مآسٍ تتكرر في كل عام مع هطول الأمطار، تخلف فقداً في الأرواح وخسارة في الممتلكات، وذلك رغم التحذيرات والتنبيهات التي تطلقها جهات الاختصاص والنداءات بحفظ الأنفس وعدم المجازفة بعبور مجاري السيول ومصبّات الأودية.
وتظهر حوادث الغرق في مياه السيول في كل موسم للأمطار، فلا يمتثل المغامرون للتحذيرات ويدفعون ثمن مغامراتهم.
إذ سجلت منطقة جازان حالتي وفاة بعد أن جرفت سيول وادي مسلة مواطناً وزوجته أثناء سيرهما على الطريق الرابط بين محافظتَيْ العارضة وأحد المسارحة (جنوب شرقي منطقة جازان)، وذلك بعد هطول أمطار غزيرة على عدد من محافظات المنطقة الأسبوع الماضي ما أدى لجريان عدد من السيول. كما انتشلت فِرق الدفاع المدني بمركز الموسم ثلاثة غرقى، لقوا حتفهم بعد جريان سيول وادي ابن عبدالله ومثعان في مركز الموسم بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيراً على منطقة جازان.
و المتوفون طفلان (13 سنة) بعد سقوطهما في الوادي، وشاب عمره (35 سنة) بعد محاولته إنقاذهما، وتم دفنهم في مقبرة العبدلية بمركز الموسم.
«رجل الدليفري» جرفته السيول
كشف مقطع فيديو لحظة غرق مركبة وقيام عدد من المواطنين بإنقاذ شاب بعدما احتجزته سيول وادي القرن في محافظة الدرب (شمالي جازان)، وأظهر الفيديو الشاب جالساً داخل سيارته بعدما علقت وسط السيول، فيما اقترب منه مواطنون وساعدوه على الخروج من السيل.
كما جرفت السيول في جازان، دراجة نارية كان يستقلها عامل توصيل هم بعبور السيل خلال الأمطار الغزيرة التي هطلت على جازان، وأظهر فيديو متداول، اقتحام قائد الدراجة النارية السيل وفشل في السيطرة على الدراجة حتى جرفه السيل ولم يتم الكشف عن مصيره.
وباشرت فرق الدفاع المدني والمرور في تطبيق مخالفة «المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها» وطبقت الأجهزة المختصة مخالفة المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها، على عدد من المجازفين بعبورها وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور.
ولم تتوقف تحذيرات الدفاع المدني للمواطنين والمقيمين وهي تطالب بتوخي الحيطة والحذر وتجنب الاقتراب من تجمعات السيول أثناء هطول الأمطار بالتزامن مع ما تشهده بعض مناطق المملكة هذه الأيام من حالات مناخية.
وأهابت بالجميع توخي الحذر من المخاطر المحتملة من نواتج الأمطار، كالسيول المنقولة والمستنقعات المائية والابتعاد عن أماكن تجمع السيول وعدم المخاطرة أثناء هطول الأمطار بعبور الأودية.
وحذرت من التنزه حول مجاري السيول أو المستنقعات المائية أو السباحة فيها، كونها أماكن غير مناسبة لذلك وتشكل خطورة كبيرة، مع أهمية تفعيل دور الأسرة التوعوي في المحافظة على سلامة الأطفال وإبعادهم عن الأماكن الخطرة، والالتزام بتعليمات الدفاع المدني المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي حفاظاً على سلامتهم.
المرور: مخالفة جسيمة
أعلنت إدارة المرور أنه سعياً إلى تعزيز السلامة أثناء جريان الأودية والشعاب؛ وافق مجلس الوزراء على إضافة فقرة إلى جدول المخالفات بالنص الآتي «المجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها»، و تبدأ المخالفة المرورية من خمسة آلاف ريال، وتصل إلى عشرة آلاف ريال، باعتبار المجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها مخالفة مرورية.
تابعوا نشرات الأخبار
أكد الخبير الأمني اللواء متقاعد سالم المطرفي مدير الدفاع المدني السابق لمنطقة مكة المكرمة، أن مخاطر الأمطار والسيول قد يجهلها البعض؛ مما قد يتسبب في خسائر بشرية ومادية، مقدماً جملة من الارشادات والتعليمات للوقاية من مخاطر الامطار والسيول كون المملكة تقع ضمن النطاق الجاف وشبه الجاف الذي يتصف بقلـة الأمطار وندرتها وتذبذبها زماناً ومكاناً وقصر مدتها.
وأضاف أنه في بعض المواسم تهطل الأمطار بكميات غزيرة لمدة قصيرة جداً مسببةً سيولاً جارفةً سريعة الجريان ينتج عنها خسائر بشرية ومادية فادحة من وفيات وإصابات ودخول مياه الأمطار للمنازل وخسائر مادية في المركبات والمزارع والماشية وغيرها، اذ تشكل السيول والفيضانات في الوقت الحاضر خطراً حقيقياً على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة. وأضاف المطرفي، يجب متابعة الأخبار ووسائل الإعلام المختلفة والنشرات الجوية من الجهات المختصة والالتزام بما يصدر عنها من تنبيهات أو تحذيرات حول احتمالية هطول أمطار غزيرة أو وجود سيول منقولة يستدعي عدم الخوض فيها أو المجازفة بعبورها، ونبه اللواء المطرفي من بعض الممارسات التي يمارسها البعض مثل الخروج للتنزه أو القيام برحلات برية قبل انتهاء الحالة الجوية واستقرارها، ناصحاً الجميع الابتعاد أثناء رعي المواشي عن بطون الأودية أو أطرافها أو بالقرب من السدود، وعدم الجلوس أو التوقف بالمركبة أثناء السفر في الأماكن المنخفضة أو في بطون الأودية، والاطلاع على إرشادات وتعليمات الدفاع المدني وآخر المستجدات عبر وسائل الإعلام الرسمية وعلى حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد على ضرورة البقاء في المنزل ومتابعة الاستماع للنشرات الجوية والتعليمات التي تبين حجم الخطر، والابتعاد عن مجاري السيول والأودية وتجمعات المياه وعدم المجازفة باجتيازها.
اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر عند المرور من المواقع القريبة من الجبال أو الطرق الجبلية (العقبات) قدر الإمكان لاحتمال تساقط الصخور منها أو انهيارها، ومغادرة السيارة عند تعطلها واللجوء لأقرب مكان آمن.
ولم يغفل اللواء المطرفي بالتنبيه حول عمليات المساعدة التي يقدم عليها البعض للغارفين في مياه السيول، وقد تكون سبباً في وفاتهم غرقا، مشيراً إلى مساعدة من هم في حاجة للمساعدة سواء (غرق أو احتجاز) بالطرق السليمة التي تضمن سلامتك وسلامتهم وذلك بعد طلب المساعدة من الجهة المختصة.
قانوني: مجازفة جسيمة
المحامي والمستشار القانوني عبيد العيافي، أكد أن ما يقدم عليه البعض من عابري مجاري السيول أثناء جريانها يعد نوعاً من الانتحار وقتل النفس في حال تعمده عبور تلك الأودية والسيول أثناء جريانها ما، يعد عملاً محرماً وفعلاً قبيحاً يستوجب معاقبته.وأضاف أن عبور الأودية والشعاب أثناء جريانها يعد مخالفة تصل عقوبتها إلى 10,000 ريال، مشيرا إلى أن عبور الأودية والشعاب أثناء جريانها تصرف جسيم يعرض حياتك للخطر، ويعد مخالفة مرورية، لافتاً إلى أن الغرامة المالية تبلغ بين 5000 و10000 ريال.
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.