إعداد: خنساء الزبير
شبه الجزيرة القطبية الجنوبية الجميلة، التي تعد الجزء الأكثر سهولة في الوصول إلى قارة أنتاركتيكا، تمتد إلى الشمال باتجاه تييرا ديل فويغو في أمريكا الجنوبية، كأنها ترحب بالزوار.
وهي الجزء الأكثر دفئاً من القارة، ويطلق عليها على سبيل المزاح «حزام الموز»، وتُعد أرض التكاثر الرئيسية للطيور البحرية، والفقمة، والبطاريق، في القارة القطبية الجنوبية، وهي مكان لا يقصده إلا عشاق المغامرة.
وهذه القناة شديدة الانحدار وبعرض 1600 متر فقط، وتمتد لمسافة 11 كيلومتراً بين جبال جزيرة بوث، وشبه الجزيرة. وهي جاذبة للغاية، ولا يمكن رؤية القناة إلا بعد دخولها تقريباً، وبدأت الملاحة في القناة لأول مرة بواسطة البلجيكي دي جيرلاش في عام 1898، وتمت تسميتها على اسم المستكشف البلجيكي للكونغو. ويمكن الوصول إلى القارة القطبية الجنوبية إما عن طريق السفينة، وإما الطائرة من الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية.
وتغادر السفن السياحية طوال الصيف من أوشوايا، الأرجنتين، وتستغرق الرحلة نحو 48 ساعة؛ أما الخيار الثاني فهو رحلة طيران مدتها ساعتان من بونتا أريناس، تشيلي، إلى جزيرة الملك جورج، حيث تستقل السفينة.
- برانسفيلد هاوس
من المعالم السياحية التي يوصى بزيارتها في شبه الجزيرة، هو مبنى المحطة الأصلي للقاعدة A والذي قامت بريطانيا بترميمه بشكل جميل في عام 1996.
وتوجد في الداخل معروضات عن تاريخ المحطة، وتشمل القطع الأثرية ملابس من عملية تابارين، وجهاز إرسال لاسلكي سري يعود إلى عام 1944، وجرامفون HMV يعمل باللف، مع أسطوانات نويل كوارد بسرعة 78 دورة في الدقيقة، وزلاجات خشبية تم شراؤها من متاجر محطة صيد الحيتان في جريتفيكين، في ساوث جورجيا، عام 1957.
ويعيش ثلاثة أعضاء من طاقم «صندوق المملكة المتحدة لحماية تراث انتاركتيكا» في ميناء لوكروي في الصيف للحفاظ على الموقع التاريخي.
وللتعامل مع الأعداد الكبيرة من الزوار يتم السماح لما يصل إلى 350 شخصاً، بالزيارة في اليوم، ولكن لا يُسمح لأكثر من 60 شخصاً بالنزول إلى الشاطئ في وقت واحد.
تم بناء بالمر في عام 1968 على الساحل الجنوبي الغربي للجزيرة، تكريماً لصائد الفقمة الأمريكي، ناثانيال بالمر، الذي كان في عام 1820 أحد أوائل من رأوا القارة القطبية الجنوبية.
وحلت المحطة الجديدة محل الأكواخ الخشبية الجاهزة التي كانت موجودة في «أولد بالمر»، وأنشئت في عام 1964 على بعد كيلومتر واحد تقريباً، عبر ميناء آرثر من المحطة الحالية. وحلت أولد بالمر نفسها محل القاعدة البريطانية N.
وتستوعب المحطة 44 شخصاً في الصيف، ويمكن الوصول إليها عن طريق البحر على مدار العام، كما يتم تزويدها بالإمدادات عن طريق السفن، كل ستة أسابيع. وتشتمل بالمر على مبنيين رئيسيين، إضافة إلى مرفأ، وخزانة للغوص، وورش عمل، ومختبر لتنقية الهواء، وساونا، ومباني تخزين، وكلها تقع بالقرب من بعضها بعضاً. وتركز الأبحاث هناك على المراقبة طويلة المدى للمنظومة البيئية البحرية، بخاصة الطيور البحرية والكريل، والدراسات الجوية وتغيّر المناخ على المجتمعات البحرية والبرية.
ويستمتع السائح بجولة سيراً على الأقدام، بما في ذلك إلقاء نظرة مثيرة للاهتمام على حوضين مائيين مملوءين بشقائق النعمان، والرخويات، وقنافذ البحر، والكريل، والأسماك. ويمكنك أيضاً التسوّق في متجر المحطة وتذوّق «كعكات بالمر» الشهيرة محلياً.
- نوردنسكولد هت
كوخ ذو جدران سوداء تابع للبعثة السويدية لاستكشاف القطب الجنوبي، وهو أقدم مبنى متبقٍ في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، ويعد موقعاً تاريخياً محمياً.
يقع هذا المسكن على شرفة شاطئية هشة تتآكل بسهولة بفعل خطوات الأقدام. ويحتوي الكوخ الذي يبلغ طوله 6 أمتار وعرضه 8 أمتار على ثلاثة أسرّة بطابقين، ومطبخ، وغرفة معيشة مركزية. وتصف لافتتان معدنيتان كبيرتان باللغة الإسبانية تاريخ الموقع، إضافة إلى منشورات باللغة الإنجليزية داخل الكوخ.
وهناك لوحان خشبيان في الزاوية، أصليان للتصميم، يدعمان الجدار الشمالي الشرقي.
ولا يُسمح لأكثر من خمسة أشخاص بالدخول إلى الكوخ في وقت واحد، ولا يُسمح بالزيارات بين الساعة 7 مساء والساعة 8 صباحاً.
- البطريق الإمبراطور
على الجليد على بعد نحو 400 متر من المنحدرات الجليدية المنخفضة على الساحل الجنوبي لجزيرة سنو هيل، تقع مستعمرة طيور البطريق الإمبراطور في أقصى الشمال، وهي المنطقة الأكثر سهولة في الوصول في القارة القطبية الجنوبية.
وتم رصدها لأول مرة من طائرة صغيرة في عام 1997، وأخيراً تمت زيارتها في عام 2004 بواسطة كاسحة جليد روسية تحمل السياح. ويقدر عدد أزواج هذه الطيور في المستعمرة بأكثر من 4000 زوج.
جرى بناء هذا الموقع التاريخي المحمي في عام 1947 كجزء أول مما سيصبح لاحقاً قاعدة فاراداي، وتم ترميمه في أواخر التسعينيات، من قبل هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي، ويقع على بعد نحو 1 كم من المحطة.
وتم إنشاء القاعدة الأصلية في عام 1934 بواسطة بعثة جراهام لاند البريطانية، وقد جرفتها أمواج تسونامي في عام 1946.
وتمت إعادة الغرف إلى مظهرها الذي كانت عليه في أوائل الخمسينيات، من القرن العشرين، وتحتوي على قطع أثرية من تلك الفترة مثل مصابيح تيلي، وأسرّة بطابقين، وأكياس من الفحم الحجري، وموقد، وأيضاً بعض المواد الغذائية الحديثة التي ربما تركها بعض الزوار. وتصطف على الجدران لافتات تصف تاريخ المبنى.
لمحبي عيش مغامرة لا تنسى يمكنهم الشعور بأنهم مستكشفون حقيقيون للقطب الجنوبي من خلال حفر مخبأ في الثلج، وإلقاء حقيبة التخييم فيه، والاستلقاء لقضاء بعض الوقت الممتع.
وهناك العديد من الأماكن القطبية المثالية للقيام بذلك، ولكن ثلاثة من الأماكن التي يتم الذهاب إليها بانتظام هي برادايس باي، الواقع شمال مضيق ليمير، وهو أحد أكثر الأماكن المذهلة في القارة القطبية الجنوبية حيث تتدفق الأنهار الجليدية الضخمة من البحر الأزرق الفولاذي، وترقد الجبال الجليدية فوق الصخور، والمياه مملوءة بالحيتان، وطيور البطريق، والفقمات.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من في بي دبليو الشامل
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.