نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “التوغل الأوكراني يكشف كيف "يتجمد" بوتين في الأزمات”
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” في تحليل أن الاستجابة العسكرية “البطيئة” من جانب موسكو لاحتلال أوكرانيا المفاجئ أجزاء من منطقة كورسك الروسية، دليل على فشل الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يبدو أنه يتجمد عند حدوث الأزمات، وفقا للصحيفة.
تشير الصحيفة إلى أن الاختراق الأوكراني الكبير يسلط على نقاط ضعف النظام الاستبدادي الذي تدار فيه الأمور من أعلى إلى أسفل “والذي يقوم حد كبير على الخوف والعقاب”.
ويبدو أن معلومة الاختراق واحتلال أوكرانيا لـ28 قرية و1150 كيلومترا مربعا من الأراضي وصلت إلى بوتين متأخرة، إذ كذب رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف عندما أعلن في البداية أنه تم التصدي للهجوم وإفشاله.
وتقول الصحيفة “غالبا ما يتظاهر كبار المسؤولين لإخفاء إخفاقاتهم بدلا من المخاطرة بإغضاب الرئيس”.
والحقيقة أن الهجوم الأوكراني الذي بدأ في السادس من أغسطس الجاري لا يزال مستمرا.
والأحد، أعلنت كييف أنها دمرت جسرا استراتيجيا ثانيا في منطقة كورسك الروسية حيث تشن قواتها منذ 12 يوما هجوما غير مسبوق، فيما يؤكد الجيش الروسي مواصلة تقدّمه في الشرق الأوكراني باتجاه مدينة بوكروفسك.
Another key bridge destroyed in #Kursk Oblast, #Ukraine claims #StandWithUkraine #RussiaAggression #RussianCrimes #Dictatorship #Surveillance #Censorship #RussianWarCrimes #PutinsWar #Muscovy #Russia https://t.co/ut7pcOU3Qn
— Oden (@Gjallarhornet) August 18, 2024
ويعتبر هذا التوغل الأوكراني في كورسك الروسية هو الضربة الرابعة الكبرى لبوتين منذ بدء غزوه لأوكرانيا في فبراير 2022.
فقد فشل بوتين في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية في بداية الغزو كما كان يأمل، وقاد زعيم مرتزقة فاغنر يفجيني بريغوزين تمردا ضد القيادة العسكرية الروسية النظامية، وضرب المتطرفون قاعة حفلات موسيقية شهيرة في العاصمة موسكو.
وفي كل هذه المرات، كان بوتين ينتظر 24 ساعة على الأقل قبل أن يظهر علنا ويقدم أي تعليق.
وخلال اجتماع متلفز لمسؤولي الأمن الاثنين الماضي بعد ستة أيام من الهجوم الأوكراني، “بدا بوتن أكثر اضطرابا من المعتاد وهو يقرأ ملاحظات من دفتر ملاحظات سميك مكتوب بخط اليد باللون الأسود، كما قاطع بغضب حاكم كورسك بالإنابة أندريه سميرنوف عندما تجرأ على الكشف علنا عن حجم التوغل الأوكراني، وأن 28 قرية تم الاستيلاء عليها وما لا يقل عن ألفي روسي مفقود في الأراضي التي احتلتها أوكرانيا”.
أمر بوتين حينها المسؤولين بطرد القوات الأوكرانية، ثم عاد إلى اجتماعاته المعدة مسبقا واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأيام التي تلت ذلك، دون الإشارة علنا إلى الأزمة.
في يوم الجمعة، عقد بوتين اجتماعا عاديا مع مجلس الأمن التابع له “للحديث عن حلول تقنية جديدة” للحرب في أوكرانيا، قبل أن يصل إلى العاصمة الأذربيجانية باكو الأحد في زيارة دولة، وكأن كل شيء على ما يرام في الوطن.
واعتبر الخبير الأمني الروسي في معهد الخدمات المتحدة الملكي في لندن مارك جاليوتي أن بوتين ظهر في شكله الكلاسيكي “مختبئا من الأزمة”.
وقال جاليوتي: “بوتسن يتوقع من الآخرين القيام بكل العمل الشاق، وسيزعم أنه يستحق الفضل في أي شيء يسير على ما يرام، وعلى نحو مماثل، سيلوم الآخرين على أي شيء يسير على نحو سيئ”.
وبعد نحو أسبوع من تكليف بوتين للجيش بطرد القوات الأوكرانية، أصبح من الواضح أن الهجوم الذي نظر إليه الكرملين في البداية على أنه بمثابة إزعاج أو استفزاز قصير الأجل، من المرجح أن القوات الروسية ستستغرق أسابيع وربما شهورا لمعالجته.
في الأيام الأخيرة، أعلن الجيش الأوكراني تعزيز مواقعه في المنطقة الروسية محققا تقدما تدريجيا “وفق ما خططنا له بالضبط”، بحسب تعبير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي.
وقال زيلنسكي مساء الأحد إن أوكرانيا تريد “إنشاء منطقة عازلة على أراضي المعتدي”.
وفي منشور على منصة أكس الجمعة، قال ميخائيل خودوركوفسكي، وهو قطب أعمال روسي منفي وشخصية معارضة سجنها بوتين 10 سنوات، “لقد كشف هجوم كورسك في الأسبوعين الماضيين عن الطبيعة الحقيقية لنظام بوتين، نظام مبني على الأكاذيب واللامبالاة والحفاظ على الذات على حساب أرواح مواطنيه وسلامتهم”.
The Kursk offensive in the last two weeks exposed the Putin regime’s true nature: a system built on lies, indifference, and self-preservation at the expense of its citizens’ lives and safety.
— Mikhail Khodorkovsky (@khodorkovsky_en) August 16, 2024
من جهتها جدّدت موسكو الأحد التأكيد على “صد” هجمات أوكرانية بفضل تعزيزات أرسلت للمنطقة وتكبيد العدو خسائر فادحة.
وتشدّد السلطات الأوكرانية على أن الهدف من الهجوم ليس “احتلال” جزء من الأراضي الروسية، بل الضغط على الجيش الروسي ودفع موسكو للانخراط في مفاوضات “عادلة”، في وقت تحتل روسيا حوالي 20 بالمئة من أوكرانيا.
ودفعت المعارك عشرات آلاف الأشخاص إلى النزوح من مناطق على جانبي الحدود وأسفرت عن عشرة قتلى على الأقل، وفق السلطات الروسية.
وتتعرض أوكرانيا لضغوط متزايدة للتفاوض على صفقة قد تتنازل فيها عن الأرض مقابل السلام، بعد الهجوم المضاد الفاشل في الصيف الماضي، والشكوك حول تسليم الأسلحة الغربية في المستقبل، والمخاوف من أنه إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا، فسوف يفرض اتفاق سلام لصالح روسيا.
كان رد بوتين على أزمة كورسك استبعاد أي تسوية جديدة، وظهر في الاجتماع الاثنين الماضي لرفض احتمال إجراء محادثات سلام مع أوكرانيا.
لكن يبدو أن الروس المؤيدين للحرب في أوكرانيا تنخفض أعدادهم بنسبة كبيرة في الفترة الأخيرة.
ويشير استطلاع رأي أجراه مركز ليفادا، وهي وكالة استطلاع رأي مستقلة، في يوليو إلى أنه حتى مع إعلان وسائل الإعلام الروسية عن المكاسب الروسية في شرق أوكرانيا في ذلك الوقت، فإن 58 في المئة من الروس يؤيدون إنهاء الحرب، مقارنة بـ34٪ فقط يريدون الاستمرار في القتال.
انخفض عدد المؤيدين لمواصلة القتال بنسبة تسع نقاط مئوية بين يونيو ويوليو، من 43 إلى 34 في المئة، بحسب المركز.
وفي أمر نادر، أبدى بعض المعلقين المؤيدين للكرملين في وسائل الإعلام الحكومية في الأيام الأخيرة استياءهم من الدعاية التي يبثها المسؤولون التي تزعم تفوق روسيا على أوكرانيا، في ضوء التوغل المروع في كورسك.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.