العقل السليم فى الجسم السليم، هكذا تبدو العلاقة بين العقل والبطن، فهى علاقة تواجد وحياة ما بين التكامل والانصهار، وما بين النهوض والركود تشير الأسباب دائمًا الى تلك العلاقة، هكذا استخدمت حروب الأجيال المتقدمة الأدوات التى تتعامل مع احتياجات البطن والعقل فى حروبها ضد الدولة المصرية، تلك الحرب هى قديمة حديثة تتطور وتتبدل طبقا للمتغيرات التى تنبتها الاحداث المتلاحقة والمتنوعة، وبدايتها من زمن بداية التخطيط لوجود الكيان على الحدود المصرية، ذلك الكيان ليس وطن له حدود مغتصبه او إدارة سياسية داخل ذلك الحدود، بل ثمار تخطيط لقوة عظمى عالمية متعاقبة وإمبريالية غربية متوحشة، تهدف دائما للسيطرة والهيمنة والاستحواذ
تلك الأنظمة العالمية الحاكمة والمتعاقبة عبر التاريخ التى فى معظمها غربية، وكل المحاولات الأخرى من بعض القوى العظمى التى تريد منافسة ومناطحة تلك الأنظمة فى القديم والحديث تتصارع للتواجد بالنفوذ السياسى او القوة العسكرية فى مصر لما تمثله من درب ومسار جغرافى وسياسى وثقافى واقتصادى لكل قارات العالم، ففى القديم فشلت كل الغزوات العسكرية فى السيطرة على مصر وتغيير ديموغرافية هويتها وجغرافيتها، فجاء التاريخ الحديث محملًا بالكثير من السيناريوهات البديلة، والتى تهدف الى تجويع البطن وتجريف العقل لتصبح مصر ما بين جوع البطن وجنون العقل، هكذا بدأ المخطط منذ مجيء نظام حكم السادات الذى كان أداء اختراق لصلابة العقل المصرى المرتبط بعمق هويته التاريخية عن طريق ثقافة الايدلوجى ات الدخيلة التى ضربت خيوط تشابك ذلك العقل واستطاعت اختراقه، وجاء نظام مبارك ليتم استخدامه كأداء لتجويع البطن وتفريغ قوة جدارها.
فالعقل هنا يمثل الهوية الثقافية المتوارثة للوطن، والبطن يمثل الأمن الغذائى والمسمى بالاقتصاد الأعمى الذى لا يراه الخارج ولا يدرج فى ميزانيات الداخل والذى كان متمثلا فى الفلاح وارضه، ففى عام 1992 كانت الطامة الكبرى على الوطن ومستقبله والذى نجنى ثماره الآن وإلى أجيال قادمة ان لم تتم المعالجة فقد صدر قانون رقم 96 لسنة 1992 ونص على انتهاء عقود الايجار للمزارعين بنهاية عام 1997 ومن هنا كانت البداية الحقيقية لجر مصر نحو الانحدار والضعف عن طريق اضعاف عقلها وتجويع بطنها.
كان هناك حوالى 2 مليون فلاح بمتوسط عدد افراد اسر ما يقرب 10 ملايين مواطن تم تسليمهم كأدوات حارقة للبطن والعقل، فذلك الفلاح الذى كان يمتلك قطعة من الأرض يتواجد فى منزله فرن للعيش البلدى وحظيرة للمواشى والطيور وهذا هو الامن الغذائى للاقتصاد الأعمى الذى كان يغذى كل الوطن دون ان تتحمل الدولة أى شيء، ومن هنا جاء بداية احتياج مصر للدولار لشراء ما يلزم من امن غذائي، ومن ثم حرب الدولار الذى تم حصار مصر به فى الوقت الحالى، وبجانب ذلك اصبح هؤلاء المزارعون واسرهم فى استنفار وغضب ضد الدولة وهذا ما تلقفته جماعة الاخوان لترسيخ تواجدها فى القاع، وهذا هو الاختراق الحقيقى للعقل الممثل لهوية الوطن، والعلاج لا يخرج عن محورين الأول غلق أى منافذ ثقافية للإخوان والمتمثلة فى معظمها فى مناهج التعليم، ورجوع الفلاح الى الأرض عن طريق تقسيم الأراضى المستصلحة الى قطع وتوزيعها على الفلاحين مع توفير الخدمات اللازمة لهم.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.