نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “إسرائيل توافق على خطة تطعيم ضد "شلل الأطفال" في غزة”
سلطت حرب غزة الضوء مجددا على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي لايزال العديد من الدول تنظر إليه باعتباره الطريق إلى السلام، رغم توقف عملية التفاوض منذ أكثر من 10 سنوات.
وبعد أكثر من 10 أشهر على حرب غزة، ترى العديد من الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، أنه لا توجد طريقة للحل سوى إقامة دولة فلسطينية، لكن هذه الحرب تسببت “في أكبر انتكاسة منذ عقود لفرص السلام” وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال استعرض آراء من الجانبين بشان فكرة حل الدولتين.
وكان حل الدولتين الأساس لعملية السلام التي تدعمها الولايات المتحدة، التي بدأت باتفاقيات أوسلو عام 1993، التي وقعها ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين، وفق رويترز.
وأكدت الاتفاقيات اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف وإنشاء السلطة الفلسطينية.
وكان الفلسطينيون يأملون أن تكون هذه خطوة نحو دولة مستقلة، والقدس الشرقية عاصمة لها.
لكن العملية السلام قوبلت بالعراقيل من كلا الجانبين.
من جانبها، نفذت حماس هجمات انتحارية أسفرت عن مقتل العشرات من الإسرائيليين. ويدعو ميثاق الحركة المصنفة إرهابية لعام 1988 إلى زوال إسرائيل، رغم أنها قالت في السنوات الأخيرة إنها ستقبل دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وفي عام 2000، جمع الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، في كامب ديفيد للتوصل إلى اتفاق، لكن الجهود باءت بالفشل.
وتصاعد الصراع مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في الفترة بين 2000-2005. وسعت الإدارات الأميركية إلى إحياء عملية السلام دون جدوى، وانهارت المحاولة الأخيرة في عام 2014.
وتقول وول سترت جورنال إن “الطريق إلى حل الصراع في الشرق الأوسط واضح (للجميع) باستثناء الإسرائيليين والفلسطينيين. لقد أدى العنف والاستيطان إلى تدمير الدعم الواسع لحل الدولتين”.
ورغم أن أغلب دول العالم اتفقت على أن حل الدولتين هو الأنسب للصراع، فإن “المشكلة هي أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يعودوا يؤمنوا بهذا الحل”، فقد أكد الهجوم الوحشي لحماس في السابع من أكتوبر الذي اسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، والرد الإسرائيلي المدمر، الذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل أن “كل طرف لا يبالي بحياة الطرف الآخر”.
ويقول خليل الشقاقي، مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: “في الوقت الحالي، لا يعتقد الإسرائيليون والفلسطينيون أن الجانب الآخر بشر. وهذا ليس من سمات العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية الدائمة، ولكن هذا هو الوضع الذي نحن فيه الآن”.
وتظهر استطلاعات أن دعم حل الدولتين كان يتضاءل منذ أكثر من عقد من الزمان.
وفي حين أظهرت استطلاعات الرأي من أواخر تسعينيات القرن العشرين، وحتى عام 2010، أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين والفلسطينيين تؤيد حل الدولتين، فقد كان هذا التأييد في تراجع منذ ذلك الحين.
والآن لا يؤمن سوى 32 في المئة من الفلسطينيين بهذ الحل، وفقا لاستطلاع أجراه “مركز بيو للأبحاث” في يونيو. وبالنسبة للإسرائيليين، يؤيد هذا الحل 19 في المئة فقط، وفقا لاستطلاع أجراه المركز ذاته في مايو، تراجعا من 32 في المئة، قبل وقت قصير من السابع من أكتوبر.
بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، أدى هجوم حماس إلى تعميق الخوف من وقوع الدولة الفلسطينية تحت سيطرة المتشددين، وتحولها إلى منصة للإرهاب.
وقال غادي تاوب، المؤرخ في الجامعة العبرية في القدس، المعلق السياسي: “لقد أظهر هذا الجيل من الفلسطينيين وجهه. نحن نعرف ما هي نواياهم، لأنهم احتفلوا بالسابع من أكتوبر”.
ونشأ تاوب لعائلة من نشطاء السلام، ودعم بقوة اتفاقيات أوسلو في التسعينيات، لكنه أصيب بخيبة أمل بشأن إمكانية السلام بعد فشل الاتفاقيات واندلاع العنف.
وقال تاوب إن إسرائيل لديها الآن خيار واحد فقط هو “الاحتلال”.
وتُظهِر استطلاعات المركز الفلسطيني أن دعم الفلسطينيين لحل الدولتين قد انخفض، منذ عام 2010 بالتزامن مع الاعتقاد المتزايد بأنه لم يعد قابلا للتطبيق.
وقال الشقاقي إن توسع المستوطنات الإسرائيلية وزيادة تأييد المستوطنين في السياسة الإسرائيلية جعل من الصعب على الفلسطينيين رؤية أي مجال للتسوية، كما ارتفع الدعم للعمل المسلح ضد إسرائيل.
فريد بواكنة، وهو كهربائي هادئ الصوت يعيش في مخيم جنين، حيث قُتل والده، برصاصة أطلقها جندي إسرائيلي على عتبة منزله بينما كان يحاول مساعدة رجل جريح في الشارع، قال: “إنه مخيم اللاجئين الوحيد حيث يمكن للناس رؤية أرضهم. ربما يستعيدها أحفاد أحفادنا”.
ولا يرى بواكنة سوى حلين للصراع: “إما أن نموت ويعيشوا، أو نعيش ويموتوا”.
وتظهر الجداريات في المخيم أطفالا يحملون مفتاحا كبيرا، رمز لحلم العودة. ويلعب مراهقون ببنادق لعب في شوارع ضيقة مليئة بثقوب حقيقية حدثت من جراء تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمسلحين. وتخلد ملصقات ذكرى قتلى سقطوا، مؤخراً، وهم يحملون بنادق آلية، بعضهم من الصبية الصغار.
أما الشاب محمد عامر، فقال إنه إذا وافقت إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، فإنه سيدعم السلام بكل إخلاص. وقال: “المشكلة ليست فيما أريده. بل فيما ستقدمه إسرائيل. لن يعطونا حدود عام 1967. ولن يعطونا حتى حدود جنين”.
وفي جنين، بؤرة الانتفاضة في السنوات السابقة، يتذكر حويل أن الشباب وضعوا أغصان الزيتون على سيارات “جيب” تابعة للجيش الإسرائيلي مع بدء عملية السلام السابقة. ويقول: “كنا نتوق إلى السلام. أردنا حياة طبيعية مثل أي شخص”.
أما تاوب فيتذكر العمليات الانتحارية التي نفذها مسلحو حماس وغيرهم من المسلحين المعارضين لأوسلو، التي أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين الإسرائيليين.
وفي المقابل، استهدف المتشددون اليهود أيضا مؤيدي السلام: قتل مستوطن من أقصى اليمين النار على 29 فلسطينيا بمسجد في الخليل، وأطلق قومي متشدد النار على رابين في مسيرة من أجل السلام في تل أبيب.
ويقول تاوب: “كان لدينا سرد جاهز لهذا. لقد قلنا إن أعداء السلام هم المتشددون على الجانبين، ولابد أن نتحلى بالشجاعة ونعبر هذه المنطقة الصعبة”.
ولكن تاوب لا يستطع أن يرى أي شريك فلسطيني ليس عنيفا. ويقول: “أدركت تدريجيا أنني أقول أشياء لم تعد صحيحة”.
ويقول حويل: “رأى عرفات في هذه العملية فرصة سياسية، وشيئا من شأنه أن يقودنا إلى دولة. ولكن إسرائيل نظرت إليها باعتبارها ترتيبا أمنيا”.
وبدأت السلطة الفلسطينية تبدو للبعض كأنها الشريك الأصغر لإسرائيل في إدارة الاحتلال. وتصور العديد من الفلسطينيين أن المسؤولين الجدد يهتمون بوضعهم الشخصي وميزانياتهم وسياراتهم الفاخرة أكثر من اهتمامهم بالتحرر الوطني.
وفي الوقت ذاته، تضاعف عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية خلال سنوات أوسلو.
ويقول عامي أيالون، رئيس جهاز “الشاباك” الٍأسبق إن التوسع الاستيطاني أدى إلى “جلب المزيد من الجنود، وحواجز الطرق، ونقاط التفتيش، والإذلال اليومي للفلسطينيين”. ويضيف: “ما أرادوه إنهاء الاحتلال. لذا شعر الفلسطينيون بالخيانة”.
وقال الناشط الفلسطيني، عيسى عمرو: “أنت تجلس على الطاولة من أجل السلام معي. وفي الوقت نفسه تبني المزيد والمزيد من المستوطنات. هل هذا يدل على حسن نواياك؟”
وأضاف: “كانت أوسلو مزيفة منذ البداية. كانت تتعلق بالسيطرة، وليس بالسلام”.
وقالت داليا شيندلين، محللة السياسية الإسرائيلية، خبيرة استطلاعات الرأي، إن “الإسرائيليين يتذكرون فقط خيبة الأمل والإرهاب الفلسطيني. صورت الائتلافات اليمينية بقيادة (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو الفلسطينيين على أنهم معادون بشدة ودعاة السلام الإسرائيليين على أنهم أعداء يساريون للدولة”.
وعلى الجانب الفلسطيني، أقنع التوسع الاستيطاني في عهد نتانياهو عديدين أن إسرائيل ليست لديها أي مصلحة في “إنهاء الاحتلال” على الإطلاق. وتراجعت مكانة رئيس السلطة، محمود عباس، مع تجاهل إسرائيل له، وارتبطت السلطة الفلسطينية بالقمع والفساد.
وقالت شيندلين: “لا توجد عملية سلام حقيقية يمكن التحدث عنها. السلام بعيد جدا”.
وبحلول عام 2023، حذر رؤساء الأمن الإسرائيليون نتانياهو من حدوث انفجار للصراع، ربما يشمل حماس وحزب الله ومسلحي الضفة الغربية، “ولم تنتبه وكالات الاستخبارات الإسرائيلية للإشارات (على حدوث عنف) قبل هجوم السابع من أكتوبر”.
وتشير رويترز إلى رفض إسرائيل محاولات إقامة الدولة الفلسطينية بعد هجوم السابع من أكتوبر. وقالت إن إسرائيل ردت بغضب على قرار إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالاعتراف رسميا بدولة فلسطينية.
وفسرت مدريد ودبلن وأوسلو تحركاتها بأنها وسيلة لتسريع الجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار في حرب غزة.
ورحبت السلطة الفلسطينية بهذه الخطوة، في حين استدعت إسرائيل سفراءها احتجاجا، قائلة إن مثل هذه التحركات قد تعرض سيادتها وأمنها للخطر.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.