غياب الماء والغذاء والرعاية الطبية والكهرباء، والنقل القسري للسكان تحت تهديد السلاح، مصحوبا بخطاب نزع الإنسانية، يمثل التعريف الدقيق للإبادة الجماعية”.

وأوضح دوفير أن فريق المحامين طلب من الجنائية الدولية تركيز جهودها على الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا أنه إذا لم تتحرك المحكمة فستفقد مصداقيتها بشكل نهائي.

وأسس دوفير لاحقا “لجنة المحامين الدولية” وضمت 800 محام وخبير قانوني، وساهمت في اتخاذ إجراءات قانونية أمام الجنائية الدولية، واستطاعت إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

المؤلفات

على مدار مسيرته المهنية، التي امتدت لأكثر من 3 عقود، كتب نحو 260 مقالا متخصصا في القانون الطبي، ونشر في مجلات علمية، وألّف مجموعة من الكتب منها:

• “قانون التمريض” عام 1995.
• “المسؤولية الطبية والحق في الرعاية الطبية” عام 1999.
• “مسؤولية الممرض” عام 2000.
• “القانون والدين الإسلامي” عام 2005.
• “القانون والإسلام في فرنسا” عام 2005.
• “شريعة فيشي” عام 2008.
• “رسالة من محام إلى صديقة ممرضة” عام 2013.
• “القدس الشرقية تحت حماية القانون الدولي” عام 2022.

وفاته

توفي جيل دوفير في منزله بليون عن عمر ناهز 68 عاما، بعد معاناة مع مرض السرطان.

وقبيل وفاته بأيام، عقب صدور مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت، قال لابنه: “الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح”.