العلم سبب الازدهار والتطور.. ماذا قال مشرفة فى “العلم والحياة”؟

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
على مصطفى مشرفة من أهم وأبرز علماء جيله، إذ ألقى الضوء على شتى مناحى الحياة، من علوم، وأدب، وفنٍّ، وسياسة، ولغة، بل إنه حرص على إقامة صالون ثقافي شهريّ، يضمُّ فيه نخبة من أصحاب المقام الرفيع، فيتناقشون فى قضايا مجتمعية، ويتعرفون إلى آخر تطورات العالم.
وبالنظر في مسيرة حياته، ستعلم أنه كان يرى أنَّ العلم أساس كل شيء، فمثلاً كان يرى أنَّ مياه النيل يُمكن استغلالها بشكل صحيح، بدلاً من ضياعها بسبب الفيضانات، وسعى بكل طاقته لإنشاء لجنة لمناقشة طبيعة النيل، وطرق استغلال مياهه الناتجة عن الفيضانات، وتطوير سد أسوان، كما كتب فى المجلات العلمية العالمية، حرص على الكتابة فى المجلات الثقافية المحلية، ليشرح للمواطن البسيط أهمية العلم وتأثيره على حياته، وكما ألَّف الكتب التي تتناول علم الفيزياء بشكل مُفصَّل، فقد حرص على تأليف الكتب التي تُبَسِّط العلم، وتُيَسِّره على البسطاء، وفي هذا التقرير، سنُحَلِّل أبرز تلك الكتب.
العلم والحياة
يتعرض كتاب العلم والحياة في مجمله لأهمية العلم في شتى المجالات، فالسياسة لا تصلح إلا بالعلم، والصناعة لن تستمر إلا بالعلم، وهكذا الزراعة، والاقتصاد، والفنون، والتعامل مع الشباب، إلى غير ذلك من المجالات، وقد صدر الكتاب فى العقد الرابع من القرن الـ20، ثم أعادت مكتبة الأسرة إصداره فى أوائل القرن الـ21، والكتاب يخلو من المصطلحات المعقدة، والألفاظ العلمية الصعبة، فالمؤلف يستعرض رسائله -كما يصفها فى كتابه- وأفكاره بأسلوب بسيط وسهل، فيعرض المفهوم العلمى البسيط للسياسة، وألفاظها القديمة، وتطورها على مرِّ العصور، وأنَّ السياسة علم يستحق الدراسة والبحث، وهو لا ينتقد جملة الإمام محمد عبده التى تقول: “أعوذ بالله من السياسة”، وإنما يشرحها ويُفَصِّلها بأسلوب شيِّق، يُوَضِّح سبب استعاذته من السياسة، فكيف يستعيذ الإمام من السياسة، وهو أحد رُوّادها وصاحب بصمة فيها؟، ثم يتطرق إلى رأي أرسطو، وسقراط، وأفلاطون في السياسة.
ثم يتطرق إلى الحديث عن الصناعة، والثورة الصناعية في أوروبا، والتي تأثرت بها مصر في القرن الـ19، حيث أنشأ محمد علي باشا مصانع الغزل والنسيج، ومعامل البارود، ومصانع المدافع والمعدات الحربية، والحديد والصلب، والملابس الجاهزة، ثم اضمحلال الصناعة في مصر، ثم ازدهارها في القرن الـ20، ثم دعا رجال الصناعة في مصر إلى إنشاء معامل للبحث العلمي كما في مصانع أوروبا، للحفاظ على تطور الصناعة المصرية، كما دعا الحكومة لإنشاء وزارة للبحث العلمى، كما رفض فكرة فرض الضرائب والحواجز الجمركية على الصناعات، لأنها لن تُساهم في تطوير جودة المنتج المصري، كما يعرض نتيجة التطوير العلمي في الصناعات في أوروبا بالأرقام.
ثم انتقل بنا إلى إدارة المال، وأسباب خسارة الأثرياء لثرواتهم، وأنَّ أصحاب الأراضي يديرون أراضيهم بطريقة سيئة، تؤدي في النهاية إلى رهنها للبنوك والمرابين، وأنَّ الثريّ المتعلم يمكنه زراعة أرضه والتعامل مع مزارعيه بطريقة، تحافظ على ثروته وتنميها، وأنَّ العلم سيساعد صاحب المال على إدارة شؤونه بشكل يزيد من ربحه.
ثم ينتقل بنا إلى العلم في الوطن العربي، وأنَّ الحضارة العربية ازدهرت بسبب اهتمام الخلفاء والأمراء بالعلم، وتقريب العلماء إليهم، مِمّا أدى إلى ازدهار البلاد، حتى الإفرنج حذوا حذونا في تلك النقطة، فصارت بلادهم مزدهرة، ويُكرِّر نداءه للحكومات العربية بالاهتمام بالعلم، ويُطالب العلماء العرب بإقامة المؤتمرات العلمية، ليتمكّنوا من خدمة أبناء الشرق الأوسط.