الشعر الشعبي العربي كتاب جديد لـ خالد أبو الليل.. تعرف على موضوعه
أدب وثقافة

الشعر الشعبي العربي كتاب جديد لـ خالد أبو الليل.. تعرف على موضوعه

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


صدر حديثا كتاب “الشعر الشعبي العربي: الأوليات، المفهوم، الخصائص، الأشكال” لـ الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، عن معهد الشارقة للتراث، دولة الإمارات العربية المتحدة، عام 2025.


ويسعى الكتاب، حسبما ذكر الدكتور خالد أبو الليل، إلى تحقيق عدة أهداف، منطلقا من محاولة تحقيق هدف رئيس، يتمثل في محاولة صياغة تعريف جامع مانع للشعر الشعبي العربي غير أن ثمة مشكلات لم تجعل من تحقيق هذا الهدف أمرا سهلا، كان على رأسها صعوبة التوصل إلى الخصوصيات المميزة للشعر الشعبي العربي عن غيره من الأنواع الأدبية الشعبية الأخرى، والتي حصرها البعض في خصوصية اللغة وخصوصية الإيقاع، وهو ما تم دحضه علميا. ولكي يتحقق هذا الهدف الرئيس كان لزاما على الدراسة أن تتوقف عند عدد من العناصر، مثل كل منها هدفا في ذاته. أحد هذه العناصر/ الأهداف يتمثل في استعراض التعريفات السابقة، للبناء عليها، من خلال التعرف على مواطن القصور فيها، والتي تمثل أحد أهم مواطن قصورها في أن هذه التعريفات لم تبرز خصوصية الشعر الشعبي بوصفه نوعا أدبيا شعبيا، له ملامحه الفنية، التي تبرز خصوصيته الفنية عن غيره من الأنواع الأدبية الشعبية الأخرى. هذا بالإضافة إلى أن بعضًا من هذه التعريفات يتسم بالعمومية، أو الكلام الإنشائي أو ربط الشعر الشعبي بالمعنى الرومانسي للشعر، مبتعدة عن كل ما من شأنه أن يوصلنا إلى تعريف محدد وواضح له. من بين العناصر/ الأهداف- كذلك- سعيا نحو الوصول إلى هذا التعريف المرضي، هو التعرف على الأشكال المختلفة للشعر الشعبي العربي، وتعدد البيئات العربية المنتجة له، وكذلك مجهولية أولية هذا الشعر، والتداخل بين ما يمكن الاصطلاح عليه “الشعر الشعبي”، و”الشعر الرسمي”. ولقد تحققت محاولة التتبع لهذه الأشكال الشعرية الشعبية- على نحو كبير، وليس كليا- من خلال استعراض سريع لبعض هذه الأشكال، وهو ما ساهم- بدرجة كبيرة- في الوصول إلى اقتراح تعريف للشعر الشعبي العربي، حاولت فيه تجاوز عيوب التعريفات السابقة، مع محاولة وضعها موضع المساءلة النقدية. وهو مقترح يعتبره المؤلف نقطة انطلاق لفتح حوارات حوله، وحول بعض القضايا المطروحة في هذا الكتاب. نقطة انطلاق للحوار، وليس نقطة نهاية.


وأضاف الدكتور خالد أبو الليل أنه من بين العناصر الأهداف المهمة، التي لزم الوقوف عندها، محاولة التعرف على طبيعة العلاقة بين الشعر الشعبي العربي والشعر العربي القديم، الذي يبدأ بالعصر الجاهلي، ولكي نصل إلى نتيجة في هذا الشأن، استدعى الأمر التوقف عند عنصرين/ هدفين آخرين، أولهما: التعرف على الملامح الشعبية في الشعر العربي القديم، والتي تمثلت- بشكل مبدئي- في ثلاثة ملامح، هي: الإيقاع الشعبي، والغنائية، والارتجال أو العفوية أو التلقائية. وثانيهما: البحث عن أولية الشعر الشعبي العربي، أو محاولة الإجابة عن سؤال مهم: هل الشعر العربي القديم، يمثل اصلا، تفرع عنه الشعر الشعبي العربي؟ أو بعبارة بعض الباحثين، أن الشعر الشعبي العربي يعتبر سليل الشعر العربي القديم. أم أن الشعر الشعبي العربي لم يظهر على الساحة الأدبية العربية إلا في قرون متأخرة بعد ظهور الإسلام؟ أم أن أولية الشعر العربي كانت شعبية؟ وهذا ما يخلص إليه المؤلف من أن الشعر الشعبي العربي، المتمثل تحديدا في الشعر النبطي أو البدوي أو الحميني، إلى جانب حداء الإبل والهجيني، باعتبارها أصولا أولية للشعر الشعبي العربي، عرفها أدبنا العربي منذ ما يزيد عن عشرة قرون قبل ظهور الإسلام تقريبا. وقد انتهت الدراسة إلى اعتبار الشعر الشعبي العربي أصلا للشعر العربي القديم، انطلاقا من المصادر الشعبية المتعددة التي تركت كبير الأثر في نشأة الشعر العربي، وهو ما اختتمت به دراستنا الراهنة بحثها بالتوقف عند الملامح الشعبية في شعرنا العربي القديم.


وأضاف خالد أبو الليل أنه نظرا إلى أن هذا الكتاب يعد بمثابة جزء أول، نتمنى استكمال أجزائه مستقبلا، لذا فقد خصصنا الباب الثاني للتوقف عند أحد أشكال الشعر الشعبي العربي، المتمثل في الشعر البدوي/ النبطي/ الحميني/ الهلالي/ الحوراني/ الحساني/ الملحون، إلى غير ذلك من تلك المصطلحات المحلية، التي تختلف من بيئة عربية إلى بيئة أخرى، والتي يتم إطلاقها على هذا النوع الشعري، الذي تعرفه كل البيئات العربية شكلا ومضمومنا وفنيا ولغة، وإن اختلف المصطلح المحلي الذي يطلق عليه. ولذلك خصصنا ملحقا في نهاية الكتاب لاستعراض نماذج شعرية شعبية تمثل هذا النوع الشعري، في تجلياته العربية، سواء الاصطلاحية، أو من حيث المادة الشعرية.  كما اُختتم الكتاب بملحق، تم عرض فيه نماذج عديدة لأشكال الشعر البدوي/ النبطي في البيئات العربية المختلفة، منها ما هو تاثي، على نحو بعض النماذج التي أوردها ابن خلدون من الشعر الهلالي، إلى جانب النصوص الشعبية المعاصرة، كما في مصر بمناطقها الثقافية المختلفة، وفي منطقة الخليج العربي، كالإمارات والسعودية والكويت، وفي تونس وليبيا والمغرب والجزائر، والعراق.  ونأمل أن نستكمل- قريبا إن شاء الله- بقية أحزاء هذا الكتاب، من خلال استكمال استعراض بقية أشكال الشعر الشعبي في العالم العربي.


 



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading