Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار الرياضة

​أشرف حكيمي يطلق أنشطة منظمته الخيرية في المغرب


أثارت مطالبة حزب العدالة والتنمية الإسلامي بمنع عرض فيلم “أزرق القفطان” بالقاعات السينمائية المغربية، جدلا واسعا بالأوساط الفنية والثقافية الرافضة لتقييد حرية الفن والإبداع، تحت ذريعة الدفاع عن “الفن النظيف”.

ووجه حزب العدالة والتنمية في بيان، انتقادات حادة للفيلم الجديد الذي يتناول مسألة المثلية الجنسية بالمجتمع المغربي، مطالبا بوقف عرضه بقاعات السينما، حيث اعتبره أنه “يروج للشذوذ الجنسي، ويتجاوز الثوابت الدينية والوطنية”، بحسب البيان الذي استخدم مصطلحات تدينها جماعات حقوقية وتضعها في خانة “رهاب المثلية”.

وبدأ عرض فيلم “أزرق القفطان” لمخرجته مريم التوزاني بالقاعات السينمائية بالمغرب منذ 7 يونيو الجاري، بعد أن شارك في عدد من المهرجانات الدولية الكبرى، وحصد ما لا يقل عن 35 جائزة.

ويحكي الفيلم قصة مينة وزوجها حليم، اللذين يعيشان حياة زوجية متينة ومن دون مشكلات بقيت خلالها الميول الجنسية المثلية للزوج سرا عميقا، قبل أن يوظفا متدربا شابا في متجر القفاطين الذي يديرانه، وتتشعب مسارات علاقتهما ومعها قصة الفيلم.

وعبرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عن “استنكارها الشديد” السماح بعرض الفيلم مشيرة إلى أنه “يروج للشذوذ الجنسي في القاعات السينمائية المغربية، في تجاوز خطير للثوابت الدينية والوطنية والقيم الأخلاقية والتربوية للشعب المغربي المسلم”، حسب البيان.

ودعا الحزب في بيانه، الجهات المسؤولة إلى منع “عرض الفيلم، وتطبيق القانون الجاري به العمل، والذي سبق اعتماده في ماي 2015 لمنع عرض فيلم من نفس الجنس أنتجته نفس الجهة”، وذلك في إشارة إلى فيلم “الزين اللي فيك” الذي أخرجه منتج الفيلم الجديد، نبيل عيوش، ومنعته الحكومة التي كان يقودها الحزب الإسلامي، آنئذ، من العرض.

“لا للرجوع إلى الوراء”

الكاتب والناقد السينمائي، عبد الكريم واكريم، يبرز أن دوافع البيان الأخير لحزب العدالة والتنمية “سياسية بحتة”، برجوعه، مرة أخرى، لـ”استغلال الدين والركوب على موضوع الأخلاق”.

ويضيف واكريم في تصريح لموقع “الحرة”، أن للحزب “سوابق في الهجوم على العديد من الأفلام المغربية، و”محاكمتها أخلاقيا” إما بإصدار بلاغات باسم الحزب تدعو لمنعها أو بتوكيل أعضاء منه لفعل ذلك بصورة فردية.

وسبق أن طالب حزب العدالة والتنمية وجهات أخرى محسوبة على التيار الإسلامي، بمنع عرض إنتاجات سينمائية مغربية، أبرزها أفلام: “حجاب الحب” لعزيز السالمي و”كازا نيكرا” لنور الدين لخماري و”ماروك” لليلى مراكشي وفيلم “الزين للي فيك”.

في هذا الجانب، يوضح الناقد السينمائي المغربي أنه “لا يمكن الحكم على العمل الفني سوى بأدوات فنية نقدية، وليس من خارج قوانينه بإسقاط أحكام أخلاقية عليه”، مضيفا أن في السينما تحديدا “لا يُفرض على أحد أن يذهب لمشاهدة فيلم لايُرضي ذوقه، وهناك قوانين معمول بها، بحيث يتم تقنين الدخول للأفلام بتصنيفها عمريا إلى حدود 18 سنة، في حالة كانت بها مشاهد تستدعي ذلك”.

ويرفض المتحدث ذاته “الرجوع بالمغرب للوراء في مسألة حرية التعبير الفني”، مشيرا إلى أن دعوات “الفن النظيف لم تفرز سوى أفلام رديئة، ونظيفة من الفن ذاته”.

“نجاح كبير”

واختير “أزرق القفطان” لتمثيل المغرب في سباق الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وشارك ضمن فعاليات مهرجان “كان”، وحقق جائزة “فيبريسي” للنقاد الدوليين، وجائزة لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وبحسب بيان حصل عليه موقع “الحرة” من الشركة المنتجة، يجوب فيلم “أزرق القفطان” خلال سنة 2023 أغلب دول العالم، بعد أن بيعت حقوق عرضه “في أكثر من 30 إقليما”، من بينها فرنسا، التي شهدت قاعاتها السينمائية إقبالا كبيرا على مشاهدة الفيلم، مسجلة أرقاما قياسية للأعمال المغربية، بلغت عند بداية الشهر الجاري، بيع 210 ألف تذكرة.

وأبرز مصدر من طاقم الفيلم، رفض الكشف عن هويته، أن الفيلم يحقق، بعد بدء  عرضه في القاعات السينمائية المغربية “إقبالا كبيرا وردودا مرحبة من الجمهور المغربي، تزكّي نجاحاته في دور العرض بفرنسا وهولندا وبلجيكا واليونان، التي سجل فيها إيرادات عالية”.

في هذا السياق، يضيف الناقد المغربي “شاهدت الفيلم مرتين، ويمكن لي الجزم أن ليس فيه ولا مشهد أو لقطة خادشة للحياء”، مضيفا: “قد نتفق أو نختلف مع وجهة نظر المخرجة، غير أنه ينبغي أن يكون النقاش في مقال نقدي يحلل بنية الفيلم ورؤية مخرجته، لكن الدعوة لمنعه تظل مرفوضة رفضا تاما”.

ويبرز واكريم أن على الكيان الثقافي والفني في المغرب الوقوف في وجه “الدعوات التي تريد الرجوع بالمجتمع المغربي للوراء، مستندة على فكر أصولي  تبرأ منه حتى أولئك الذين صدروه لنا منذ عقود خلت”.

“هدية”

من جهته، يرى الكاتب والباحث في علم الجماليات، موليم العروسي، أن الدعوات الأخيرة الصادرة عن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لا تعدو أن تكون “حركة سياسية ودعائية”، مشيرا إلى أن الترويج للدين والأخلاق، سبق أن “قاد الحزب للوصول إلى السلطة، غير أن هذه التكتيكات لم تعد مجدية”.

ويضيف الباحث المغربي في تصريح لموقع “الحرة”، أن حرية التعبير هي الأصل وأن منع أي فيلم يجب أن يتم استنادا إلى القانون فقط وليس بناء على أهواء رجال السياسة أو الدين، مؤكدا أن “حرية التعبير في المجال الفني يجب أن تكون مضمونة بعيدا عن الجدالات الفارغة”. 

ويشير المتحدث ذاته أن ملاحظات الحزب عن العمل السينمائي الجديد ليست فنية بل تتعلق فقط برفض لقضية المثلية والدفاع عما يعتبره “الأخلاق والقيم”، “وهذا أمر مرفوض حيث ينبغي تقييم الأعمال الفنية انطلاقا من معايير الإبداع فقط، وليس من خارجها.

ويكشف العروسي أنه وإن كانت خطوة الحزب تندرج ضمن “التهييج الانتخابي والسياسي”، إلا أنها في جانب منها إيجابية، وستساعد الفيلم في شباك التذاكر، مضيفا “هي هدية من بنكيران للفيلم، حيث أن انتقاداته ستدفع الجمهور للذهاب إلى السينما ومشاهدة الفيلم”.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى