السويد.. تاريخ حافل بقصص الإمبراطوريات الحديثة

خنساء الزبير

تشكل السويد، بفضل تاريخها الغني ومناظرها الطبيعية المتنوعة، حلماً لكثير من المسافرين وأرضاً خصبة لمحبي التصوير.. إنه تاريخ مذهل بدءاً من الفايكنج وحتى قصص الإمبراطوريات الحديثة.

ومن يخططون لوجهة سياحية، تتيح إمكانية المشي وقضاء الكثير من الوقت في الأماكن المفتوحة، فإن البلاد تتمتع بهواء وماء نقيين بدرجة عالية، وتمتد فيها الغابات البكر والبحيرات الرائعة في مساحات شاسعة، ناهيك عن الأرخبيلات الشاسعة على طول سواحلها. كما تتميز بشبكات الطرق ووسائل النقل العام الممتازة، التي تساعد على التنقل بين المعالم السياحية الأكثر شهرة في البلاد.

غاملا ستان

بلدة ستوكهولم القديمة، والمعروفة باسم غاملا ستان، هي منطقة صغيرة بدأت منها المدينة، منتصف القرن الثالث عشر، ولا يزال جزء كبير من المنطقة قائماً. وعلى الرغم من أنها وفق الطراز الاسكندنافي المعروف، إلا أنه يتم صقلها حديثاً ودهنها بانتظام.

ويكمن سحرها في الهندسة المعمارية، على طول ممراتها الضيقة والشوارع المرصوفة بالحجارة حول ساحاتها، وخاصة الساحة الرئيسية، ستورتورجيت، المحاطة بمنازل التجار القديمة.

وفي هذا الحي، وإلى جانب الكثير من المحال التجارية والمطاعم والمقاهي، يوجد متحف نوبل ومتحف البريد وخزانة العملات المعدنية الملكية والعديد من الكنائس. وهو أيضاً منطقة جيدة للإقامة لوجود خيارات متعددة، تشمل الفنادق البوتيكية الفاخرة وبيوت الضيافة، وحتى النزل ذات الأسعار المعقولة.

قصر دروتنينغهولم

يعد قصر دروتنينغهولم، الواقع في جزيرة لوفو، أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو. ويتواجد على بعد حوالي 11 كيلومتراً، غرب وسط مدينة ستوكهولم (45 دقيقة بالعبارة)، ما يجعلها رحلة نهارية ممتازة من ستوكهولم.

ويعود تاريخ القصر إلى القرن السابع عشر، وهو الآن المقر الرسمي للعائلة المالكة السويدية.

وفي الحديقة ذات المدرجات الخلابة تتراص منحوتات برونزية من بوهيميا والدنمارك تمت إعادتها كتذكارات حرب. وهناك أيضاً الجناح الصيني، الذي يعود تاريخه إلى أواخر القرن الثامن عشر.

ولا يزال مسرح القصر، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، يستخدم لتقديم العروض خلال أشهر الصيف؛ وفي متحف المسرح تتوفر إمكانية مشاهدة أزياء المسرح ومناظر المسرح، كما تتوفر جولات مصحوبة بمرشدين باللغة الإنجليزية، ومجموعة متنوعة من البرامج .

قناة جوتا

غالباً ما توصف قناة جوتا، الممتدة من غوتنبرغ إلى ستوكهولم، بأنها أعظم إنجاز هندسي في السويد، ويعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر ويبلغ طولها 190 كيلومتراً، وهي الآن واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في البلاد وتمنح إمكانية مشاهدة مذهلة لقلب السويد.

ومن خلال ربطها ببحيرات فانيرن وفاترن وقناة ترولهاتي، فإنها تشكل جزءاً من رابط مائي على طول الطريق من ستوكهولم في الشمال الشرقي إلى غوتنبرغ في الجنوب الغربي.

وتمتد القناة، والتي تضم 47 جسراً، من سجوتورب عند بحيرة فانيرن إلى سوديرشوبينغ على بحر البلطيق؛ وهناك خيار بين سفن الرحلات البحرية للركاب أو استئجار قارب وتجربة القناة بطريقة خاصة.

كيرونا وفندق الجليد

تقع مدينة كيرونا في لابلاند، على نفس خط عرض وسط غرينلاند، وهي أقصى مدينة في شمال السويد، والمدينة الرئيسية لأكبر بلدية في البلاد والتي تقع على الحدود مع كل من النرويج وفنلندا. وتكون شمس منتصف الليل مرئية من منتصف مايو/ أيار إلى منتصف يوليو/ تموز.

وكانت المدينة في الأصل مستوطنة لمجموعة من الناس، وبدأت في التطور، عندما بدأ تعدين خام الحديد حوالي عام 1900. وبشكل لا يصدق، بسبب الهبوط الناجم عن التعدين، يتم نقل المدينة بأكملها ببطء إلى الشمال الغربي إلى سفح جبل لووسافارا.

ويقع أول فندق جليدي على الإطلاق في العالم في جوكاسيارفي، على بعد حوالي 17 كيلومتراً خارج المدينة. وكل عام تتم إعادة إنشاء الفندق بغرفه ومفروشاته المذهلة بتصميم جديد، تم بناؤه من الجليد في نهر تورن.

وفي فصل الصيف يعد مركزاً لركوب الزوارق في النهر والتجديف وصيد الأسماك.

وأعلى جبل في السويد، كيبنيكايس، يقع على بعد 90 كيلومتراً غرب كيرونا؛ وتتواجد حديقة أبيسكو الوطنية على بعد 95 كيلومتراً شمال غرب البلاد، حيث يمتد خط سكة حديد لابلاند غرباً إلى نارفيك على الساحل النرويجي.

متحف فاسا

يعد متحف فاسا (فاساموسيت) في ستوكهولم، المتحف الأكثر شعبية في السويد، حيث يجذب حوالي مليون زائر سنوياً، ويجد فيه السياح من جميع الجنسيات ما يروقهم، وتتوفر جولات إرشادية باللغة الإنجليزية وتوجيهات صوتية. وبحسب التاريخ، غرقت السفينة فاسا، فخر الأسطول الإمبراطوري السويدي، والمكونة من 64 مدفعاً، عام 1628، أثناء رحلتها الأولى، وظلت تحت المياه الجليدية لأكثر من ثلاثة قرون حتى تمت عملية إنقاذ طموحة للغاية، عام 1961؛ والآن يأتي الزوار من جميع أنحاء العالم لرؤية هذه الكبسولة الزمنية الرائعة.

وزيارة متحف فاسا، الذي يضم 10 معارض منفصلة و4 سفن متحفية، تتطلب يوماً كاملاً؛ ويتوفر متجر ومطعم بالمكان لمن يرغبون في قضاء اليوم هناك.

متحف فريدريكسدال

مدينة هيلسينجبورغ مليئة بالمواقع التاريخية؛ وأبرز معالمها برج ضخم من الطوب يسمى كارنان، تم بناؤه في الأصل في القرن الرابع عشر كبرج مراقبة لقلعة المدينة.

ويقف على رأس ساحة السوق (ستورتورجيت)، ويلوح في الأفق على ارتفاع 35 متراً، ويمكن للسياح النشطين تسلق درجاته البالغ عددها 190 درجة للحصول على مناظر خلابة للمدينة بالأسفل، بالإضافة إلى جسر أوريسند والدنمارك.

وبعد استكشاف المركز التاريخي للمدينة، يمكن التوجه إلى متحف فريدريكسدال المفتوح والحديقة النباتية، لإلقاء نظرة أصيلة على الحياة اليومية السويدية في القرون الماضية.

وبالإضافة إلى زيارة التاريخ الحي في مزرعة سكاين العاملة، يمكن للزوار القيام بجولة في قصر فريدريكسدال، وهو حديقة نباتية جميلة، وزيارة متحف جرافيسكا برينت ومتحف الموسيقى.