اكتشاف مدينة من العصر البرونزي في واحة خيبر
العالم

اكتشاف مدينة من العصر البرونزي في واحة خيبر

اشراق 24 متابعات عالمية:
نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر “اكتشاف مدينة من العصر البرونزي في واحة خيبر

تقرير الجريدة السعودية

العلا أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا أن علماء الآثار اكتشفوا مدينة من العصر البرونزي في واحة خيبر، الواقعة شمال غرب المملكة، وهو اكتشاف نُشر في المجلة العلمية PLOS ONE.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مركز المؤتمرات بوكالة الأنباء السعودية بالرياض يوم السبت. وأبرز المؤتمر أهمية هذا الاكتشاف لمكانة المملكة في مجال الآثار، وغناها الثقافي.

ويعد هذا الاكتشاف دليلاً على التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي، ورغبتها في تبادل المعرفة والخبرات مع المجتمع الدولي، وتعزيز الوعي حول التراث الإنساني المشترك، بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030. كما يؤكد على الحاجة إلى تعزيز الشراكات الدولية لتقديم هذا التراث الغني للأجيال القادمة على مستوى العالم.

ويتضح الانتقال من الحياة الرعوية المتنقلة إلى الحياة الحضرية المستقرة في المنطقة خلال النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد من خلال الاكتشاف الذي تم في إطار مشروع خيبر لونغو دوريه الأثري بقيادة الدكتور غيوم شارلو. باحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والدكتورة منيرة المشوح مديرة المسح الأثري في الهيئة الملكية لمحافظة العلا. يتحدى هذا التغيير في النموذج الفكرة السابقة القائلة بأن المجتمع الرعوي والبدوية كان النموذج الاجتماعي والاقتصادي السائد في شمال غرب شبه الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي المبكر والوسطى.

يشير البحث إلى أن مناطق مثل خيبر كانت مراكز حضرية مهمة حافظت بشكل دائم على استقرار مجتمعاتها، خاصة مع ظهور الزراعة. كما أنها بمثابة مراكز التجارة والتبادل التجاري للمجتمعات البدوية. يؤثر ظهور هذا التصميم الحضري بشكل كبير على النموذج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.

في العصر البرونزي، كان شمال غرب شبه الجزيرة العربية موطنًا لعدد كبير من المجتمعات الرعوية البدوية، ولكن كان بالمنطقة أيضًا عدد من الواحات المسورة التي كانت متصلة ببعضها البعض وتقع حول مدن محصنة مثل تيماء. وتقدم المدينة المكتشفة، والتي تسمى النطح، دليلا على التقسيم الواضح، داخل الحصون والمدن، للمناطق السكنية والجنائزية. تبلغ مساحة الموقع 2.6 هكتار، وكان يسكنه 500 فرد بين 2400 و2000 قبل الميلاد حتى 1500 و1300 قبل الميلاد. وكانت واحة خيبر محاطة بسور حجري طوله 15 كيلومتراً لضمان حمايتها.

أجريت الدراسة من قبل الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع الوكالة الفرنسية لتنمية العلا (AFALULA) والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS). يدير قسم الآثار والمجموعات والحفظ التابع للهيئة أحد أكبر برامج البحوث الأثرية على مستوى العالم كجزء من مهمته لرفع مكانة العلا كوجهة تراثية ثقافية رائدة.

واحة خيبر، تقع على حافة حقل حرة خيبر البركاني، وتشكلت عند نقطة التقاء ثلاثة أودية في منطقة شديدة الجفاف. تم اكتشاف بقايا المدينة على الحافة الشمالية للواحة، مدفونة تحت طبقات من الصخور البازلتية منذ آلاف السنين. حدد فريق البحث الموقع الأثري في أكتوبر 2020، لكن التمييز بين هياكل المدينة وتخطيطها كان أمرًا صعبًا. وفي فبراير 2024، استخدم الفريق المسوحات الميدانية والأبحاث المتعمقة والتصوير عالي الدقة للكشف عن مزيد من التفاصيل عما يكمن تحته. ومن المتوقع أن توفر الحفريات المستقبلية فهمًا أوضح للموقع.

تقدم الدراسة نظرة أولية للحياة في منطقة النطاح، حيث عاش السكان في مساكن تقليدية متعددة الطوابق، وعادة ما يستخدمون الطابق الأرضي للتخزين والطوابق العليا للسكن. وكانت هناك ممرات ضيقة تمتد بين المساكن، وتؤدي إلى وسط المدينة. دفن السكان موتاهم في قبور وأبراج متدرجة، مما يدل على المكانة الاجتماعية العالية من خلال تضمين أشياء ثمينة مثل الفخار أو الأدوات المعدنية مثل الفؤوس والخناجر.

تميزت حياة المدينة بالحرفية الماهرة، حيث كان السكان يصنعون الفخار، ويتاجرون به، ويعملون بالمعادن، ويزينون ملابسهم بالخرز. يعكس نظامهم الغذائي، الذي يعتمد بشكل أساسي على لحم الضأن والضأن والحبوب، أسلوب حياة تعاوني، حيث يقوم المجتمع بتعزيز الجدران باستخدام الحجارة الجافة والطين.

وإلى جانب شارلو والموشوح، ساهم في هذا الاكتشاف المؤرخ صيفي الشيلالي، وهو من مواليد خيبر. وتضاف النتائج الجديدة إلى سلسلة من الدراسات التي بدأت في عام 2018، والتي تستكشف تاريخ العلا وخيبر القديمة، بما في ذلك الهياكل الحجرية الضخمة المعروفة باسم المستطيلات، والفخاخ الحجرية، والطرق الجنائزية الواسعة التي تربط المستوطنات والمراعي، والدوائر الحجرية المستخدمة كمساكن. تكشف هذه الدراسات مجتمعة أن مجتمعات العصر البرونزي في شمال غرب شبه الجزيرة العربية كانت أكثر تطورًا وترابطًا مع المنطقة الأوسع مما كان يُعتقد سابقًا.

وتشرف الهيئة الملكية لمحافظة العلا حاليًا على 10 مشاريع أثرية، يساهم فيها 100 عالم آثار ومتخصص يعملون في العلا وخيبر. ويعزز هذا الاكتشاف الجديد دور العلا والمملكة العربية السعودية كمركز عالمي للبحث الأثري والحوار الثقافي. وتم الإعلان عنه مباشرة بعد انعقاد ندوة العلا العالمية للآثار 2024، والتي جمعت علماء الآثار وخبراء التراث الثقافي من جميع أنحاء العالم.

وتحت عنوان “المضي قدمًا: الماضي والحاضر والمستقبل في علم الآثار وتراث المجتمعات المتنقلة”، أكدت الندوة على دور العلا المتنامي في مجتمع الآثار العالمي.


الجدير بالذكر أن الخبر تم نقله واقتباسه وترجمته من صحيفة “سعودي جازيت” اشترك في نشرتنا الإخبارية للاطلاع على الأخبار اليومية العاجلة

اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading