أخبار الرياضة

بعد موجة الغضب في هونغ كونغ.. ميسي يشارك في ودية طوكيو


قبل انطلاق نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم في قطر، كان الكثير من المراقبين والنقاد يتوقعون أن يقف منتخب الأردن ضيفا خجولا، فإذ به بتحول إلى “الحصان الأسود” الذي أصبح على بعد نحو 90 دقيقة من الفوز باللقب، وتحقيق إنجاز تاريخي.

ففريق “النشامى” الذي يقوده “الجنرال المغربي”، الحسين عموتة، تمكن من قلب الطاولة على منتخبات قوية سبق لها أن فازت باللقب، مثل “الشمشون” الكوري الذي حظي بالكأس مرتين، وكان يمني النفس بالثالثة قبل أن يجهز على أحلامه رفاق النجم، موسى التعمري.

الحسين عموتة.. من هو المغربي الذي قاد منتخب الأردن إلى إنجاز تاريخي؟

تمكن المدرب المغربي، الحسين عموته، من قيادة المنتخب الأردني إلى تحقيق إنجاز تاريخي، وذلك بعد أن وصل فريق “النشامى” إلى نهائي كأس أمم آسيا لكرة القدم لأول مرة بتاريخ مشاركاته في هذه البطولة القارية العريقة.

وعن إمكانية الفوز بالنهائي الحلم، قال مدافع المنتخب، سالم العجالين، في تصريحات صحفية لوكالة فرانس برس: “نحلم من الآن بالصعود إلى منصة التتويج، ورفع كأس آسيا لأول مرة في تاريخنا”. 

وأضاف العجالين (35 عاماً) الذي غاب عن مواجهة كوريا الجنوبية بسبب تراكم الإنذارات: “اللاعبون وعدونا وأوفوا بالعهد وهو الوصول إلى النهائي، وكل هذا تحقق بجهود الجميع.. اللاعبون والجهازان الفني والإداري”. 

أما النجم يزن النعيمات، الذي سجل هدفا مذهلا في شباك منتخب كوريا، فقال: “باقي خطوة على رفع الكأس. لقد وصلنا إلى النهائي”.

من جانبه، رأى الإعلامي والمحلل الرياضي، محمود علاق، في حديثه إلى موقع “الحرة”، أن “منتخب الأردن كان بحق حصان البطولة، بسبب عدة عوامل، من بينها دور المدرب المغربي الذي استطاع أن يتحكم في إدارة مجموعة النجوم الذين يتدربون تحت إمرته، من خلال فرض انضباط معين، ومن ثم استغلال إمكانيات اللاعبين والإيمان بقدراتهم”.

وتابع: “من عوامل النجاح أيضا، الحضور الذهني للاعبين والتركيز العالي خلال المباريات”.

في إنجاز تاريخي.. “النشامى” في مربع الذهب بكأس آسيا

رأسية أردنية اصطدمت باللاعب الطاجيكي فاهادات هانونوف ليسجل هدفا في مرماه

“طموح للمزيد”

وكان الأردن قد حقق سابقة ببلوغه المربع الذهبي للمرة الأولى، بتغلبه على طاجيكستان بهدف وحيد، بيد أن “النشامى” لم يكونوا يريدون التوقف عند تلك النقطة.

وهذا ما أكده المدرب عموتة عندما قال لفرانس برس: “هدفنا الأول كان العبور إلى الدور ربع النهائي، حيث سبق للمنتخب الأردني الوصول إلى هذه المرحلة من قبل، ومع تواصل مشوار الفريق في كل مرحلة، بدأ اللاعبون باكتساب المزيد من الثقة، وظهر التناغم أكثر في المجموعة، وبالتالي نطمح للمزيد”.

وتابع: “علينا التركيز على كل خطوة نسير فيها، ويجب الاستفادة دائماً من الأخطاء وتجهيز اللاعبين كافة بشكل تام للمباريات، ولدينا العزيمة والإصرار على المواصلة في الطريق الصحيح”.

أما قلب دفاع المنتخب، يزن العرب، فأكد أن الجهاز الفني بقيادة عموتة يبذل جهودا كبيرة، مضيفا لفرانس برس عقب الانتصار على طاجيكستان: “نحن مستمرون في هذه المغامرة الرائعة، وطموحاتنا بدأت تتعاظم أكثر من أجل تحقيق إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الأردنية”.

“كاره للمركز للثاني”

وفي اتصال مع موقع “الحرة”، أوضح المدرب المغربي، حسن مؤمن، الذي زامل عموتة في العديد من المحطات الكروية  المهمة، أن الأخير “يتمتع بإمكانيات هائلة وتصيمم لا مثيل له في عالم التدريب”.

وتابع: “مسيرته التدريبية قبل أن يتولى دفة قيادة منتخب الأردن تشهد له بأنه رجل لديه هوس كبير بالمركز الأول، ويحزن بشدة إذا حصل على المرتبة الثانية في أية بطولة”.

وشدد مؤمن على أن من يعرف عموتة “يعلم يقينا أن خصم المنتخب الأردني في المباراة النهائية سيواجه مشقة وصعوبات كبيرة قد تحول دون فوزه باللقب على حساب النشامى”.

من جانبه، أكد الإعلامي والمحلل الرياضي المغربي، أنس صوت الريح، لموقع “الحرة” أن “عموتة من المدربين الذين يؤمنون ببذل الجهود الجادة، ويثق بشكل كبير في طريقة عمله، وهذا ظهر بشكل جلي خلال تجاربه السابقة وأيضا مع المنتخب الأردني في الفترة الحالية”. 

ولفت إلى أن عموتة كان قد تعرض لانتقادات عديدة “بسبب النتائج السلبية التي حققها المنتخب الأردني قبل انطلاق بطولة كأس آسيا، لكن كان لديه مزايا أخرى أظهرت تطور عمله، مما دفعه لعدم الاكتراث كثيرا للهجوم الذي تعرض له من قبل بعض وسائل الإعلام”.

كأس أمم آسيا.. تحدٍ كبير للعرب في حضرة “الشمشون” و”الساموراي”

تنطلق يوم الجمعة القادم نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم بتواجد 10 منتخبات عربية من أصل 24 فريقا يشاركون في هذه البطولة التي تشهد أكبر قارة في العالم فعاليتها كل أربع سنوات، وسط توقعات بأن يكون منتخبا “الساموراي الياباني” و”الشمشون” الكوري الجنوبي أبرز المرشحين للفوز بالبطولة إلا إذا كان لأهل “لغة الضاد” كلام آخر.

وفي نفس السياق، أكد علاق أن “هناك من كان يعتقد أن فريق النشامى سيكتفي بما حققه بالوصول إلى المربع الذهبي باعتباره إنجازا غير مسبوق، لكن التركيز الذهني العالي لدى المدرب واللاعبين قلب التوقعات، ليقدموا مباراة من طراز رفيع أمام كوريا الجنوبية”.

وتعتبر المهارات الفردية الرائعة للكثير من نجوم الأردن، بحسب علاق، أمرا لا يمكن إغفاله في تحقيق ذلك الإنجاز، مضيفا: “أعتقد بنسبة كبيرة أن التعمري سيتوج بلقب أفضل لاعب في البطولة، وغير ذلك بظني سيكون بمثابة إجحاف بحقه”.

التركيز على الهجوم

وفي نفس السياق، أوضح صوت الريح أن “عموتة مدرب يحبذ تقوية منظومته الدفاعية مع التركيز بشكل كبير على التحولات الهجومية، وهذا ظهر بشكل واضح في أسلوب لعب المنتخب الأردني في كأس آسيا الحالية والذي تؤكده أيضا الأرقام”.

وزاد: “فالمنتخب الأردني هو أكثر فريق في نسخة قطر تسجيلا للأهداف عن طريق الهجمات المباشرة، وثاني أكثر فريق صناعة للفرص من خلال استرجاع الكرات في مناطق الخصم”.

وشدد على أن الذي ساعد في نجاح هذا الأسلوب “هو امتلاك عموتة للاعبين مميزين هجوميا، في مقدمتهم موسى التعمري الذي يبقى قادرا على استغلال المساحات في دفاع الخصوم بعد استرجاع الكرة، إلى جانب الجاهزية البدنية للاعبين وبعض الفرديات المميزة على المستوى الدفاعي، التي تساعد على بقاء الخطوط متقاربة وإغلاق المساحات”.

وبشأن نصيب الأردن في تحقيق اللقب، أجاب علاق: “أعتقد أن النشامى يملكون كامل حظوظهم بالفوز، فهم وصلوا إلى مرحلة لن تتجاوز 120 دقيقة قبل تحقيق النصر النهائي”.

وتابع: “إذا قدموا أداء بنفس التركيز الذهني الذي لعبوا به أمام العراق وطاجيكستان ومن ثم كوريا الجنوبية، فالتوفيق على الأغلب سيكون من نصيبهم”.

وعلى ذات المنوال، قال صوت الريح: “باعتبار أن المنتخب الأردني بلغ المباراة النهائية، فهذا يعني أنه فريق يمتلك كل المؤهلات التي تسمح له بالمنافسة على اللقب”.

وزاد: “لا أتوقع أن يغير عموتة أسلوبه مهما كان الخصم الذي سيواجهه، وكلمة السر ستكون جاهزية الفريق البدنية واكتمال صفوفه، خاصة إذا علمنا أن أسلوب المدرب المغربي يتطلب مجهودا بدنيا كبيرا، لاسيما من لاعبي وسط الميدان والدفاع، للإبقاء على المساحات مغلقة”.

واعتبر أن “عدم وصول اللاعبين بأفضل جاهزية قد يكلف غاليا، لذلك فإن عملية الاستشفاء التي سيقوم بها المنتخب الأردني قبل النهائي ستؤثر بشكل كبير على حظوظه”.

أما مؤمن فأكد أن “عموتة  الذي يحضر لنيل رسالة الدكتوراة في الرياضة والتدريب، رجل يؤمن بالعلم والعمل الجاد، ويكره التهاون ويرفض سوء الانضباط، وبالتالي فإن كل ذلك صنع منه مدربا ممتازا، قادرا عل اجتراح المعجزات، إن صح التعبير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى