الكتابة بالأحرف اللاتينية موروث استعماري متجذر لدى الفيتناميين
عاجل الآن

الكتابة بالأحرف اللاتينية موروث استعماري متجذر لدى الفيتناميين

اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:

نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “الكتابة بالأحرف اللاتينية موروث استعماري متجذر لدى الفيتناميين”

يتعلم المشاركون في دروس الخط في هانوي قواعد هذا الفن الصيني المنشأ، ولكن بدلا من الأحرف الصينية، يستخدم هؤلاء الأبجدية اللاتينية الموروثة من الاستعمار الفرنسي، مع لمسة فيتنامية خاصة.

وتقول هوانغ تي تان هوين وهي تخطّ الكلمات بفرشاة على ورقتها، ومثلها 6 أشخاص بالغين “عندما أنكبّ على الخط، أشعر بأنني أتحدث مع نفسي”.

وتضيف الشابة البالغة (35 عاما) “إنها طريقة بالنسبة لي للاسترخاء بعد العمل”.

وتتداخل في هوايتها تقاليد الخط الكونفوشيوسية والتأثيرات الغربية التي أحدثت تحوّلا في فيتنام خلال القرون الثلاثة الأخيرة، أحيانا بالقوة.

وتجتمع في الكتابة الفيتنامية بالأحرف اللاتينية المعروفة بـ”كووك نغو” (Quoc NGU) تأثيرات المبشّرين المسيحيين الأول، والاستعمار الفرنسي وتولّي الحزب الشيوعي السلطة.

الحروف والعلامات المميزة للخط الفيتنامي الحديث الفريد (الفرنسية)

ويعكس اعتماد هذه الكتابة مرونة فيتنام التي تنتهج على المستوى الدبلوماسي سياسة متميزة، وتحرص في الوقت نفسه على أن تكون قريبة من الصين والقوى الغربية.

فبعد شهر من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، يستقبل المسؤولون الفيتناميون اعتبارا من الأحد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تجسيد جديد لسياسة “الخيزران” التي يتبنونها.

ويُتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي الاثنين “معبد الأدب” الذي يُعدّ رمزا لهانوي، وكُتبت الشروح للسياح على جدرانه ولافتاته بالأحرف الصينية وبالفيتنامية اللاتينية.

This photo taken on May 15, 2025 shows calligrapher Nguyen Thanh Tung (C) teaching calligraphy to students at his home in Hanoi. At a calligraphy class in Hanoi, Hoang Thi Thanh Huyen slides her brush across the page to form the letters and tonal marks of Vietnam's unique modern script, in part a legacy of French colonial rule. (Photo by Nhac NGUYEN / AFP) / TO GO WITH VIETNAM-FRANCE-ALPHABET-DIPLOMACY-MACRON, FOCUS
الخطاط نغوين ثانه تونغ (وسط الصورة) وهو يُدرّس الخط الفيتنامي لطلابه في منزله بهانوي (الفرنسية)

وساهم الاستعمار في تعميم “كووك نغو” التي كان الكهنة الكاثوليك وراء ابتكارها قبل قرنين. فعندما نشر الكاهن اليسوعي المولود في مدينة أفينيون الفرنسية ألكسندر دو رود تحت اسمه أول قاموس برتغالي-فيتنامي-لاتيني عام 1651، كان الهدف منه أن يستخدمه المبشّرون الساعون إلى نشر دينهم في ما كان يسمى آنذاك “داي فييت”.

أبجدية الاستعمار

وتشرح طالبة الدكتوراه في جامعة بيركلي بكاليفورنيا خان مينه بوي، المتخصصة في تاريخ فيتنام في القرنين الـ19 والـ20 في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الفرنسيين نشروا الأبجدية اللاتينية لتدريب الموظفين المدنيين الذين كانوا يساعدونهم في حكم الهند الصينية.

وتضيف أن الهدف أيضا كان “قطع الصلة مع حضارة أقدم أثرت بشكل كبير على النخب”، هي الحضارة الصينية.

This photo taken on May 15, 2025 shows Hoang Thi Thanh Huyen learning calligraphy at the home of calligrapher Nguyen Thanh Tung in Hanoi. At a calligraphy class in Hanoi, Hoang Thi Thanh Huyen slides her brush across the page to form the letters and tonal marks of Vietnam's unique modern script, in part a legacy of French colonial rule. (Photo by Nhac NGUYEN / AFP) / TO GO WITH VIETNAM-FRANCE-ALPHABET-DIPLOMACY-MACRON, FOCUS
تمرر هوانغ ثي ثانه هوين ريشتها على الصفحة لتشكل الحروف والعلامات المميزة للخط الفيتنامي الحديث الفريد، والذي يعود جزئيًا إلى إرث الاستعمار الفرنسي (الفرنسية)

وتم التخلي تدريجا عن الرموز التعبيرية التي كانت مستخدمة منذ قرون. وكانت لغة “كووك نغو” الأسهل للتعلّم وراء زيادة في عدد الصحف والإصدارات، وانتشار واسع لها، بحيث باتت تصل إلى جمهور أكبر بكثير من ذي قبل، مما ساعد في نشر الخطاب المناهض للاستعمار الذي مهّد لوصول الشيوعيين إلى السلطة، على الرغم من الرقابة.

وتشير خان مينه بوي إلى أن “كووك نغو” فتحت الطريق أمام “تعليم جديد وطريقة جديدة في التفكير”.

وتضيف أنه عندما أعلن مؤسس الحزب الشيوعي هو شي منه الاستقلال عام 1945، “لم تكن واردة” العودة إلى الوراء.

اليوم، يستطيع السائح الغربي التائه في أزقة هانوي قراءة أسماء الشوارع، ولكن من دون أن يتمكن من نطقها بشكل صحيح، بسبب العلامات الإملائية التي تساعد في نسخ النغمات الست للغة الفيتنامية، وهي غامضة جدا بالنسبة لغير المطلعين.

ويلاحظ مدرّس الخط نغوين تانه تونغ (38 عاما) أن عددا متزايدا من الفيتناميين مهتمون بالثقافة التقليدية، بما في ذلك “كووك نغو”.

ويقول إنها “في دمنا، وهي جين يسري داخل جميع أفراد الشعب الفيتنامي”.

This photo taken on May 15, 2025 shows students learning calligraphy at the home of calligrapher Nguyen Thanh Tung in Hanoi. At a calligraphy class in Hanoi, Hoang Thi Thanh Huyen slides her brush across the page to form the letters and tonal marks of Vietnam's unique modern script, in part a legacy of French colonial rule. (Photo by Nhac NGUYEN / AFP) / TO GO WITH VIETNAM-FRANCE-ALPHABET-DIPLOMACY-MACRON, FOCUS
طلاب يتعلمون فن الخط الفيتنامي في منزل الخطاط نغوين ثانه تونغ في هانوي (الفرنسية)

ويشرح الخبير أن خط “كووك نغو” يوفّر حرية فنية أكبر “من حيث اللون والشكل والفكرة” من تلك التي تتيحها الحروف الصينية الخاضعة لقواعد قديمة.

ويشدد تونغ على أن “الثقافة ليست ملكا لبلد ما، بل هي تبادل بين المناطق”. ويضيف أن “اللغتين الإنجليزية والفرنسية تستخدمان كلمات من لغات أخرى، والفيتناميون يفعلون ذلك أيضا”.


الجدير بالذكر أن خبر “الكتابة بالأحرف اللاتينية موروث استعماري متجذر لدى الفيتناميين” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم

اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading